بالصور: قصة 12 ساعة قضاها الطفل “سميح” متشبثاً بجثة والده أحد ضحايا قصف زفاف بني قيس شمال اليمن

خاص| المراسل نت:

يوصف الناجون من الكوارث بأنهم “محظوظين” ويشعرون بسعادة استثنائية. في اليمن فقط، يجد الناجي الوحيد من أي مجزرة نفسه الأكثر حزناً لدرجة أن النجاة نفسها تصبح كارثة.

“سميح” طفل يمني أوجع قلوب كل اليمنيين وكل من شاهد مقطع الفيديو الذي ظهر فيه وهو يحتضن جثة والده الذي قتل في مجزرة استهداف طيران التحالف السعودي لحفل زفاف في قرية الراقة بمديرية بني قيس بمحافظة حجة والتي خلفت 33 قتيلاً و55 جريحاً.

ظل سميح محتضناً جثة والده لأكثر من 12 ساعة استمرت من مساء الأحد عندما وقعت المجزرة إلى صباح الاثنين، وكلما اقترب منه المسعفون من أهل قريته ليفصلوه عن جثة والده تنهمر دموعه ويصيح مترجياً من يحاولون انتزاعه “أنا جار أبوك خليني عند أبي”.

يقول أحد سكان القرية لـ المراسل نت، إن الطفل سميح كان كلما رأى زائر جديد يتجه نحوه يتمسك بجثة والده بقوة أكبر وتنهمر دموعه من جديد. ويضيف أن سكان القرية تعاطفوا معه وبقوا بالقرب منه ولم يرضوا أن ينتزعوه ويفصلوه عن جثة والده بالقوة.

مع شروق الشمس كان الطفل سميح قد أنهكه السهر والبكاء والتشبث بجثة والده فلم يقاوم هذه المرة الذين قدموا بالنقالة لنقل جثة والده، ظهر في المشاهد والصورة، التي حصل عليها المراسل نت، وهو يمشي وراء النقالة التي تحمل جثة والده كمن يشعر بأنه لم يعد هناك أمل في الحياة.

آخر ظهور  للطفل سميح كان قد صعد وجلس فوق النعش إلى جانب جثة والده بنظرة من عينيه لا يمكن لأحد أن ينوب عنهما في الكشف عمّا كان يفكر فيه لكن تفكيره بالتأكيد عكس ما كان يفكر فيه وهو إلى جانب والده أثناء مشاركتهما في حفل الزفاف الذي تحول إلى مأتم.

 

(767)

الأقسام: الاخبار,المراسل العام,اهم الاخبار,عاجل,مشَاهِد

Tags: ,,,,,