كيف سقطت الحرب النفسية السعودية-الإماراتية ضد صنعاء؟

خاص| المراسل نت:

مع بدء التوتر بين حليفي صنعاء، الحوثيين وحزب المؤتمر، كان واضحاً أن دول التحالف على رأسها السعودية والإمارات وجدت أن الحل للخروج من مستنقع اليمن هو بإدخال هذين الحليفين في مستنقع الصراع.

لم يكن ذلك استنتاج بل كان تفاؤلاً ظاهراً على لسان المسؤولين الإماراتيين والسعوديين ووسائل إعلام الدولتين اللتين سمحتا لقنواتهما باستضافة شخصيات تقوم بمغازلة علي عبدالله صالح بشكل علني بمن في ذلك مسؤولين بحكومة هادي ممن تحدثوا للقنوات السعودية عن إمكانية إذابة الخلافات مع صالح للقضاء على الحوثيين.

 

ومع مرور احتفال حزب المؤتمر في 24 أغسطس بصنعاء بسلام وبعد ذلك احتواء أزمة “حادثة المصباحي” حدث تحولاً في إداء الإعلام السعودي والإماراتي من مغازلة صالح إلى مهاجمته وشن حرب نفسية تستهدف القوات التي يعتقد أنها موالية لصالح وخصوصاً من الحرس الجمهوري بهدف دفعهم للقيام بما عجز عنه صالح نفسه أو لدفعهم للالتحاق بالقوات الموالية للتحالف.

في هذا السياق، وفي حين تملك السعودية والإمارات آلة إعلامية ضخمة لكنها تفقد توازنها نظراً لعدم قدرة القائمين عليها على إدارة الحرب النفسية وهو ما ويوقعها في أخطاء تفسد تلك الحرب.

ورصد المراسل نت مجريات الحرب النفسية التي تشنها القنوات السعودية، وضمن هذه الحرب بثت معظم القنوات  مثل الإخبارية السعودية وقناتي العربية والحدث وكذلك قناة سكاي نيوز الإماراتية خبراً موحداً  يزعم أن الحوثيين اعتقلوا  ضباطاً وجنوداً موالين لصالح، وقامت كل قناة بوضع بصمتها على الخبر بتضمين بعض الإضافات.

وعلى سبيل المثال قالت قناة الحدث السعودية إن ” قيادات مدنية وعسكرية في حزب الرئيس المخلوع تتعرض لعمليات اختطاف وتهديد وضرب من قبل ميليشيا الحوثي التي اعتقلت 14 فردا وضابطا من حراس مرافقي وزير الدفاع في حكومة الانقلاب” مضيفة أن ما وصفتها “الميليشيا تقيم مركز لإعادة تأهيل الحرس الجمهوري في ذمار ويؤدون القسم والولاء لزعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي وتشترط عليهم ترديد شعار الحوثي كشرط لدفع  مرتباتهم ومن ثم ارسالهم لجبهات القتال”.

انطلقت تلك القنوات في بناء الخبر من “معلومة خاطئة” ولذلك فهمت أن وزارة الدفاع بحكومة صنعاء التي يتقسامها حليفي صنعاء، من نصيب حزب صالح وبالتالي رأت أنه من المنطق إدعاء أن الحوثيين اعتقلوا حراس الوزير، غير أن الحقيقة أن وزير الدفاع يتبع الحوثيين وليس صالح.

ومن خلال حالات مماثلة للخبر السابق، يظهر أن الإعلام السعودي والإماراتي يديران الحرب النفسية بعجلة من أمرهم دون تحرّي دقة المعلومات الأساسية لصناعة الأخبار أو يعتمدان على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي فإن مثل تلك الهفوات تجعل من الحرب النفسي محل سخرية وتؤدي لنتائج عكسية.

وما يؤكد ذلك هو مسارعة تلك القنوات لإذاعة خبر انشقاق وزير التعليم العالي والقيادي المؤتمر حسين حازب وانضمامه لـ”الشرعية” وهو الخبر الذي بني على منشورات في مواقع التواصل، وبعدها بساعات قليلة خرج الوزير المؤتمري لينفي الخبر ويسخر منه.

 

 

(457)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل

Tags: ,,,,,,,,