تقرير مصوّر وترجمة: فريق اغتيالات أمريكي نفذ عمليات اغتيال قادة الإصلاح ورجال الدين في عدن لحساب الإمارات

صحافة| المراسل نت:

كشف موقع “بار فيد نيوز” الأمريكي وقوف دولة الإمارات وراء عمليات الاغتيال التي طالت شخصيات سياسية ورجال دين يمنيين في مدينة عدن جنوبي اليمن ونفذها مرتزقة أمريكيون كانوا جنوداً في الجيش الأمريكي قبل أن ينضموا لشركة أمنية إسرائيلية للمرتزقة تعاقدت معها الإمارات لتصفية الشخصيات المعارضة لها في اليمن وخصوصاً في المحافظات الجنوبية.

ترجمة وتحرير خاصة لـ المراسل نت:

ونشر الموقع تحقيقاً مطولاً رصده المراسل نت وقام بترجمة خلاصة له، واعتمد على اعترافات رئيسي فريق اغتيالات أمريكيين كانوا ضمن فرق الاغتيالات التي استقدمتهم الإمارات إلى عدن بالتعاقد مع شركة “سبيرز” الأمنية الإسرائيلية، وهما “إسحق غيلمور” و”أبراهام غولان” والأخير عو مؤسس الشركة.

ووفقاً للتحقيق الذي بني على حديث غيلمور وغولان، أطلق على فريق الاغتيالات الأمريكي في عدن “مجموعة عمليات الرمح” الذين كشفا تفاصيل عقد الصفقة مع الإمارات.

اليسار:إسحق غيلمور| اليمين: أبراهام غولان

قال غيلمور إن الصفقة التي أدت إلى ادخالهم إلى عدن تم عقدها خلال لقاء وجبة غداء في أبوظبي في مطعم إيطالي في نادي الضباط في قاعدة عسكرية إماراتية، وكان محمد دحلان، القيادي بحركة فتح الفلسطينية الذي هرب إلى الإمارات وأصبح المستشار الأمني لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، هو الذي تولى عقد الصفقة.

وقال غولان أن الاتفاق كان على مهمة محددة تدمير حزب الإصلاح وقتل قياداته حيث أخبرهم الإماراتيون أن حزب الإصلاح فرع سياسي لمنظمة إرهابية. وبموجب الاتفاق تولّى كل من غولان وغيلمور تشكيل فريق من المرتزقة الأمريكيين من ذوي المهارة العالية.

ووقع دحلان والحكومة الإماراتية على الصفقة ، كما قال غولان وغيلمور ، وبدأت مجموعة سبير سيرفيسز العمل.

من اليسار إلى اليمين: إسحق غيلمور ، ومحمد دحلان ، وأبراهام غولان.

بحلول نهاية عام 2015 ، قام غولان ، الذي قاد العملية ، وغيلمور ، بجمع فريق من عشرات الرجال. ثلاثة منهم كانوا قدامى المحاربين الأمريكيين الخاصين ، ومعظم الباقين كانوا من القوات الأجنبية الفرنسية السابقة ، الذين كانوا أرخص: فقط حوالي 10،000 دولار في الشهر ، كما يتذكره جيلمور ، أقل من نصف ما قاله هو وجولان أنهما مخصصان لنظرائهما الأمريكيين.

بعد ذلك تم نقل الفريق إلى القاعدة الإماراتية في ميناء عصب الارتيري قبل إرسالهم إلى عدن وهناك قام ضابط إماراتي يرتدي الزي الرسمي بإطلاعهم وقدم لهم قائمة أهداف – 23 بطاقة تحتوي على 23 اسمًا و 23 وجهًا. كل بطاقة تتضمن معلومات عن دور الشخص في السياسة اليمنية . قال غيلمور إن بعضهم كانوا أعضاء في الإصلاح ، وبعضهم رجال دين ، وبعضهم كان إرهابيين خارجيين ، لكنه أقر بأنه لا يستطيع التأكد.

يقف أمام طائرة عسكرية إماراتية: غيلمور (يسار الوسط) ، غولان (يمين الوسط) ، وجنديان في فريق المرتزقة.

وقال غيلمور أيضاً إنه كان يعمل على تصميم أعمال الاغتيال على برنامج القتل الذي تتبعه إسرائيل ، والذي يجري تنفيذه منذ تأسيس الدولة الإسرائيلية.

لكن المثير أن غولان وفريقه يرفضون تسميتهم بفرق اغتيال قائلاً إن دولة الإمارات قدمت لهم مجموعة من الأسماء التي لا علاقة لها بالإصلاح أو الجماعات الإرهابي لاغتيالهم لكنهم رفضوا تنفيذ  المهمة.

الأكثر إثارة في حديث غولان هو ما تضمن إشارة إلى ضلوع الولايات المتحدة في اختيار الأهداف، حيث قال إن فريقه أبلغ الإمارات أنهم لن ينفذوا عمليات تشكل ضرراً للمصالح الأمريكية، موضحاً أن الإمارات حين تقدم لهم أسماء الشخصيات المراد اغتيالها يقوم الفريق بالتأكد من أن ذلك لن يضر بأمريكا ويستغرق الأمر أسبوع أو أسبوعين، وهو ما يشير إلى أن هذا الفريق يقوم بالاتصال بجهة رسمية أمريكية لأخذ الإذن بتنفيذ المهام أو إلغائها.

 

محاولة اغتيال رئيس حزب الإصلاح

فريق الاغتيالات (مجموعة الرمح)

على الرغم من اعتراف غولان وغيلمور بتنفيذ عمليات اغتيال في عدن إلا أن التحقيق ركز على قضية واحدة وهي تم التريب لها في 29 ديسمبر 2015 وهي عملية لاغتيال عضو مجلس النواب ورئيس حزب الإصلاح في عدن إنصاف مايو .

يروي غيلمور بداية عملية استهداف رئيس حزب الإصلاح في عدن إنصاف مايو وقال إنهم استخدموا مصادر استخباراتية إماراتية قدمت معلومات حول نمط حياة وتحركات رئيس الإصلاح منها المنزل الذي يعيش فيه والمسجد الذي كان يصلي فيه والأسواق التي يتردد عليها.

بالتزامن مع عيد رأس السنة أقام فريق الاغتيالات حفلة وتبادلوا كؤوس الويسكي وناقشوا الخطة التي ينبغي فيها عملية اغتيال رئيس حزب الإصلاح وهل سيكون التنفيذ عبر عملية قنص أو تفجير قنبلة، وكان هناك ستة أو خمسة خيارات للتنفيذ، وفقاً لقول غيلمور.

ويضيف أنه بعد مراقبة مقر حزب الإصلاح قرروا أن يكون التنفيذ عبر عملية تفجير وتم الإصلاح على كل الزوايا وكذا اختيار مسار الهروب بعد العملية. بعد ذلك قام غيلمور ورفاقه بتمزيق الأوراق التي كتبوا عليها الخطة ورسموا فيها المسارات كي لا يتركوا أو دليل وراءهم. وحينها وصلتهم معلومة أن رئيس الإصلاح انصاف مايو كان في مكتبه (مقر حزب الإصلاح) يرأس اجتماعاً كبيراً.

بعد ذلك تجهز الفريق وأخذوا أسلحتهم والقنابل وغيرها وارتدوا أزياءً عسكرية متنوعة بهدف الهجوم على مقر الإصلاح.

مباشرة قبل وصول فريق المرتزقة إلى الباب الأمامي ، الشاحنة المتفجرة ذات الدفع الرباعي التي كان من المفترض أن تقتل مايو ، تعرضت لإطلاق نار من قبل أحد مرافقي رئيس حزب الإصلاح المقاتلين في الجزء الخلفي.

في ذلك الوقت كانت طائرة بدون طيار تصور العملية ولكن ما حدث كان إطلاق نار على المرتزقة وليس العكس.

قال غيلمور إنه أطلق النار على شخص في الشارع ، لكن مسدسه تعطل. قال إنه غير متأكد من من أطلق النار عليهم. وعلى أي حال ، فإن المرتزقة الذين كانوا يحملون المتفجرات إلى المبنى استمروا على الرغم من الضجة المحيطة به – لمدة 20 ثانية كاملة كما يظهر الفيديو.

صور جوية التقطتها طائرة بدون طيار تابعة لفريق الاغتيالات خلال محاولة اغتيال رئيس الإصلاح

عندما كان فريق المرتزقة يهربون نحو مدرعات إماراتية انفجرت السيارة المتفجرة فجأة عند بوابة المبنى تبعها انفجار قنبلة أخرى، بعد ذلك عادة فريق المرتزقة إلى معسكرهم التابع للإمارات وتم تلقي إشارة أن العملية نجحت أي أن رئيس حزب الإصلاح قد قتل.

بعد ذلك حدثت مشكلة مع “محمد دحلان” وهو الفلسطيني الذي أصبح المستشار الأمني لمحمد بن زايد، بسبب شكوك حول مصير رئيس الإصلاح لأنه لم يتم التأكد من مقتله لكنه اختفى ولم يراه أحد بعد ذلك.

نموذج من بطائق للشخصيات المشتهدفة

ومع ذلك ، لم يعلن الإصلاح عن وفاة مايو ، كما حدث عندما اغتيل أعضاء آخرون. السبب ، قال متحدث باسم الإصلاح في مقابلة عبر الهاتف ، هو أن مايو على قيد الحياة – فقد غادر المبنى قبل 10 دقائق من الهجوم وبحلول يوليو كان يعيش في المملكة العربية السعودية. لا أحد ، كما قال المتحدث ، مات في هجوم المرتزقة.

ويعترف غولان أن العملية فشلت في قتل رئيس حزب الإصلاح إلا انه على الأقل تم تحييده لفترة طويلة طالما انه اختفى عن المشهد. بالإضافة إلى أن تلك العملية كانت بداية لسلسلة طويلة من الاغتيالات.

بعد فترة لم يستمر غولان في الفريق وعندما عرضت عليه أسماء بعض الشخصيات التي تم اغتيالها في عدن بعد مغادرته أكد أن كثير من تلك الأسماء كانت في قائمة الاغتيالات التي قدمتها الإمارات للفريق أي أن الفريق بعد مغادرته نجح في تنفيذ العمليات.

 

 

(889)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل,صحافة وترجمات,عاجل,مشَاهِد

Tags: ,,,,,,,,,,