في خطاب التحدي والغضب..عبدالملك الحوثي: أنا رجل قول وفعل..ونحن رجال السلام ورأسي حاضر للتضحية أما الاستسلام للدجاج

خاص| المراسل نت:

ألقى زعيم جماعة أنصارالله (الحوثيين) عبدالملك الحوثي خطاباً غاضباً هو الأول من نوعه في ظل التوتر السياسي مع حليف الجماعة حزب المؤتمر، بحضور مئات من المشايخ والعلماء والشخصيات الاجتماعية المقربة من الجماعة ومن المكونات السياسية والقبلية المناهضة للحرب السعودية على اليمن أو ما أطلق عليهم (حكماء اليمن) بناء على الاجتماع الكبير الذي استضافته صنعاء في شهر رمضان الماضي.

وانقسم خطاب الحوثي الذي رصده المراسل نت وبثته قناة المسيرة التابعة للجماعة، إلى ثلاثة محاور رئيسية، الأول يتعلق بمحاولة التحالف تحقيق الانقسام الداخلي لأطراف صنعاء بالتزامن مع تصعيد عسكري بالتزامن مع مبادرات وصفها بالاستسلامية التي تطلق من بعض الأطراف، والثاني متعلق بالحملة المنظمة التي تتعرض الجماعة من قبل الإعلام التابع للمؤتمر دون أن يصرّح باسم الحزب بشكل مباشر، والثالث يتعلق بوضع وأداء الدولة والمعوقات الناتجة عن الحرب والحصار والعراقيل المختلقة.

وفي خطابه الاستثنائي، رأى الحوثي أن التحالف أو ما وصفها “قوى العدوان” وصلت لمرحلة التعب والإرهاق نتيجة اخفاقها في الحرب، لكنها وجدت سبيلاً جديداً جعلها تجهز لمرحلة خطيرة وجديدة تتمثل بالتصعيد العسكري بالتزامن مع “استهداف الجبهة من الداخل” وهي إشارة واضحة بأن التحالف يعمل على ضرب التحالف بين الجماعة وحزب المؤتمر.

وقال الحوثي “هناك أنشطة كبيرة تستهدف ضرب الداخل من خلال اختراق المكونات من قبل العدو وشراء ولاءات منتسبيها بما يجعلها تتماهى مع عناوين جانبية ثانوية على حساب عنوان التصدي للعدوان” بحسب قوله.

وأضاف أن قوى التحالف تسعى لتجميد الجبهة الداخلية حتى تتمكن من اقتحامها، معتبراً أن ذلك يجري عبر صرف الأنظار عن المواجهة إلى أنشطة جانبة وحزبية.

لسنا الدولة ولا نتهرب من المسؤولية

في جزئية من الخطاب، ركز الحوثي على توضيح طبيعة السلطة القائمة في المناطق الخارجة عن سيطرة التحالف، مؤكداّ أن الجماعة متواجدة بنسبة لا تتجاوز الربع أو 25% وأن أتباعها في الهيكل الوظيفي للدولة لا يمثّلون 1% متحدياً من يستطيع أن يثبت العكس.

وفي هذا السياق قال الحوثي “يجري تلبيس على الناس بأن الهيكل الإداري للدولة هم من أنصار الله فقط” مضيفاً “إني أقول بكل ثقة إن أنصار الله هم أقل الناس حضورا في مؤسسات الدولة لا تصل نسبتهم إلى واحد في المائة من مجموع الهيكل الإداري للدولة”.

وفيما يقر الحوثي بتداعيات الحرب والحصار على أداء الدولة إلا أنه في ذات الوقت يقول أنهم في الجماعة غير راضين عن الأداء ويريدون أن تبذل جهودها بشكل أفضل، مضيفاً أنه “منذ تشكيل المجلس السياسي الأعلى والحكومة تفاءلنا بهذه الخطوة لتفعيل أداء الدولة، وأملنا أن يستمر” بحسب تعبيره.

كما أكد الحوثي أن ذلك لا يعني أن “أنصارالله” غير مسؤولين قائلاً ” لا أزال أعتبر أن أنصار الله مسؤولين إلى جانب الآخرين في تحمل المسؤولية في تسيير شؤون الدولة” لكنه في نفس الوقت يقول إنه “من الغبن أن يُحمَّل أنصار الله وحدهم فقط مسؤولية الاختلالات في الدولة” بحسب نص خطابه.

مرحلة اقتحامات لا انتخابات

في وقت يعد التحشيد من قبل المؤتمر للاحتفال بذكرى تأسيسه من أسباب التوتر السياسي بين طرفي صنعاء، فإن الجماعة تعبّر عن مخاوفها من الشعارات والرسائل المصاحبة للتحشيد وليس للاحتفال بحد ذاته إلى جانب مخاوف أخرى تتعلق بتواصل بين المؤتمر والخارج، وهو ما يتطرق إليه الحوثي بقوله “قلنا من قبل المرحلة ليست انتخابات، وإنما اقتحامات”.

ويتناول الحوثي ما يسيطر في بعض الأحيان على التناولات الصحفية والاجتماعية والتي يرى أنها تحاول توجيه الاتهام للجماعة فيما الواقع غير ذلك، ففي هذا السياق يقول “الأجهزة الرقابية التي هي أجهزة مجمدة وفاشلة وضعيفة ولا تؤدي دورها، هي بحاجة إلى تصحيح، والبعض لا يريد ذلك” مضيفاً “البعض يريد الأجهزة الرقابية مشلولة دون أي فعالية، ويرمي به الحفاة والذين يواجهون المعتدين في الجبهات”.

أنا رجل قول وفعل

مع استمراره في الخطاب أمام مئات الشخصيات، ارتفعت حدة العبارات من جانب الحوثي بشكل ملحوظ بدءاً بقوله للشخصيات الحاضرة  “لست رجل مواعظ، أنا رجل قول وفعل، وسأقف إلى جانبكم لإرغام الآخرين للقبول بتصحيح الأجهزة الرقابية وأن يُحاسب كل فاسد أيا كان”.

وكان لافتاً أن الزعيم الحوثي كرر في مناسبتين أو ثلاث مناسبات مفردة “أنا” وهي من المرات النادرة أو المرة الأولى التي يتحدث بها نفسه.

واستمر الحوثي بمخاطبة الشخصيات المتواجدة في القاعة، مركزاً بشكل رئيسي على الفساد قائلاً “يما يتعلق بمواجهة الفساد لا حماية لأحد سواءً من أنصار الله أو من غيرهم، ولن نقبل أن يحتمي أحد بالمؤتمر أو غيره” مضيفاً إذا وجتدوا فاسداً من “أنصارالله فعليكم “أن تدقوا رأسه وتخلسوا ظهره”.

وقال الحوثي “ننادي بتصحيح وضع القضاء لمحاسبة الخونة، وهناك من يُكبل القضاء ويمنع إجراء أي تصحيح”، ولمّح لبعض القيادات التابعة للمؤتمر التي سافرت إلى الرياض وعادت إلى صنعاء عندما قال “البعض يتيح للخونة أن يذهبوا للرياض ويقف في صف العدوان ومعه ظهر في صنعاء لا أحد يحاسبه ولا يحاكمه..لماذا؟” مضيفاً ” آلاف مؤلفة من هذا البلد هل دماؤهم مستباحة حتى لا يحاسب الخونة”.

ويؤكد الحوثي مجدداً “أنا سوف أصر وأعمل مع عقلاء وحكماء اليمن لمحاسبة الخونة إن شاء الله”.

تواصل تركيز الحوثي على اختراق الرياض لبعض الأطراف في صنعاء سواء على مستوى القضاء أو البرلمان وقال في هذا السياق “قاضي مع العدوان، وقاضي يرتشي وقاضي يعمل لاعتبارات سياسية لم يعد له شيء في القضاء أبدا” مضيفاً “البعض من البرلمانيين يجتمعوا مع ابن سلمان دون أن يتخذ بحقهم أي إجراء عقابي..وهذا غير مقبول”.

“المؤتمر” يطعن بالظهر

لم تنخفض حدة الخطاب لدى الحوثي بل تصاعدت، فهو يتهم المؤتمر بطعن الجماعة في ظهرا دون أن يحدد المؤتمر بالاسم بقوله “نتلقى الطعنات في الظهر في الوقت الذي اتجهنا بكل إخلاص لمواجهة العدوان” مضيفاً “البعض جاء يطرح معنا في الموقف (رأس اصبعه) وباقي أرجله في الخلف والبعض فتح رجليه، واحدة في الوطن وواحدة خارج الوطن، وحاسب الحساب أينما اتجهت الأمور اتجه معها”.

وفي وقت يؤكد الحوثي أن مختلف الأطياف باليمن تشارك في جبهات القتال ضد التحالف وأتباعه، لكنه أمام ما رأى أنها حملات تشويه ضد الجماعة يقول “قوموا بزيارة مقابر الشهداء وانظروا من هم ومن أين؟ واذهبوا الجبهات وانظروا من هم، والكثير منهم حفاة، لا يمتلكون إلا بدلة واحدة” ويضيف “ممن يصيح الأعداء..صياح العدو وصراخه شهادة ودلالة على الجهة التي تقف في وجه عدوانه”.

رأس عبدالملك الحوثي والسلام للرجال

يثق الحوثي أن هناك أطراف تسخر إعلامها للنيل من الجماعة وتسوق اتهامات منسجمة مع الإعلام السعودي والإماراتي عندما قال “علامة تعجب كبيرة تصل بحجم جبل حول شغل البعض ممن تماهى سلوكهم مع سلوك قوى العدوان في الرياض وأبو ظبي”.

ويرفض الحوثي وصف جماعته بأنها تصر على الحرب مؤكداً أنهم لا يرفضون السلام ولكن يرفضون الاستسلام وهذه المرة حتى لو كان الثمن رأس “الحوثي” نفسه.

وفي هذا السياق يقول الحوثي “علامة تعجب كبيرة تصل بحجم جبل حول شغل البعض ممن تماهى سلوكهم مع سلوك قوى العدوان في الرياض وأبوظبي” ويرفع نبرته قائلاً “: لسنا وحوشا، وإنما رجال تضحيات، ومستعدون للتضحية حتى آخر رأس، وهذا رأس عبدالملك بدرالدين الحوثي حاضر أن يقدمه في سبيل الله وفداء لهذا البلد وفداء لهذا الشعب” وفي نفس الوقت يؤكد “كنا على الدوام نمد أيدينا للسلام المشرف وليس للاستسلام”.

كما أخذ الحوثي الوقت الكافي للتأكيد على الفرق بين السلام والاستسلام وهو يقول “نحن رجال إسلام وسلام لا رجال استسلام، لأن الاستسلام ليس له رجال، وإنما له دجاج” ويضيف “لم نكن نمانع أي حلول مشرفة بالحد الأدنى تحفظ شرف وكرامة وسيادة وحرية واستقلال هذا البلد”.

وتابع الحوثي قائلاً “إذا المسألة مساومة بين العبودية والحرية، بين الكرامة والهوان، بين الاستقلال أو التبعية فذلك ما لا يكون، وهذا مبدأ وليس تشددا”.

كما يوضح الحوثي أن الجماعة ليست في وارد الاستسلام ومن أراد ذلك من الأطراف الأخرى فهو خيارها هي وليس الجماعة، فهو يقول ” المبادرات والمساومات والصفقات فلا نتيجة لها ومن يحب أن يستسلم فذلك خياره، أما غالبية الشعب فغير وارد لديهم الاستسلام أبدا”.

ويبدو أن حديث الحوثي عن المبادرات تتضمن تلميحاً لمبادرة مجلس النواب التي يؤكد أن التحالف لن يقبلها لأنه يريد الاستسلام حيث قال “العدو لن يقبل من أصحاب المبادرات إلا أن يستسلموا، ولن ينفع الشعب إلا الصمود والثبات فقط”.

وفي سياق آخر اختتم به الخطاب، مع اقتراب عيد الأضحى قال الحوثي “آمل أن تتمكن الحكومة بمساعدة عقلاء وحكماء اليمن من تسليم ما تستطيعه من المرتبات قبل حلول عيد الأضحى المبارك”.

 

 

(542)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل

Tags: ,,,