تقرير خاص: الإمارات تشن “حرب هيسيرية” ضد قبائل الجنوب وحكومة هادي بعد إسقاط طائرتها في شبوة

تقارير| المراسل نت:

ما تزال الإمارات تخفي الكثير من الأسرار حول حادثة إسقاط طائرتها العسكرية في شبوة جنوبي اليمن رغم أن وزير ثقافتها أقر بأنه جرى اسقاطها ولم تسقط بسبب “خلل فني” التي جاءت في بيان الجيش الإماراتي، والتي اتضح أن أحد أبناء الأسرة الحاكمة كان على متنها وتعرض للإصابة، غير أن القوات الإماراتية انطلقت من هذه الحادثة وبدأت حملة أمنية شعواء ضد قيادات تابعة لـ”الشرعية” المعترف بها دولياً وطالت أيضاً بعض القبائل الجنوبية في اليمن.

وقامت قوة أمنية يعتقد أنها إماراتية أو يقودها ضباط إماراتيين، فجر اليوم الاثنين، باقتحام أحد فنادق عدن وقتلت مسؤولاً أمنياً وأصابت أحد المشايخ القبليين.

ووفقاً لبيانات تلقاها المراسل نت ومصادر إعلامية، قامت قوة أمنية باقتحام فندق “العمدة” بعدن واقتحام الغرفة التي كان ينزل بها “حسين قماطة” مدير أمن مديرية رصد بمحافظة أبين وقائد الحزام الأمني “عبدالرزاق الجردمي” وهو من المشايخ القبليين.

وأوضحت المصادر أن العملية أدت لمقتل النقيب قماطة وإصابة الشيخ الجردمي وشخص آخر يدعى “عبدالاله قماطة” ونقلا للمستشفى وحالتهم خطيرة.

وتضيف المصادر أن القوات التي اقتحمت الفندق أطلقت النيران بشكل مباشر على المستهدفين وقامت باعتقال قياديين جنوبيين واقتادتهما لمكان مجهول.

وقال بيان صادر عن حلف أبناء يافع التي ينتمي إليها النقيب قماطة، وتلقاه المراسل نت، إن الحلف “تابع بأسف الجريمة التي تمت صباح اليوم  من قبل قوات تتبع أمن عدن وما نتج عنها من اغتيال القائد الشاب حسين قماطه مدير أمن رصد و إصابة الشيخ عبدالرزاق  الجردمي قائد الحزام الأمني  في رصد والجندي عبدالإله قماطة  في فندق العمدة بعدن بعد مداهمتهم وهم آمنين بطريقة لا تدل على سلوك أمني خصوصا أن القائدين يعملان ضمن وزارة الداخلية وقوات الحزام الأمني” بحسب البيان الذي طالب بإحالة المسؤولين عن العملية إلى القضاء مؤكداً أن الحلف لن يترك دماء أبنائه تذهب هدراً.

من جانبه أدان القيادي الجنوبي والشيخ القبلي فضل الجعوني عملية قتل النقيب قماطة، مشيراً في الوقت نفسه أن الجريمة تسببت “بسخط وغضب شعبي عارم لدى أبناء الجنوب عامة في الداخل والخارج وأبناء يافع خاصة وذلك للطريقة الوحشية التي أقدمت عليها قوات الأمن”.

وطالب الجعوني في بيان “إدارة أمن عدن بتسليم القتلة وفتح تحقيق عاجل لكشف حيثيات الجريمة ومن يقف خلفها”.

وبدأ العشرات من أبناء قبائل يافع اعتصاماً مفتوحاً في “ساحة العروض” بمنطقة الشيخ عثمان بعدن احتجاجاً على قتل النقيب قماطة.

ويوم الأحد الماضي قامت قوات إماراتية باعتقال العميد عبدالله الفضلي مدير الأمن في محافظة أبين والقيادي الجنوبي احمد بلعيد المرقشي أحد قادة الحزام الأمني لأسباب لم يتم الكشف عنها.

وأمام أقدمت عليها الإمارات بعد حادثة الطائرة بدأت المكونات الجنوبية باتهام القوات الإماراتية بشكل مباشر وغير مسبوق حتى من قبل حلفاء الإمارات الجنوبيين.

وفي هذا السياق أدان مشايخ قبيلة آل بلعيد المراقشة في بيان تلقاه المراسل نت قيام القوات الإماراتية باعتقال أحد أبناء القبيلة.

وقال البيان ” اننا في قبيلة آل بلعيد المراقشة ندين بشدة ونستنكر  ماتعرض  له ولدنا القيادي في المقاومة الجنوبية الشيخ احمد منصور المرقشي من اعتقال تعسفي من قبل قوات التحالف( الامارات)،دون وجه حق ،متجاهلين ادواره النضالية في الدفاع عن المحافظة في عدة منعطفات مرت بها المحافظة منذ عام 2011م الى الان،فبدلاً ان يكافئ ويكرم بها”.

وهددت قبائل المراقشة بالتصعيد، حيث قالت في البيان ” ن هذه المحاولة البائسة لن تثنيه عن نضاله الدؤوب والجهر بقول الحق الذي عرف به،اننا نطالب بإطلاق سراحه فوراً ونحملهم المسؤولية كاملة عن ما سيلحق به من تبعات لهذا الاعتقال الظالم ،وإننا لن نسكت او نتخلى عنه،كما نحتفظ بحقنا في اتخاذ ما نراه مناسبا اذا استدعى الأمر” بحسب نص البيان.

ومن خلال ما أقدمت عليه الإمارات، يتضح أن القوات الإماراتية دخلت في صراع مع القبائل الجنوبية بما في ذلك أبناء القبائل المتواجدين في قيادة قوات الحزام الأمني التي تشكلت بإشراف إماراتي وتعد من أهم حلفاء أبوظبي جنوبي اليمن.

حكومة هادي تخرج عن صمتها

رغم أن الخلافات المعروفة بين عبدربه منصور هادي وأبوظبي إلا أن حكومة الأول تجرأت لأول مرة على اتهام الإمارات بعرقلة البنك المركزي عندما اتهمت “خلية التحالف” بمنع هبوط طائرات تحمل الأوراق النقدية بالخارج.

ووجهت حكومة الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي اتهامات غير مسبوقة والأولى من نوعها لدول التحالف (الامارات) بعرقلة توريد الأموال التي تمت طباعتها في مطبعة روسية، إلى البنك المركزي بعدن.

وجاء الهجوم على لسان محافظ البنك المركزي المعين من قبل هادي عقب اجتماع لإدارة البنك يوم السبت الماضي في عدن، والذي يعد خروجاً عن الصمت الذي جرى الاعتياد عليه من قبل هادي وحكومته خلال العامين الماضيين.

ونشر الموقع الرسمي لحكومة هادي بياناً صحفياً حصل المراسل نت على نسخة، وصدر عن محافظ البنك المركزي قال فيه “أمام الصعوبات البالغة التي تواجه ترتيبات النقل والتوريد بسبب إعاقة إنزال هذه الأموال جواً إلى مطار عدن الدولي من قِبَل خلية التحالف لأسباب مجهولة منذ أبريل 2017م ولعدد (13) رحلة تم إلغاء تصاريح نزولها إلى عدن وتوريدها إلى خزائن البنك المركزي دون مبرر أو تفسير واضح. وفشل اللجنة الإشرافية في تحقيق نتائج قراراتها في هذا المجال”.

كما غادر أحمد عبيد بن دغر رئيس حكومة هادي ومعه محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي إلى الرياض، بعدما ترددت أبناء متعددة أن الإمارات رفضت بقاء المفلحي في منصبه بسبب تصريحات نقلت عنه تحدث فيها عن “رفض الوصاية” والتي اعتقدت الإمارات أنها المقصودة بها.

أسباب الهيسيريا الإماراتية

فجّر بهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة الإماراتي وعضو الأسرة الحاكمة مفاجأة من العيار الثقيل عندما قال إن الطائرة العسكرية التابعة لسلاح الجو الإماراتي التي تحطمت السبت الماضي جنوب اليمن جرى استهدافها ولم تسقط بسبب خلل فني كما أعلن الجيش الإماراتي والتحالف الذي تقوده السعودية.

وقال آل نهيان في كلمة رصدها المراسل نت مساء الأحد ونقلتها وكالات الأنباء الدولية بينها قناة “سي إن إن” الأمريكية، إن الإمارات فقدت 4 من جنودها ضمن قوات التحالف مؤكداً أنه تم استهداف طائرتهم محافظة شبوة اليمنية، التي قال إنها خارجة عن سيطرة التحالف.

وجاءت تصريحات الوزير الإماراتي ضمن سلسة من التناقضات والارتباك الذي ظهر على قيادة الجيش الإماراتي وقيادة التحالف التي زعمت أن الطائرة هبطت اضطرارياً بسبب خلل فني وأدى لمقتل 4 من ضباط وجنود الإمارات.

في وقت لاحق كشفت السلطات الإماراتية عن وجود إصابات أخرى في حادثة الطائرة تعرض لها ثلاثة ضباط بينهم أحد شيوخ الإمارات وهو الشيخ زايد بن حمدان بن زايد ال نهيان وإلى جانب الضابط راشد حسن راشد الظهوري والضابط راشد البلوشي .

وكان المراسل نت حصل على معلومات عقب الحادثة بساعات قليلة وقبل أن يعلن الجيش الإماراتي عن الخبر، بأن الطائرة الإماراتية من طراز “بلاك هوك” سقطت في وادي عمقين بمديرية الروضة بمحافظة شبوة مشيرة إلى مقتل من كانوا على متنها وهم 6 ضباط إماراتيين بالإضافة لطاقم الطائرة المكون من الطيار ومساعده.

(482)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل

Tags: ,,,,,,,,