سياسيون يمنيون وعرب يكشفون معلومات عن توجه سعودي لإنهاء الحرب في اليمن بوساطة روسيا

تقارير| المراسل نت:

من العاصمة الروسية موسكو وفي أول زيارة لملك سعود إلى روسيا أكد العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز على أهمية الحل السياسي في اليمن فكان رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتأكيد على استعداد بلاده لعب دور في التوصل لحل الأزمة اليمنية، فيما أكد سياسيون يمنيون وعرب أن الحديث الروسي السعودي عن اليمن بداية للحل ولم يمكن مجرد تأكيد روتيني على مواقف الدولتين من الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

وتؤكد المصادر الروسية والسعودية معاً أن زيارة سلمان لموسكو تعد تحولاً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط وتم تعزيز هذا التحول بصفقات تجارية بمليارات الدولارات مقابل موافقة روسيا على منح السعودية منظومة الدفاع الجوي المتطورة اس 400 وهذه صفقة ستجني منها موسكو مكاسب سياسية ومكاسب مالية كبيرة.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية في الرياض وموسكو عن ملك السعودية تأكيده خلال القمة التي جمعته مع بوتين على ضرورة الحل السياسي في الأزمة اليمنية عبارة رددها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي يرافق الملك مؤكداً دعم بلاده للحل السياسي في اليمن.

وكشف السياسي اليمني أحمد الحبيشي (قيادي بحزب المؤتمر) عن معلومات وصفها بالخاصة تفيد بوجود ضوء أخضر أمريكي للسعودية يسمح لها بالبحث عن حل سياسي في اليمن بمساعدة روسية .

وقال الحبيشي في تغريدة رصدها المراسل نت في صفحته بموقع تويتر ” بضوء أخضر أميركي الملك سلمان يبحث في موسكو سبل وقف حرب اليمن ، وبوتين يؤكد فشل  الحل العسكري وبروز معادلات جديدة على الأرض”.

أما الكاتب العربي المعروف عبدالباري عطوان فكتب مقالاً تحليلاً لزيارة الملك السعودي لموسكو وقال ” العاهل السعودي يُريد تعاونًا روسيًّا لإيجاد حلٍّ سياسيٍّ بحُكم علاقات روسيا مع أضلاع التّحالف الثلاثي المُضاد للسعوديّة في اليمن: تيّار أنصار الله الحوثي، وحِزب المُؤتمر بزعامة الرئيس علي عبد الله صالح، وإيران التي تَدعم الطّرفين الأخيرين عن بُعد”.

وأضاف عطوان: تُشكّل هذهِ الزيارة، وأيًّا كان المَوقف من السعوديّة، تَحوّلاً مُهمًّا في المنطقة، وسياسة الرّياض معًا، فقد كَسرت العديد من “التابوهات”، وعَكست تغييرًا في المَوقف السعودي، وأملته تَحوّلات أبرزها صُعود المِحور الإيراني وحُلفائه، وحَرب الاستنزاف في اليمن، وعدم الوثوق في مِصداقيّة الحليف الأمريكي التاريخي ومُواقفه، والخَوف من قانون “جستا” الأمريكي الابتزازي، ونتائج تطبيقاته الخَطيرة.

زيارة الملك السعودي لموسكو قبل نحو 55 يوماً على نهاية العام 2017 والحديث عن بحثه عن حل سياسي يعزز ما كشف عنه زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي الذي كشف أن الولايات المتحدة منحت التحالف السعودي مهلة لنهاية العام الجاري ووجهت بالتصعيد خلال الفترة المتبقية لتحقيق مكاسب في حرب اليمن.

تمهيد سعودي

الحديث عن بحث سعودي عن حل سياسي للحرب في اليمن عبر روسيا يأتي بعد أيام من تبني الكتاب السعوديين المقربين من القيادة السعودية خطاباً جديداً تجاه الحرب في اليمن، رأى مراقبون أنه يعبر عن توجهات جديدة للدولة الغارقة في المستنقع اليمني منذ أكثر من عامين ونصف.

وعقب كلمة وزير الخارجية السعودي قبل أيام بالأمم المتحدة، قال فيها إن الحل العسكري في اليمن لن ينهي الأزمة مؤكداً دعم بلاده للحل السياسي، شهدت الساحة السعودية خطاباً مرناً تجاه الحوثيين في اليمن، فالمحلل السعودي المقرب من القيادة خالد باطرفي قال اليوم في مداخلة رصدها المراسل نت مع راديو وكالة سبوتنيك الروسية إن “السعودية قالت منذ البداية إن الحل في اليمن هو سياسي، فهي قامت وأشرفت هي ودول خليجية على المبادرة الخليجية ومعطياتها، وعندما اضطرت لاستخدام الحل العسكري كان من أجل إعادة الشرعية المتمثلة في الرئيس هادي”.

وأضاف باطرفي أنه كانت هناك محاولات للتوسط من عدة دول منها عمان، والسعودية فتحت الأبواب، لكن “أنصار الله” هم من كانوا يعرقلون الحل السياسي.

وفي عبارة أكثر جرأة أكد باطرفي أن عودة الشرعية إلى اليمن  لا ينهي الأزمة السياسية وأنه يجب إشراك كل مكونات الشعب اليمني في الحل القادم، بما في ذلك “أنصار الله”، الذين يُعتبرون عنصرا أساسيا وهاما في التركيبة اليمنية.

وأشار باطرفي إلى أن أنصارالله الحوثيين  شاركوا في كل جلسات الحوار الوطني التي عقدت في صنعاء وليس خارج اليمن، وهم وقعوا على مخرجات هذا الحوار، ومنها إصدار لجنة يشاركون فيها لوضع دستور جديد وانتخابات جديدة.

قبل ذلك نشرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية مقالاً أعاد موقع قناة العربية نشره للكاتب السعودي المعروف بقربه من القيادة السعودي عبدالرحمن الراشد الذي بدوره وضع خيارين أمام السعودية بشأن اليمن الأول “أن تستمر في الحرب ومواجهة القوى المعادية في كل مكان في اليمن؛ ضد قوات صالح والحوثي” واعتبر أن هذا الخيار صعب لأنه سيطول ولم يعد ضرورياً، موضحاً أن الخيار الثاني أن تكتفي السعودية بما تحقق “وتكمل دعم قدرات الحكومة الشرعية عسكرياً لتعزيز نفوذها على مناطقها”.

ويعلق سياسي يمني في حديث لـ المراسل نت أن السعودية التي اعتقلت الداعية السعودي سلمان العودة بسبب تغريدة يدعو للم شمل الخليج لا يمكن أن تسمح لكتابها بالحديث بهذه الجرأة عن حرب اليمن دون أن يكونوا تلقوا توجيهات منها لقول ذلك.

 

(573)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل

Tags: ,,,,,