هل يرسّم كأس العالم القطيعة بين المغرب والسعودية؟

صحافة| المراسل نت:

لطالما كانت العلاقة بين المملكتين: العربية السعودية، والمغربية سمنًا على عسل؛ على الأقل قبل أن تبدأ متغيراتٌ كثيرةٌ تظهر على سطح العلاقة بين البلدين، فلمدة ستة عقودٍ – هي تاريخ العلاقة بين البلدين – كان المغرب الحليفَ الأقرب للسعودية بحكم تشابه النظامين سياسيًا؛ إذ يعتمدان النظام الملكي في تسيير شؤون الدولة، قبل أن تبدأ الأزمة الخليجية مطلع يونيو (حزيران) من العام الماضي، ويُخيّر المغرب بين السعودية وقطر؛ فاختارت الحياد الإيجابي؛ وهو ما أغضب المملكة العربية السعودية، وجعلها تعيد النّظر في علاقتها مع الرباط. آخر فصول التوتر بين الرياض وحليفتها الرباط كان اختيارًا أوليًّا للسعودية للملف الأمريكي الميكسيكي المشترك لدعمه لاحتضان كأس العالم لكرة القدم 2026، والذي يعقد المغرب أمالًا كبيرة للفوز بتنظيمه.

المغرب والسعودية.. 6 عقودٍ من التحالف

في السابع عشر من فبراير (شباط) الماضي، تكون قد مرّت 61 سنة منذ أوّل زيارة للملك السعوديّ سعود بن عبد العزيز إلى الرباط؛ وقد كانت الزيارة مقدّمة لتاريخ حافل من التعاون والصداقة مع المغرب؛ فكانت البداية مع تأسيس الجامعة العربية التي كانت الحاضنة الرئيسة للتفاعل بين السعودية والمغرب مع القضايا العربية المختلفة، وأمام التوترات التي عصفت بالعلاقات بين الدول العربية نهاية الستينات؛ رأت السعودية أن تبلور فكرة إنشاء اتحادٍ إسلامي موسع، تستطيع الأنظمة الملكية عبره تعزيز شرعيتها وتجاوز الأزمات التي طرحتها الاتجاهات القومية المتشددة داخل الجامعة العربية، وفي هذا الإطار تحرّك الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز نحو عدد من الدول الإسلامية لحشد التأييد لفكرة إنشاء منظّمة المؤتمر الإسلامي، بما فيها إيران وتركيا وباكستان. ودعم المغرب هذا الاتجاه، واحتضنت الرباط أول مؤتمر للقمة الإسلامية في 20 ديسمبر (كانون الأوّل) 1969، والذي تم الإعلان فيه عن إنشاء «منظمة المؤتمر الإسلامي».

 

ومع نهاية السبعينيات من القرن الماضي، حدثت تحولات استراتيجية مهمة في الشرق الأوسط، دفعت بالمملكة العربية السعودية إلى البحث عن أدوات جديدة للدفاع عن أمنها القومي؛ ففي عام 1979 أسقطت ثورة الإسلامية بقيادة الخميني النظام الملكي في إيران الذي كان يقوده الشاه محمد رضا بهلوي. و أعلن الخميني عن سعيه إلى تصدير ثورته إلى الخارج، وأمام هذا التطوّر السياسيّ عند جارتها الشرقيّة، شعرت المملكة العربية السعودية بالخطر الذي يشكّله النظام الإيراني الجديد على أمنها واستقرارها، كما كان المغرب وقتها من بين المعارضين للثورة الإيرانية، وعمل على توفير اللجوء السياسي للشاه «محمد رضا بهلوي».

 

كان نتاج الموقف المغربي من الثورة الايرانية مزيدًا من التقارب مع الرياض؛ ترجمته زيارة الملك خالد إلى الرباط في 19 من مايو (أيّار) عام 1979، وأعلن من خلالها إنشاء لجنة سعودية مغربية دائمة على المستوى الوزاري، برئاسة وزيري خارجية البلدين.

شكّلت طهران طيلة تلك الفترة نقطة التقارب الكبير في الموقف بين الرياض والرباط، ومع إعلان السعودية دعمها لنظام صدام حسين في حربه ضد إيران، وإعلان طهران عن فتح قنصلية لـ«جبهة البوليساريو» في طهران، وجدت الرباط نفسها في موقف صِدام مع إيران، عبّر عنه الملك المغربي، الحسن الثاني، أُثناء القمة العربية بفاس المغربية سنة 1982، باستعداد بلاده تنفيذ التزاماته تجاه العراق في إطار معاهدة الدفاع المشتركة العربية.

وبانتهاء الحرب الخليجية الأولى واندلاع الثانية، كان المغرب أوّل بلد يعلن رفض احتلال العراق الكويت؛ لتقود المغرب وساطة لم تُفلح مساعيها، ليرسل المغرب 1200 جندي لحماية السعودية، فضلًا عن 500 جندي إلى الإمارات العربية المتحدة.

مسلسل إرسال المغرب لجنوده لحماية الأمن القومي السعودي استمر، وهذه المرة كان التهديد القادم للمملكة السعودية من أرض الصومال عام 1993؛ إذ أرسل المغرب 1300 من جنوده، ضمن التحالف الدولي في الصومال، وذلك إلى جانب دول أخرى حليفة للسعودية، أبرزها باكستان.

 

ومع بداية الألفية الجديدة وتربّع الملك محمد السادس على العرش بالمغرب، كانت المبادرة العربية للسلام التي طرحها الملك السعودية عبد الله وبعدها الملف النووي الإيراني الجامع بين المواقف السعودية المغربية، فالمغرب تماشى إلى حدٍ كبيرٍ مع المبادرة العربية واقترح تفعيلها في القمة العربية بتونس سنة 2004، كما طالب المغرب بقاء منطقة الشرق الأوسط فارغة من الأسلحة والتهديد النووي، وعمل على تكثيف الضغط الدولي على إيران من خلال دعوته لتعديل المادة الرابعة من معاهدة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في المؤتمر المنعقد في نيويورك عام 2004، إضافة إلى استضافة المغرب لأوّل مؤتمر للإرهاب النووي عام 2006، وكان آخر فصول تلك المرحلة قطع علاقات الرباط مع طهران سنة 2009 بناءًا على تصريحاتٍ إيرانيةٍ معاديةٍ للبحرين.

ومع اندلاع احتجاجات الربيع العربي و الاضطراب الذي شهدته بعض دول المغرب العربي، شعر كلٌ من المغرب والسعودية بالخطر؛ وإثر ذلك جاءت مبادرة دعوة المغرب والأردن إلى الانضمام لمجلس التعاون الخليجي عام 2011، انتهت بصيغة «الشراكة الاستراتيجية الخليجية المغربية»، وهي الشراكة التي أثمرت مشاركة المغرب في حرب السعودية ضد الحوثيين سنة 2015 تحت غطاء الحلف الإسلامي ضد الارهاب. وشهدت العلاقات الاستراتيجية السعودية المغربية نقلة أخرى بعد أن شاركت الرباط في مناورات (رعد الشمال) التي قادتها السعودية آخر فبراير 2016؛ كما شهد العام ذاته أوّل مشاركة للملك المغربي محمد السادس في القمة الخليجية بالرياض.

وكان للمغرب مشاركة فاعلة في قمة الرياض التي انعقدت بين الدول العربية والاسلامية مع ترامب في 20 من مايو عام 2017، وهي القمة التي أعقبها انفجار العلاقة بين السعودية وقطر؛ ما أثّر بدوره على العلاقة بين الرباط والرياض، فالمغرب الذي يمتلك علاقةً جيدةً مع السعودية لم يُرد قطع الودّ الذي يجمعه مع قطر.

بداية التنافر.. المغرب تختار قطر

بصفة مفاجئة، في الخامس من يونيو (حزيران) 2017 خرجت للعلن أزمة جديدة ضربت الخليج العربي، حين أعلنت دول السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة ومعهم البحرين عن قطعهم العلاقات مع قطر، كما أغلقت هذه الدول الحدود البرية والبحرية مع قطر وفرضت حظرًا على حركة الطيران مع الدوحة؛ وبمجرد إعلان قرار المقاطعة، توالت ردود الأفعال المختلفة من الأزمة، فبينما انضمّت للقرار الخليجي، بدرجاتٍ متفاوتة، دول موريتانيا والأردن وحكومة شرق ليبيا وحكومة عبد ربه منصور هادي في اليمن، بالإضافة إلى المالديف وموريشيوس والنيجر وجيبوتي، فضّلت الجزائر وتونس اتخاذ مسافة مما حدث ودعت إلى الحوار لتجاوز الخلافات، في وقتٍ ساد ترقّبٌ كبيرٌ لموقف المغرب، بحكم أنّه يعتبر الحليف الرئيس لدول الخليج العربي في المنطقة المغاربية.

 

لم يتأخر الموقف المغربي من الأزمة كثيرًا؛ فسرعان ما أصدرت الخارجية المغربية بيانًا عبّرت من خلاله أنّ المغرب «معني بهذه الأزمة، لكنه يتبنى موقفًا محايدًا بنّاءً»، ودعت من خلاله إلى «حوارٍ صريحٍ وشاملٍ يقوم على أساس محاربة التطرف الديني، والوضوح في المواقف، والوفاء بالالتزامات، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية».

كما لم يكتفِ المغرب بهذا البيان ليوضح موقفه أكثر؛ إذ أصدر بيان ثانيًا يقول فيه إنه سيرسل طائرات محمّلة بمواد غذائية إلى قطر «تماشيًا مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وما تستوجبه، خاصة خلال شهر رمضان الكريم من تكاتف وتآزر وتضامن بين الشعوب الإسلامية».

فهمت الدول الخليجيّة أن المغرب خذلها، فبدأ مسلسل الضغط السعودي على المغرب لإجباره على تغيير سياسته من قطر، فاختارت السعودية ملف الصحراء الغربية للضغط على الحليف المغربي، إذ وظّفت وسائل إعلام سعودية قضية الصحراء الغربية للهجوم على المغرب، وبثّت تقارير إخبارية تصوّر المغرب باعتباره قوّة احتلال، وتقدم جبهة البوليساريو باعتبارها دولة باستعمال تسمية «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية».

حاولت السعودية اللعب على وتر العلاقات بين الجزائر والمغرب، في محاولة منها للضغط أكثر على الرباط من خلال توقيع السعودية والجزائر على اتفاقيات تعاون مشترك العام الماضي، والاتفاق على رفع المبادلات والاستثمارات بين الجزائر والرياض إلى حدود 15 مليار دولار في السنوات العشر المقبلة؛ كما هددها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بإلغاء زيارة أبيه لقضاء إجازته السنوية بطنجة.

استمرت الاستفزازات السعودية للمغرب؛ هذه المرة عن طريق تغريدة اعتبرها البعض مسيئة من طرف مستشار ولي العهد السعودي سعود القحطاني، تعليقًا على قرار تعويم الدرهم المغربي، وعقب قرار الرباط تحرير الدرهم و تعويمه؛ إذ غرد  القحطاني قائلًا :«عووووووم يا عوام… تعويم الدرهم المغربي بهذا قرار صائب سيصبحن المغربيّات أقل من ريال سعودي مراكش عالسريع». وهي التغريدة التي سارع القحطاني إلى حذفها سريعًا من حسابه.

لم يحد المغرب رغم هذه الضغوط عن موقف الحيادي من الأزمة الخليجية، وهذا ما جعل الملك المغربي «محمد السادس» في نوفمبر (تشرين الثاني) يعلن عن زيارته إلى الدوحة، وهي الزيارة التي تسلم من الإثارة بعد انتشار صورةٍ مفبركة للملك المغربي يحمل فيها وشاحًا، وهي الصورة التي أثارت جدلًا كبيرًا في أوساط دول الأزمة بعد أن نفت أطراف الأزمة علاقتها بفبركة الصورة.

 

الرباط يقترب من تنظيم كأس 2026.. والرياض ترفع البطاقة الحمراء

 

كان المغرب أقرب المرشحين للظفر بتنظيم كأس العالم 2010، والتي كانت جنوب إفريقيا مسرحًا لها؛ لولا الفساد المالي والرشى التي اختارت جنوب أفريقيا على المغرب، لكن الرباط لم تيأس من تحقيق أملها واضعةً تنظيم كأس العالم طبعة سنة 2026 نصب عينيها بعد أربعة تجاربٍ سابقة لها في الترشّحات كانت في أعوام: 1994، و1998، و2006، و2010؛ كان ذلك في أغسطس (آب) من العام الماضي؛ لتكون هذه المرة الخامسة التي تترشح فيها الرباط لهذا الحدث.

جديد العهدة الخامسة في ترشّح المغرب لتنظيم كأس العالم سنة 2026 هو أنّ حظوظها أقرب للفوز أكثر من أي وقتٍ مضى؛ فالملف المغربي يحظى إلى أبعد الحدود بإجماعٍ أفريقيٍ؛ ما يعني أن ربع الأصوات قد ضمنته المغرب نظريًّا على الأقل بحكم أن الاتحاد الأفريقي يضم 53 دولةً من مجموع 211 دولة هي عدد أعضاء المنضوية تحت لواء الفيفا، كما يمكن للمغرب أن يحصد على أصوات كثيرة ضمن الاتحاد الآسيوي الذي يضم في طياته اتحادات عربية وإسلامية، كما يحظى الموقع الجغرافي للمغرب بإعجاب الكثيرين بحكم قربه من أوروبا؛ ما سيجعل الكثير من الدول الأوروبية تتحمس للتصويت للملف المغربي.

ورغم الاختلافات السياسية بين المغرب والجزائر، إلّا أن الجزائر أعلنت عن دعمها عن طريق قرارٍ رئاسي من الرئيس الجزائري «عبد العزيز بوتفليقة» وأعلن من خلاله عن موافقة الرئاسة الجزائرية على طلب المغرب انضمام «لخضر بلومي» نجم الجزائر الأسبق لقائمة سفراء الملف المغربي، مع دعمها ومساندتها للملف، كما أعلن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم «خير الدين زطشي» أنّ الجزائر ستكون بجانب المغرب في دعم ملف الترشّح. من جهتها أعلنت مصر عن دعمها للملف المغربي، جاء ذلك عن طريق المهندس «هاني أبو ريدة» رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة الذي كشف أن صوت مصر سيكون للمغرب المتقدمة لاستضافة كأس العالم 2026.

هذا التفاؤل في فوز المغرب بشرف التنظيم عكّرته بوادر دعمٍ سعوديٍ للملف الأمريكي، جاء ذلك من خلال تغريدةٍ لرئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، والمستشار في الديوان الملكي السعودي، تركي آل الشيخ، تضمنت صورته مع رئيس الاتحاد الأمريكي لكرة القدم، ومسؤول ملف بلاده لتنظيم مونديال 2026، أثارت تلك التغريدة جدلًا واسعًا على مواقع التواصل؛ إذ اعتبرها البعض إشارة إلى أن الرياض قد تدعم الملف الأمريكي المشترك مع المكسيك وكندا على حساب الملف المغربي.

لم تكن تغريدة آل الشيخ هذه الوحيدة التي تعبّر عن اتجاه المملكة السعودية نحو تدعيم الملف الأمريكيّ؛؛ إذ سبق وأن غرّد قائلًا: «هناك من أخطأ البوصلة، إذا أردت الدعم، فعرين الأسود في الرياض هو مكان الدعم، ما تقوم به هو إضاعة للوقت، دع «الدويلة» تنفعك…! رسالة من الخليج إلى المحيط».

وأضاف آل الشيخ «لم يطلب أحد أن ندعمه في ملف 2026، وفي حال طُلب منا سنبحث عن مصلحة المملكة العربية السعودية، واللون الرمادي لم يعد مقبولًا لدينا»، في رسالةٍ واضحةٍ إلى المغرب بسبب موقفه الأخير من الأزمة الخليجية.

وقال المحلّل السياسي المغربي رشيد لزرق: إن تصريحات آل شيخ تهدف في الأساس إلى تذكير المغرب أنها مازالت بحاجةٍ إلى الدعم السعودي في ملف استضافة كأس العالم 2026، مضيفًا: «تصريحات رئيس هيئة الرياضة لا تعبر عن الموقف الرسمي السعودي، وإنما تحمل رسالةً سياسيةً مفادها، إنه على المغرب أن تختار بين السعودية وبين قطر».

جديرٌ بالذكر أن مرحلة التصويت النهائي ستكون يوم 13 من يونيو القادم، وتتنافس المغرب مع كلٍ من أمريكا وكندا والمكسيك المشاركين بملف تنظيمٍ مشتركٍ.

 

هل ستفسد الرياضة شؤون السياسة بين السعودية والمغرب؟

تعدّ الرياضة مناسبةً للتقارب بين الشعوب على مستوى العالم؛ فإذا كانت الألعاب الأولمبية الشتوية الأخيرة في بيونغ تشانغ، المسماة بألعاب السلام، قد شهدت مصافحة تاريخية بين الرئيس الكوري الجنوبي «مون جاي إن» وشقيقة الزعيم الكوري الشمالي «كيم يو جونج»، أول فرد في الأسرة الحاكمة يزور الجنوب منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953، في مشهد لم يكن قبل بضعة أسابيع واردًا. كما شهد الحدث ذاته تواجد «إيفانكا ترامب» ابنة ومستشارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، فإن مناسبات رياضية أخرى تحولت إلى منابرٍ للمقاطعة؛ فكأس العالم القادمة صيف هذا العام، والمزعم احتضانها من طرف روسيا، ستكون مناسبةً للتفرقة بين السياسيين حول العالم.

بداية النفور من كأس العالم كانت من إعلان بريطانيا غيابها عن كأس العالم في ما يخصّ التمثيل الرسمي، كما تصاعدت المطالبات لسحب التنظيم من موسكو على خلفية اغتيال العميل الروسي «سيرغي سكريبال»، وأعلنت أمريكا عن مقاطعتها بطولة كأس العالم لـ«البياثلون» المقررة في روسيا.

تحوّلت المناسبات الرياضية إلى مناسباتٍ لممارسة الضغوط السياسية، أحدث فصول هذه الضغوط هي تهديدات سعودية للمغرب بسحب الدعم من ملفه وإبرازه لخصمه الأمريكي، هذه الضغوط تأتي بعد الموقف الحيادي للمغرب من الأزمة الخليجية، وبحسب المراقبين ينظر إلى تأزم العلاقة بين السعودية والمغرب حال تصويت السعودية ضد الملف المغربي الذي يعرف إجماعًا عربيًا وإسلاميًا كبيرًا، ويعدّ الأقرب إلى الفوز بشرف التنظيم.

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الرباط «لزرق رشيد» أن تصويت السعودية سيكون لصالح المغرب في التصفيات المقرر لها شهر يونيو المقبل، مفسرًا بأن مصلحة البلدين تطلب التحالف، ولفت زرق إلى أنه من ناحية المغرب، فإنها تحتاج للشراكة الخليجية؛ مما يجعلها معنية بضرورة إنهاء الخلاف بين دول المنطقة، خاصة وأنها تعول على الشراكة مع هذه الدول في ضمان أصوات دول أفريقيا، وذلك عبر تحقيق شراكة مزدهرة بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي، وأن التصويت السعودي ضد المغرب سيضعف من حظوظه.

من جهته يرى الكاتب الصحافي المغربي بلال التليدي أنه «لم يصدر أي موقف رسمي من المملكة العربية السعودية يدعم أو يرفض ملف المغرب لتنظيم كأس العالم 2026، لكن المغرب أخذ بمضمون هاتين التغريدتين لآل الشيخ اللتين تريدان إدخال المغرب في بوتقة لا يحب أن يتورط فيها. المغرب كما يعاد عليه في سياسته الخارجية، فهو ينتمي إلى الحكمة والاعتدال وضبط النفس؛ وبالتالي لا يمكنه الردّ على مثل هذه التصريحات من آل الشيخ»، وأضاف أن السعودية إذا كانت تريد ابتزاز المغرب بالمونديال فهي مخطئة تمامًا.

نقلاً عن ساسة بوست

(200)

الأقسام: الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,,,