“اتفاق الرياض” يتداعى: صحيفة “المراسل” تنشر تفاصيل المواجهات في عدن وأبين وتداعياتها المستمرة

المراسل | خاص :

دخل التوتر بين حكومة هادي و”المجلس الانتقالي” مستوى مرتفعا، خلال الأيام الماضية، وانعكس ذلك على المشهد الميداني في محافظتي أبين وعدن، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، على خلفية وصول تعزيزات جديدة لقوات حكومة هادي إلى أبين قادمة باتجاه عدن، في تأكيد على ما نشرته صحيفة “المراسل”  حول إعداد الإصلاح لألوية عسكرية لاجتياح الجنوب، الأمر الذي قابلع “الانتقالي” بتحشيد مقابل للمواجهة، وحصلت الصحيفة على معلومات خاصة حول تفاصيل الاشتباكات ومجريات التوتر الحاصل، والذي تضمن تهديدات سعودية بقصف مواقع لقوات حكومة هادي إذا لم تنسحب، وهو ما يثبت مجددا فشل “اتفاق الرياض” واتجاه طرفيه إلى جولة جديدة من الصراع الواسع.

مصادر مطلعة أبلغت صحيفة “المراسل” بأن اشتباكات عنيفة دارت في محافظة ابين، قبل ايام، بعد وصول قوات من “الحرس الرئاسي” إلى “شقرة” العميد الركن سعيد صالح بن معيلي كتعزيزات عسكرية متجهة إلى عدن، وهو ما يثبت صحة ما نشرته صحيفة المراسل” في عددها الأول من تجهيزات لألوية عسكرية بغرض اجتياح الجنوب.

وأوضحت المصادر أن “الانتقالي” قام بحشد قواته للتصدي لقوات حكومة هادي، وهكذا اندلعت الاشتباكات التي استمرت عدة أيام، ألقى خلالها طيران “التحالف” قنابل ضوئية في سماء “شقرة”، قبل أن تهدد السعودية حكومة هادي بقصف قواتها في عدة مواقع إذا لم تنسحب.

وحصلت صحيفة “المراسل” على وثيقة صادرة عن “رئيس فريق التنسيق والمتابعة” في عدن، اللواء أحمد علي مسعود وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن والشرطة بحكومة هادي، موجهة إلى “عمليات الرئاسة” بقوات هادي، جاء فيها ” أبلغنا قائد قوات التحالف (الوحدة 802 عدن) بأنه يتم سرعة عودة القوة التي وصلت يومنا هذا إلى شقرة إلى شرق مدينة شقرة خلال ساعة مالم سوف يتم ضربها”

وأبلغت مصادر مطلعة صحيفة المراسل بأن “التحالف” حدد عدة مواقع في كل من عدن وأبين، سيتم ضربها إذا لم تنسحب قوات حكومة هادي.

وبحسب المصادر التي أطلعت الصحيفة على تفاصيل الأحداث، فإنه كان من المفترض ارسال سرية واحدة من “اللواء الأول حماية رئاسية” إلى عدن لكن القوات التي وصلت كانت أكبر عددا وعتادا، وكانت تحوي عناصر من حزب الإصلاح ليسو من أفراد اللواء، وهو ما أكد على أن التعزيزات وصلت بنية اجتياح عدن، ليقابلها “الانتقالي” باستنفار.

وبالرغم من تهديدات “التحالف” إلا أن التوتر ما زال في أقصى حدوده، حيث علمت صحيفة “المراسل” أن دفعتين من تعزيزات “الانتقالي” وصلت إلى مشارف زنجبار، الجمعة الماضية،  تضم دبابات ومدرعات وأطقم وأسلحة متنوعة، وعددا كبيرا من الجنود، لمواجهة تعزيزات حكومة هادي في “شقرة”، وأوضحت المصادر أن تلك القوات وصلت من الضالع.

وأبلغت مصادر مطلعة صحيفة “المراسل” بأن قوات تابعة للانتقالي، بقيادة القيادي عبد الرحمن الشنيني  وقائد “كتائب قطاع جعار” حيدرة السيد، مسنودة بـ”اللواء الخامس دعم وإسناد” و “الكتيبة 3حزم”  و “ألوية الصاعقة” و “سرايا العمالقة” أعلنت الاستنفار والاستعداد على مشارف محافظة عدن لمواجهة قوات حزب الإصلاح القادمة.

في الوقت ذاته، أفادت مصادر الصحيفة في أبين، بأن قوات الاصلاح تحشد عناصر “القاعدة” في المحافظة، والتي جندها طوال الفترة السابقة القيادي “صالح الشاجري” المدعوم من “علي محسن” والذي نشرت “المراسل” سابقا معلومات تفيد بقيامه بتجميع عناصر متطرفة في معسكرات مستحدثة بالمحافظة.

وسرعان ما انتقل تأثير الصدام المحتدم بين الطرفين إلى محافظة عدن التي شهدت طوال الأيام الماضية تحليقا مكثفا لطيران “التحالف” الذي بدوره ألقى قنابل ضوئية في سماء المحافظة.

وفي هذا السياق أيضا شهدت عدن، أمس الأول، اشتباكات عنيفة بين قوات “الانتقالي” ومسلحين تابعين لحكومة هادي والإصلاح، وعلمت “المراسل” أن الانتقالي أرسل أكثر من 30 طقما عسكريا إلى منطقة المواجهات في مديرية البريقة التي يقع فيها مقر قيادة “التحالف”، الأمر الذي يشير إلى ارتفاع مستوى الاستنفار داخل المحافظة.

وجاء ذلك بالتزامن مع تصاعد موجة الاغتيالات داخل بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية، حيث تفيد المعلومات بأن أكثر من 10 حالا قتل واغتيال حدثت خلال أقل من اسبوع، كان آخرها اغتيال القيادي “محمد صالح الحيدري” نائب مدير ما يسمى “القوى البشرية للحزام الامني والدعم والاسناد” وذلك بالقرب من منزله في مديرية المنصورة.

كل هذه المعلومات تلتقي معا في نقطة واحدة تؤكد على أن “اتفاق الرياض” الموقع بين حكومة هادي و”الانتقالي” ينهار، وأن حزب الإصلاح لا زال يدفع بالمشهد نحو هدف السيطرة على الجنوب الذي طرد من معظم مناطقه، فيما تؤكد هذه المعلومات أيضا أن “الانتقالي” لن يتجاوز ذلك بشكل سلمي، وهو ما يعني جولة جديدة من الصراع توقعها مراقبون منذ وقت مبكر لإعلان التوقيع على “الاتفاق”.

(158)

الأقسام: الاخبار,المراسل العسكري,اهم الاخبار,عاجل

Tags: ,,,,,,,,,