أخطاء ولد الشيخ الكارثية تشعل الجبهات العسكرية وتفشل المفاوضات اليمنية

المحرر السياسي

يكتسب مبعوثو الأمم المتحدة لحل النزاعات الدولية أهمية كبيرة ويعوّل على قدراتهم وخبراتهم في لعب دول كبير لحلحلة الأمور ومساعدة الأطراف المتصارعة في التوصل إلى حلول خصوصاً إذا وجدت الرغبة لديهم –أي المتصارين- للخروج من الصراع والدخول في حل سياسي.

وبطبيعة الحال ونظراً لرغبة أي طرف يواجه خصوماً في تحقيق شروطه ومطالبه فإن ذلك ينعكس على المبعوث الأممي الذي قد يتعرض بين الحين والأخر من أحد الأطراف أو كلها إلى انتقادات واتهامات بالانحياز للطرف الآخر وهذا الأمر يتعرض إليه المبعوث الدولي إلى اليمن الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ وحصل ذلك أيضاً مع سلفه المغربي جمال بن عمر إلا أن هناك معايير أخرى يمكن من خلالها الحكم على شخصية وقدرة المبعوث الأممي على إدارة المهمة التي يكلف بها وهذا الحكم قد يصدر من أي جهة خارج الصراع من المراقبين والخبراء وغيرهم.

 

وبعيداً عن حالة الجدل حول انحياز ولد الشيخ لأحد الأطراف من عدمه فإن هناك مؤشرات تقول إن ولد الشيخ يحقق فشلاً ذريعاً في أداء مهمته فالرجل الذي يصدر تقارير إعلامية يومية نجده في يوم يتحدث عن اقتراب وشيك للحل وانفراجه مرتقبة ليعود في اليوم التالي ويفاجئ الجميع بأن هناك انسداد في أفق المفاوضات ولا أحد يدري كيف انقلبت الأمور خلال أقل من 24 ساعة.

 

أيضاً فشل المبعوث الأممي ولد الشيخ في اخراج المفاوضات من الحلقة المفرغة المتمثلة بالتوصل لتوافقات وبعد ذلك نشهد تراجعاً يتمثل بوجود صعوبة لدى الطرفين في تنفيذها وهو ما عبر عنه ولد الشيخ اليوم في مؤتمر الصحفي الذي كشف فيه أن هناك حالة من انعدام كامل للثقة بين الطرفين وتمثل مشكلة كبيرة في طريق تقدم المفاوضات وهنا يظهر فشل ولد الشيخ في تقييم الأمور واختيار الخطوة المناسبة للتغلب على الصعوبات.

فإذا كانت الأطراف اليمنية قد توصلت لتوافقات كما هو الحال في لجنة الأسرى التي توافق الطرفان فيها على إطلاق 1000 أسير من الطرفين قبيل شهر رمضان لكن هذا التوافق يواجه حائطا مرتفعا يتمثل في عدم ثقة الأطراف ببعضها البعض وبالتالي عجز عن التنفيذ وهنا كان يجب على ولد الشيخ بالتشاور مع الأطراف الدولية الراعية للمفاوضات أن يصدر قراراً ولو من مجلس الأمن يلزم الطرفين بالتنفيذ بالتعاون مع وسطاء ميدانيين من الأمم المتحدة والتعامل بصرامة عبر مجلس الأمن مع المعرقلين لأي خطوة من خطوات التنفيذ ووضعهم تحت طائلة العقوبات الدولية.

 

قد يتساءل البعض لماذا تمكن السعوديون والحوثيون من انجاز اتفاق ناجح مقارنة بالتوافقات الداخلية والتوصل لتهدئة حدودية يمكن القول إنها شبه كلية مقارنة بالخروقات في الجبهات الداخلية؟ ولماذا لم تتمكن الأطراف اليمنية من التوصل لأي خطوة ملموسة فالحوثيون هم ذاتهم من اتفق مع السعودية ووفد الرياض هم موالون ومطيعون للسعودية؟ والاجابة على هذا السؤال وفي إطار البحث عن الأسباب ربما يكون وجود ولد الشيخ السلبي فيها جزء من تلك المشكلة.

مقارنة بالمبعوث السابق جمال بن عمر تبدو شخصية إسماعيل ولد الشيخ أضعف بقدرٍ كبير وحضوره في منصف المبعوث الأممي يبدو أكبر بكثير من قدراته الشخصية وخبراته الإدارية في هذا المضمار.

ولا يعتبر ضعف شخصية ولد الشيخ المشكلة الأكبر أمام المفاوضات اليمنية بل إنه ارتكب خطأ كبيراً وهو عندما انطلقت المفاوضات كان لدى الأطراف حساسية كبيرة تجاه خروقات وقف إطلاق النار باعتبار الالتزام به مدخلاً للحل وكانت تلك الحساسية إيجابية أدت إلى انخفاض كبير في مستوى العمليات العسكرية ولكن اليوم تشهد مختلف الجبهات في مارب والجوف ونهم والبيضاء وشبوة وتعز تصعيداً عسكرياً كبيراً دفع بعض الأطراف للمجاهرة به وعدم الاكتراث لوقف اطلاق النار والسبب في ذلك التصعيد والاستهتار بوقف إطلاق النار هو إصرار المبعوث الأممي نفسه على فصل المسار العسكري عن المسار السياسي وفرض ذلك على طاولة المفاوضات والنتيجة تصعيد عسكري بالتأكيد سيؤثر على المفاوضات سلبا.

 

ملاحظة: لا يجوز نقل أو نسخ ونشر المادة أو تناولها إعلاميا دون الإشارة للمصدر (المراسل نت)

 

(334)

الأقسام: آراء,الاخبار,اهم الاخبار

Tags: ,,,,,,,,,,,,,,