جمال عامر: بن سلمان يحاول تصدير ازمته الداخلية الأكثر خطورة

جمال عامر

يحاول بن سلمان تصدير ازمته الداخلية الأكثر خطورة التي تعصف بملكه الى خارجها مستدعيا اخطارا جساما يخلقها ليلهي بمخاوفها شعبه الذي لم يتهدده خوف جدي من قبل، لذا فقد عد الصاروخ القادم من اليمن مستهدفا مطار عاصمته تهديدا ايرانيا مباشرا في استحضار لخصم قوي يثير الحمية المذهبية بينما واقعا هو يحارب ويغير على اليمن منذ ما يقارب الثلاث اعوام دون تحقيق نصر ناجز .

ثم وبعد هذه السنين يطل التحالف متأبطا قوائم بمطلوبين من قيادات خصومه يغري للإدلاء بأماكن تواجدهم بعشرات الملايين من الدولارات بما يمثله من عجز فاضح على احداث انكشاف داخلي لصالحه، مع ان استهداف اي من الشخصيات المذكورة لو حصل باستثناء القائد الأول للجماعة لن يحدث اي تحول على مسار المعركة لصالحه.

وحتى الهدف المتمثل بإخافة قيادات انصار الله فقد تم اسقاطه حين خرجت اهم قيادتين من الصف الاول علنا في اليوم التالي لإعلان القائمة بدلا من الاختباء في جحور كان يراد ادخالها اليها بحسب ما تم تقديره ليظهر محمد علي الحوثي خطيبا في حشود من الأنصار في العاصمة بينما وجه صالح الصماد ذات الرسالة فيما هو يستعرض صواريخ التحدي من الحديدة التي لازال التآمر عليها قائما .

وهنا فأن الهدف المراد تحقيقه من مثل هذه القوائم لا يعد اكثر من محاولة تبرير استباقي لاستهداف منازل وشخصيات محسوبة او مقربة لإرعابهم بغرض عزل قيادات انصار الله عن محيطه كما ان هيستريا القصف الذي لم تنجو منه سفارة المملكة.

هي ليست اكثر من رسالة القصد منها عدم استبعاد ضرب مقار سفارات اخرى وقد حذرت من لازال لها طواقم كسفارتي الهند وروسيا وهو ما يؤكد عن هواجس اصبحت مرضية باحتمال استخدامها كمخابئ آمنة، وهو ما يحمل ايضا دلالة نوايا بقصف مؤسسات الدولة التي تقع بجوار سفارات وهو ما يمنع القانون الدولي من استهدافها.

اما عن البعد الذي سعى اليه التحالف بتأكيد الشكوك وتفجير الصراع الداخلي حين لم يدرج قادة في المؤتمر كمستهدفين فقد اسقطه الحزب في بيان اعلن رفضه للقائمة واستمرار الشرا كة في مواجهة العدوان، ليبقى تصعيد الحصار على الشعب الذي لا يمكن ان يصمد كثيرا في حال احسنت سلطة صنعاء ادارة هذا الملف داخليا بكبح جماح المستغلين وخارجيا بمتابعة تداعياته الكارثية على الناس وخلق تواصل سريع مع كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية لتعرية المحاصرين باعتبار هذه المعركة هي الأهم في ظل التواطؤ الدولي الحاصل.

(185)

الأقسام: آراء,الاخبار