هل ستطيح الخطة الدولية ومجلس الأمن بالرئيس هادي؟

المحرر السياسي

 

يكثر الإعلام الخليجي الرسمي مؤخراً من الحديث عن وجود خطة دولية للحل السياسي في اليمن إذا فشلت الأطراف اليمنية في التوصل إلى حل في الكويت في وقت تشير المعلومات القادمة من الكويت أن المفاوضات عاجزة عن تحقيق تقدمٍ ملموس حتى أن اتفاق إطلاق الأسرى لم يتحقق رغم انه يأتي في إطار بناء الثقة بين الطرفين وليس في صلب الحل.

ويقدم الإعلام الخليجي التوجه الدولي على أنه “خطة” فيما تفصح تفاصيلها إذا كانت حقيقية عن وجود توجه لفرض الحل على الأطراف اليمنية وفق الرؤية الدولية ودعمها بقرار جديد من مجلس الأمن.

 

وإذا كان فريق الرياض هو المستفيد الوحيد من قرار مجلس الأمن 2216 الخاص باليمن لأن بنوده تتضمن مطالبهم وطموح هادي بالعودة الفعلية لرئاسة اليمن وتحجيم الحوثيين فإن أي قرار جديد لابد أن يحمل جديداً وبالتأكيد انه سيكون على حساب مطالب فريق الرياض وأيضا سيحمل نقاطاً تضمنها القرار السابق والتي يرفضها الحوثيين وحزب المؤتمر برئاسة صالح لكنهم اعتادوا على المواجهة سياسياً وعسكرياً في ظل القرار 2216 والعقوبات المفروضة عليهم.

رغبة هادي في البقاء على رأس السلطة هي الإشكالية الكبرى أمام مفاوضات الكويت والتي قد تؤدي لفشلها تماماً وهو الفشل الذي تتحدث عنه الخطة الدولية أنها ستمنع هذا الفشل وتفرض رؤية جديدة على الطرفين فهل ستحمل هذه الخطة والقرار المزعومين بنداً يطيح بهادي من الرئاسة؟

والحديث عن رغبة وإصرار هادي في البقاء رئيساً تبدو ظاهرة لجميع الأطراف المحلية والدولية لكن القناعة بوجود هادي في المشهد اليمني بدأت تتراجع على المستوى الدولي وكان حديث وزير الخارجية البريطاني قبل نحو أسبوعين من اليوم جزء من المؤشرات التي تكشف عن ذلك التراجع.

مطلع الشهر الحاليوفي  مقابلة تلفزيونية لقناة سكاي نيوز الإماراتية قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن حكومة هادي لا تمثل الشعب اليمني وتفتقد للمصداقية معتبراً أن اعتراف المجتمع الدولي بشرعيتها لا يعني أنه لا توجد مشكلة سياسية في اليمن وأن الحاجة إلى حكومة توافقية ليست ملحة.

هاموند في إجابته على سؤال مذيع القناة الإماراتية الذي اعترض على مساواة الوزير البريطاني بين الحكومة الشرعية ومن وصفهم بالانقلاب قال: ” نحن لا نساوي بينهما هناك حكومة شرعية في اليمن ، ولكن هناك مشكلة سياسية في اليمن ، فالحكومة الشرعية المعترف بها في اليمن ، لا تمثل كل الشعب اليمن وليس لديها مصداقية بين كل أطراف اليمن ، واذا أردنا أن نتجنب حرباً اهلية ونزاعا عسكريا علينا أن نجد طريقا لتوفيق بين المصالح المختلفة”.

 

وبناء على ما تم تسريبه عن الخطة الدولية وحديث وزير الخارجية البريطاني تبدو حظوظ هادي ضئيلة في البقاء وهذا يعتبر مكسباً لجماعة انصارالله والمؤتمر وانعكس ذلك على المفاوضات التي ورغم انها لم تحقق التقدم المطلوب إلا أن وضع رئاسة هادي وحكومته موضع نقاش في الطاولة يعد اختراقاً ومكسباً آخر لفريق صنعاء.

الرئيس هادي يواصل تمسكه بمنصبه والذي أصبح يمثل هاجساً بالنسبة له كما عبر عن ذلك نائبه السباق خالد بحاح في مقابلة تلفزيونية مع قناة بي بي سي البريطانية بقوله ان قرار اقالته “كان مفاجئاً للسعودية والتحالف لأنهم يعلمون ان هذا القرار يضعف من الشرعية” . كما كشف بحاح أن هادي كان يخشى من وجود خطة أمريكية-إماراتية-سعودية لنقل صلاحياته لنائبه وكان هادي يتحدث بذلك لمن يزوره في مكبته بالرياض مما دفعه لإقالة بحاح على الفور.

وشخص بحاح مشكلة هادي وتشبثه بمنصبه عندما قال عن هادي أنه “كان قلقاً على منصبة أكثر من قلقه على الدولة”.

اليوم وبعد مرور أكثر من 50 يوماً على المفاوضات لم تحقق الأطراف اليمنية تقدماً ملموساً سوى نجاحها في الاستمرار بالمفاوضات العقيمة التي تصطدم بتشبث هادي بالرئاسة أما تشبث الحكومة فهو مرافق لرغبة هادي في الحفاظ على منصبه خصوصاً انه عبث بـ “شرعية الحكومة” من منظور مجلس الأمن عندما احدث فيها تغييرات متجاوزاً المبادرة الخليجية التي يستقي منها شرعيته.

إصرار هادي على البقاء هو العقدة التي ستفشل المفاوضات وإذا كانت الخطة الدولية المزعومة يجري الاعداد لها بالفعل لفرض حل على الأطراف اليمنية فإن الاحتمال الكبير أنها ستطيح بهادي.

 

(272)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار