ما وراء تدمير بارجة الدمام: التحالف يرفع الراية في الساحل الغربي ويستجدي واشنطن باسم “الملاحة الدولية”

تقارير| المراسل نت:

واصلت قوات صنعاء (الجيش والحوثيين) ضرباتها الاستراتيجية ضد التحالف السعودي ونجحت اليوم الأربعاء في استهداف بارجة حربية سعودية قبالة سواحل اليمن بالبحر الأحمر، بعدما نجحت في إغراق قوات التحالف في معارك الساحل الغربي، الأمر الذي دفع السعودية لمحاولة استغلال ما حدث للحصول على مزيد من الدعم الدولي من خلال زعمها أن البارجة الحربية التي تعرضت للهجوم هي سفينة نفط تابعة لها.

وأعلن مصدر في القوات البحرية التابعة لقوات صنعاء صباح اليوم نجاحها في استهداف البارجة “الدمام” السعودية قبالة السواحل الغربية لليمن.

واكتفى المصدر بالقول إنه تم استهداف البارجة السعودية بسلاح مناسب دون مزيد من المعلومات حول ذلك السلاح.

وفي وقت لاحق أصدرت البحرية التابعة لقوات صنعاء بياناً حصل عليه المراسل نت، أوضح أنه “عملا بحق الشعوب في الدفاع عن سيادة بلدانها قامت القوات البحرية والدفاع الساحلي اليمنية صباح اليوم الأربعاء باستهداف (البارجة السعودية- الدمام) التي انتهكت مياه اليمن الإقليمية وكانت تنفذ أعمالا عدائية، وتم الاستهداف بصاروخ مناسب أصاب البارجة إصابة مباشرة ملحقا بها أضرار كبيرة”.

وأكدت البحرية في البيان أنه لن تألوا ” جهدا في مواصلة معركة الدفاع عن أمن الشعب وسيادة البلاد، وليس أمام قوى العدوان (التحالف) للنجاة من عملياتنا سوى وقف العدوان ورفع الحصار وسحب بوارجها بعيدا عن مياه اليمن الإقليمية، وإلا كانت صيدا ثمينا” بحسب نص البيان..

وفي ظل الاهتمام الدولي بمعارك الساحل الغربي خلافاً لجبهات القتال الأخرى وتقييمه لمستقبل المعركة في ظل تراجع الثقة الدولية بقدرة التحالف على حسم المعركة، وبعدما تعرض التحالف قبل يومين لأول هجوم نفذته قوات بحرية في ميناء المخا ، لجأت السعودية لاستغلال الهجوم على البارجة “الدمام” للحصول على مزيد من الدعم الأمريكي والبريطاني من خلال وصف البارجة بأنها ناقلة نفط لفتح الباب أمام الحديث عن تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وفي نفس الوقت زعمت أن البارجة تعرضت لأضرار طفيفة.

وفي هذا السياق قال الناطق باسم التحالف السعودي تركي المالكي، في بيان حصل عليه المراسل نت، إنه “في تمام الساعة الواحدة والربع (01:15) من صباح هذا اليوم تعرضت إحدى ناقلات النفط السعودية لهجوم (حوثي إيراني) بالمياه الدولية غرب ميناء الحديدة”.

وأضاف أن ما وصفه “الهجوم الإرهابي يشكل تهديداً خطيراً لحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر ما قد يتسبب بأضرار بيئية واقتصادية، وأن استمرار هذه المحاولات يثبت خطر هذه الميليشيا ومن يقف خلفها على الأمن الإقليمي والدولي” بحسب قوله.

الإعلام السعودي كان أكثر وضوحاً في استجداء الدعم الأمريكي من وراء تصوير أن الهجوم استهدف ناقلة نفط، حيث قال اللواء المتقاعد أحمد الشمري، في مداخلة رصدها المراسل نت مع قناة العربية السعودية، إنه يجب أن يكون هناك رد سياسي من قبل الأمم المتحدة ” اما الرد من الولايات المتحدة الامريكية فهو يجب ان يكون رد عسكري بدون اي مجاملة” بحسب قوله.

وطالب اللواء الشهري من الولايات المتحدة والدول الغربية بتقديم “دعم للتحالف بدخول ميناء الحديدة ووضع اليد عليها اضافة الى الموانئ الاخرى مثل ميناء الصليف ورأس عيسى” زاعماً أن “كل هذه الموانئ تخرج منها المهربات وتنطلق منها هذه الاستهدافات “.

دعوات اللواء الشهري التي تعبر عن لسان حال السعودية والتحالف تتضمن اعترافاً بعدم قدرة التحالف على حسم المعركة أو ربما فشله فيها في ظل الدعم الذي يراه غير كافياً من قبل الولايات المتحدة التي باتت ، وفقاً للشهري، مطالبة بتولي المعركة بنفسها.

الهجوم الناجح على البارجة السعودية هو الثاني من نوعه خلال نحو 45 حيث تم تدمير بارجة حربية إماراتية في 14 يونيو الماضي بعد يومين من بدء التحالف تصعيداً غير مسبوق في الساحل الغربي، لكن استهداف البارجة في حينه أسهم بشكل كبير في الحد من التحركات البحرية للتحالف وتراجع بارجاته إلى مسافات بعيدة عن السواحل اليمنية، والذي انعكس أيضاً على المعركة بمجملها وأسهمت في إفشال خطة التحالف لحسم معركة الحديدة بشكل خاطف.

وسبق لكل من السعودية والإمارات أن حاولتا إحراج الولايات المتحدة وبريطانيا للحصول منهما على دعم مباشر أكبر مما يحصل عليه التحالف وخصوصاً في معركة الحديدة عندما زعمت الإمارات في أكتوبر 2016 أن بارجتها الحربية “سويفت” التي دمرتها قوات صنعاء كانت سفينة تحمل أدوية واتضح لاحقاً عكس كذلك وكذلك فعلت السعودية عندما تم تدمير بارجتها الحربية “المدينة” زاعمة أنها ناقلة نفط، بهدف الضغط على واشنطن باسم القيام بواجبها في حماية الملاحة الدولية، لكن مسؤولون أمريكيون صرحوا في حالة البارجة الإماراتية والسعودية إنهما كانتا بارجات حربية ولم تتعرضا للهجوم في المياه الدولية.

لكن أهمية استهداف البارجة السعودية اليوم بالنسبة لقوات صنعاء أنها جاءت بعد سلسلة ضربات استراتيجية في وقت تحظى معركة الساحل الغربي باهتمام عالمي والتي جعلت الكثير من الدول الغربية تتراجع عن دعمها للمعركة بعدما وجدت أنه من الصعب حسمها.

(456)

الأقسام: الاخبار,المراسل العسكري,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل

Tags: ,,,,,,,,