وكالات| المراسل نت:
غيرت السعودية من جديد روايتها بشأن ملابسات قتل الصحافي جمال خاشقجي وقالت إن الفريق الذي كلف بإعادته إلى الرياض قام بكتف أنفاسه بعدما بدأ يصرخ ما أدى لوفاته، في وقت يحبس ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، المتهم في القضية، أنفاسه مع اقتراب الموعد الذي حدده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالكشف عن كافة تفاصيل القضية والذي تبقى عليه أقل من 24 ساعة.
وقال أردوغان في تصريحات رصدها المراسل نت ” سأعلن يوم (غد) الثلاثاء التفاصيل بطريقة مختلفة بشأن مقتل خاشقجي وأشرح لماذا جاء 15 شخصا إلى اسطنبول وتم اعتقال 18 في الرياض”. تصريح فيما يبدو أنه يشير إلى أن ثمة رواية تركية مختلفة عما أعلنته السعودية.
وأضاف أردوغان ” سنكشف عن الموضوع بأدق التفاصيل وليس بخطوات عادية يتم اتخاذها” مشيراً إلى أنه “سنعري كل التفاصيل الخاصة بقضية خاشقجي وسأتحدث عن كل ما يتم تداوله”.
من جانبه، ذكر المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يوم الاثنين أن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي جريمة قتل معقدة “تم التخطيط لها بوحشية”.
مسؤول سعودي كشف عن رواية سعودية جديدة بشأن خاشقجي في تصريحات رصدها المراسل نت، لوكالة رويترز، ونقلت عنها وسائل الإعلام السعودية الرسمية، قال فيها إن ” الحكومة السعودية أرادت إقناع خاشقجي، الذي انتقل للإقامة في واشنطن قبل عام خوفا من الانتقام بسبب آرائه، بالعودة إلى المملكة كجزء من حملة للحيلولة دون تجنيد أعداء البلاد للمعارضين السعوديين.
وأضاف المسؤول إنه من أجل ذلك شكل نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري فريقا من 15 فردا من الاستخبارات والأمن للذهاب إلى اسطنبول ومقابلة خاشقجي في القنصلية ومحاولة إقناعه بالعودة.
وأضاف أن “عسيري كون الفريق واستعان بموظف يعمل مع (المستشار بالديوان الملكي سعود) القحطاني كان يعرف جمال جيدا إذ عملا سويا في سفارة المملكة في لندن”.
وتابع أن القحطاني، الذي عمل مع ولي العهد، وافق على أن يدير أحد موظفيه المفاوضات.
وأضاف المسؤول إنه وفقا للخطة كان سيحتجز الفريق خاشقجي في مكان آمن خارج اسطنبول لبعض الوقت ثم يفرج عنه إذا رفض في نهاية الأمر العودة للسعودية.
وأضاف أن الأمور ساءت من البداية إذ أن الفريق تجاوز التعليمات ولجأ سريعا للعنف.
ووفقا لرواية الحكومة تم توجيه خاشقجي لمكتب القنصل العام حيث تحدث أحد أفراد الفريق ويدعى ماهر مطرب معه عن العودة للسعودية.
وقال المسؤول إن خاشقجي رفض وأبلغ مطرب أن شخصا ما ينتظره بالخارج وسيتصل بالسلطات التركية إذا لم يظهر خلال ساعة.
وكانت خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي قالت لرويترز إنه كان قد سلمها هاتفيه المحمولين وطلب منها أن تنتظره وتتصل بمساعد للرئيس التركي إذا لم يعد.
وداخل القنصلية، وفقا لرواية المسؤول، قال خاشقجي لمطرب “هذا الأمر مخالف للأعراف الدبلوماسية والأنظمة الدولية. ماذا ستفعلون بي هل لديكم نية لخطفي؟”
ورد مطرب “نعم سنخدرك وسنقوم باختطافك” وهو ما وصفه المسؤول بمحاولة تخويف تخالف هدف المهمة.
وعندما رفع خاشقجي صوته أصيب الفريق بذعر. ووفقا لرواية الحكومة حاولوا أن يسكتوه وكتموا أنفاسه.
وقال المسؤول “نتيجة إصرار جمال رفع صوته وإصراره مغادرة المكتب حاولوا تهدئته لكن تحول الأمر إلى عراك بينهم… ما اضطرهم لتقييد حركته وكتم نفسه”.
وأضاف “حاولوا أن يسكتوه لكنه مات. لم تكن هناك نية لقتله”.
في السياق، وبعدما صرح بأن التفسير الذي أعلنته السعودية بشأن كيفية وفاة الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصليتها بإسطنبول موثوق به، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس السبت لينتقد بشدة تفسيرات السعودية، ويتهمها بالكذب.
وانتقد ترامب، بشدة تفسيرات السعودية لوفاة الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، وذلك في تصريحات صحفية أدلى بها في وقت متأخر من أمس السبت، قائلا إنه “من الواضح أنه كان هناك خداع وكانت هناك أكاذيب”.
ورحب ترامب باحتمالية أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لم يأمر عملاء سعوديين بقتل جمال خاشقجي، قائلا: “لم يخبرني أحد أنه المسؤول، وكذلك لم يقل لي أحد أنه غير مسؤول، لم نتوصل إلى هذا الاستنتاج، وأنا أرحب بفكرة أنه ليس مسؤولا عن مقتل خاشقجي”.
(460)