تقارير| المراسل نت:
تقود الإمارات حملة لاجتثاث حزب الإصلاح الاخواني من محافظة عدن جنوبي اليمن، في وقت يعيش الحزب أسوأ مراحله بعدما فقد كل حلفائه بالداخل والخارج، وانعكس ذلك على عدم صدور أي مواقف تدين اعتقال قياداته في عدن سواء من قبل الحكومة التي يشارك فيها أو من قبل قيادة الحزب ذاته التي التزمت الصمت.
القوات الأمنية المتابعة للإمارات في عدن دشنت يوم الثلاثاء حملة اعتقالات واقتحامات واسعة لمقرات حزب الإصلاح ومنازل قياداته في عدن، وبدأت باقتحام مقر الحزب في منطقة القلوعة واعتقلت الأمين العام المساعد للحزب قبل أن تداهم منازل القيادات الأخرى وتعتقل نحو 11 قيادياً إصلاحياً.
ويقول قيادي إصلاحي، طلب عدم الكشف عن هويته، في اتصال مع المراسل نت إن ما وصفها “مليشيات انفصالية” هي من تنفذ الحملة ضد الإصلاح في عدن بتوجيه من قيادة القوات الإماراتية، مشيراً إلى أن الحكومة هناك عاجزة عن اتخاذ أي موقف وأن السعودية تغض الطرف عما يتعرض له الحزب ما شجع الإمارات على المضي في الحملة.
ونظراً لطبيعة القوات الأمنية الجنوبية من حيث عشوائية عملها فإن الحملة ضد الإصلاح لم يجري توضيحها من قبل تلك القوات، لكن مواكبة الإعلام الإماراتي للحملة بشكل مكثف وتبنيه اتهامات للإصلاح من قبيل حيازته أسلحة ومتفجرات لعمليات إرهابية وأموال قطرية، هي من قادت لمعرفة الجهة التي تقف وراء عملية اجتثاث الإصلاح.
وفيما تلتزم القيادة العامة لحزب الإصلاح الصمت، فإن فرع الحزب في عدن قال إن قوات تابعة لإدارة الأمن (قيادة موالية للإمارات) قامت باقتحام مقر الحزب في القلوعة ومداهمة منازل القيادات واعتقالها. حجم المأزق الإصلاحي تمثل في بيان فرعه بعدن، الذي رغم علمه بوقوف الإمارات وراء الحملة، إلا أنه طالب في بيان، تلقاه المراسل نت، من التحالف العربي بالقيام بدوره والإفراج عن المعتقلين محملاً إدارة الأمن بعدن كامل المسؤولية عما يتعرض له المعتقلين.
وقال خالد حيدان رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح في عدن إن اعتقال قيادات الحزب تم في غرفهم نومهم.
وواصلت القوات الأمنية ملاحقة قيادات الإصلاح، وقال القيادي الإصلاحي لـ المراسل نت إن موالين للإمارات قاموا اليوم الخميس باقتحام منزل القيادي الإصلاح وهيب هائل من منطقة القلوعة واقتادوه إلى مكان مجهول.
ورغم مرور يومين على بدء الحملة الأمنية ضد الإصلاح إلا أن محمد اليدومي رئيس الحزب اختفى من المشهد رغم نشاطه الدائم عبر صفحته بموقع الفيسبوك.
وتولت القيادية بالإصلاح توكل كرمان التي تقيم في تركيا الهجوم على السعودية والإمارات وطالبت قيادة الإصلاح المتواجدة في الرياض بالمغادرة.
وقالت كرمان في سلسلة تدوينات رصدها المراسل نت في صفحته بموقع تويتر ” امام ما يتعرض له الاصلاح من استهداف اماراتي ومباركة سعودية على قيادات الاصلاح ان تغادر معتقلها المهين في الرياض ، هذا اولاً”.
وأضافت كرمان ” وثانياً : على الاصلاح ان يعيد بنا تحالفاته الاقليمية مع شركاء اقليميين ودوليين اقوى واكبر من الامارات والسعودية، واشد احتراما لشراكاتهم”.
ويبدو حزب الإصلاح بعد عامين ونصف من انخراطه في صف التحالف السعودي، أكثر عزلة من أي وقت مضى، ورغم محاولاته المستمرة خلال الفترة الماضية التقرب من الإمارات وتجنب إغضابها إلا أن ذلك باء بالفشل، كما إن عداء الإمارات للحزب يجعل محاولاته التقرب من حزب المؤتمر واستعادة التحالف بينهما مهمة مستحيلة، كون المؤتمر الذي يحظى بقبول إماراتي لن يقدم على خسارة الطرف الخارجي مقابل التحالف مع طرف داخلي ضعيف.
(333)