تقارير| المراسل نت:
استطاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لفت أنظار العالم إليه، من خلال إعلانه مساء الجمعة، عن استراتيجية أمريكية جديدة تجاه إيران، غير أن تلك الاستراتيجية وإن تظاهر العالم بالقلق منها لكنها لم ترق لمستوى تهديداته التي سبقت الإعلان.
ترامب بشّر قبل أيام في اجتماع مع قيادات الجيش الأمريكية بـ”عاصفة قادمة” فكانت التوقعات بحرب عسكرية ضد إيران أو كوريا الشمالية وتوقعات أخرى بأن العاصفة تعني إلغاء الاتفاق النووي إيران.
ورغم البروباغندا التي صنعها الإعلام الأمريكي قبيل ساعات من خطاب ترامب إلا أن الأخير ألقى الخطاب ولم يعلن عن تنفيذ أي من تهديداته باستثناء أنه قرر عدم المصادقة على التزام إيران بالاتفاق النووي، وهذا لا يخرج الولايات المتحدة من الاتفاق بل يبقيها فيه، بالإضافة إلى أنه وجه وزارة الخزانة بفرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني.
خطاب ترامب، الذي حصل المراسل نت على تسجيل مصوّر له، لم يتضمن أي خطوات أخرى تجاه إيران واكتفى بتوجيه الشتائم لإيران ونظامها، وهو ما قاله الرئيس الإيراني في خطاب مضاد أن “خطاب ترامب لم يتضمن إلا جملة من الأكاذيب المعتادة والشتائم”.
ووصف ترامب النظام الإيراني بـ “النظام الديكتاوري” الذي يمثل بصواريخه الباليستية خطرا على حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ورأى ترامب ان الاتفاق النووي كان “أسوأ اتفاق توقعه أمريكا”.
وبعد دقائق من خطاب ترامب، رد الرئيس الإيراني حسن روحاني بخطاب متلفز مضاد وقال إن الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى أكثر قوة وتماسكاً من ظنون ترامب خلال حملته الانتخابية.
وأشار روحاني إلى موقف الدول الكبرى الموقعة على الاتفاق والتي استاءت من خطاب ترامب يؤكد أن الولايات المتحدة باتت معزولة.
ورداً على مطالبة ترامب بتعديل الاتفاق، قال روحاني إنه لا يمكن إضافة أي بند للاتفاق. وبخصوص البرنامج الصاروخي الإيراني أكد روحاني أنه للدفاع عن إيران ولا يمكن التفاوض حوله.
ترحيب سعودي إسرائيلي
الإعلام الأمريكي لاحظ أن السعودية وإسرائيل كانتا أول المرحبين باستراتيجية ترامب الجديدة تجاه إيران وعلى هذا النحو عنونت كبريات الصحف والمواقع الإخبارية الأمريكية أخبارها حول ردود الأفعال تجاه خطاب ترامب.
ورصد المراسل نت خبراً نشرته وكالة الأنباء السعودية يقول إن ” السعودية أبدت تأييـدها وترحيبها بالاستراتيجية الحازمـة الـتي أعلن عنها الرئيس الأمريكي تجاه إيران ونهجها العدواني”.
كما ذكرت وكالة رويترز أن ئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يشيد بموقف ترامب من إيران.
أوروبا ترفض استراتيجية ترامب
رفضت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي بشكل قاطع استراتيجية ترامب تجاه إيران واعتبرت أن الاتفاق مع إيران يمثل مصلحة وطنية.
ونشر موقع وزارة الخارجية البريطانية بياناً مشتركاً باسم بريطانيا وألمانيا وإيطاليا عبر عن قلق الدول الثلاث من خطاب ترامب.
وذكر البيان أن الدول الثلاث تعرب عن قلقها لتداعيات قرار الرئيس ترامب بشأن السياسة الأمريكية تجاه إيران.
وأكد البيان المشترك أن ” الاتفاق النووي كان ثمرة 13 سنة من الدبلوماسية، وكان خطوة كبيرة تجاه ضمان عدم تحويل برنامج إيران النووي للأغراض العسكرية”.
كما حث البيان ” الإدارة الأمريكية والكونغرس على النظر بالتداعيات على أمن الولايات المتحدة وحلفائها قبل اتخاذ خطوات قد تقوض اتفاق إيران”.
(126)
