لماذا اغتيل العميد عدنان الحمادي وهل كانت له اتصالات مع صنعاء؟

صحيفة المراسل | خاص :

في حادثة جديدة فضحت توسع حجم الانقسام الداخلي داخل صفوف قوات هادي، وانكشفت معها دلائل اختراق بالغ العمق لصالح قوات “صنعاء”، قتل منتصف الأسبوع الفائت، العميد “عدنان الحمادي” قائد “اللواء 35” التابع لقوات هادي في محافظة تعز، بعملية اغتيال، نفذها حزب الإصلاح الذي خاض خلافا كبيرا مع “الحمادي” على مدى الفترات الماضية، فيما علمت “المراسل” أن السبب الحقيقي لوصول ذلك الخلاف إلى حد “التصفية” هو أن الحمادي كان قد بدأ بالتواصل مع “صنعاء” وهو ما ألمح إليه نائب وزير خارجيتها حسين العزي مؤخرا.

الحمادي الذي يعتبر أحد أبرز القيادات العسكرية في صفوف قوات هادي بمحافظة تعز منذ بدء الحرب، اغتيل الاثنين الفائت، حيث تم إطلاق النار عليه بالقرب من منزله في “بني حماد”، ويقال أن شقيقه أصيب بجروح خطيره في العملية ذاتها.

وفيما كانت الأنباء لاتزال متضاربة حول مقتله، كان حزب الإصلاح هو الأسرع في تقديم رواية تقول إنه “قتل على يد شقيقه على إثر خلاف شخصي” وهي رواية سرعان ما انكشف زيفها بتصريحات مسؤولين في حكومة هادي على رأسهم، البرلماني سلطان البركاني، الذي كتب على “تويتر” يومها إن ما حدث هو عملية “اغتيال”، ليتم تأكيد ذلك بشكل رسمي بعد ذلك.

الاتهامات توجهت بشكل رئيسي حول حزب الإصلاح، وعززتها عدة دلائل، أبرزها الخلافات الكبيرة التي كانت بين الحزب وبين “الحمادي” حيث كانت الخلافات هذه قد شغلت حيزا كبير من مساحة الخلافات الداخلية التي شهدتها محافظة تعز بين أتباع التحالف على مدى الفترات الماضية، ووصلت إلى حد تعرض “الحمادي” لمحاولة اغتيال سابقة من قبل عناصر الاصلاح.

وفي هذا السياق، علمت “المراسل” من مصادر خاصة، إن الخلافات بين الاصلاح و”الحمادي” ارتفعت حدتها بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، ووصلت إلى حد تلقي “الحمادي” تهديدات من قبل اتباع الحزب، ولم تكن تلك التهديدات خفية، إذ رصدت الصحيفة أيضا نماذج من كتابات لنشطاء “إصلاحيين” عكفوا على “تشويه الحمادي، وتوعدوه بالقتل “قريبا” وكان ذلك قبل أكثر من شهرين، الأمر الذي يؤكد النية المبيتة من قبل الاصلاح لتصفية الحمادي.

وليس هذا فحسب، فحتى عبر وسائل الإعلام الموالية لحكومة هادي، كانت أصداء اغتيال “الحمادي” وردود الفعل حيالها، صريحة في اتهام سلطة الاصلاح في تعز، حيث رصدت “المراسل” تصريحات لمحللين ونشطاء عبر قناة “بلقيس” وجهوا فيها الاتهامات للاصلاح، و”علي محسن الأحمر” بالذات وبشكل صريح، وقال بعضهم بشكل ساخر “مبروك للإصلاح”.

لكن جانبا آخر من كواليس عملية الاغتيال انكشف، عندما أفادت مصادر عسكرية مطلعة لصحيفة “المراسل” بأن ثمة تواصلات كانت تجري مؤخرا بين “الحمادي” وبين “صنعاء”، وأن الاصلاح اكتشف ذلك فحسم موقفه على تصفية الحمادي بأي شكل من الأشكال.

هذه المعلومات عززها نائب وزير الخارجية بحكومة صنعاء، والقيادي في “انصار الله”، حسين العزي، الذي كتب معلقا على عملية الاغتيال واصفا إياها “بجريمة اغتيال سياسي ساذجة ومفضوحة” مضيفا: “لقد كان عدنان أشرس وأشد من قاتل ضدنا ومع ذلك أنا حزين عليه لأنه كان قد اكتشف محسن وهادي”

وأورد “العزي” في تغريدته على “تويتر” تصريحا وصفه بأنه “من أقوال الحمادي لبعض خاصته” جاء فيه :”إذا أردتم الصدق نحن نقاتل مع من يفترض أن نقاتلهم والحوثي أشرف منهم بل هو آخر قلاع الشرف اليمني وسينصره الله” وأضاف: “لذلك قتلوه” وهو ما يعتبر تلميحا واضحا على أن خط اتصال كان قد انفتح بين الحمادي وبين “صنعاء” وإن لم يكن بالشكل الكبير، وهو ما لا يستبعد، إذ يشهد نشاط تواصلات صنعاء مع قيادات في صفوف قوات هادي، تصاعدا ملحوظا، ينعكس على تزايد عدد “العائدين” من صفوف قوات هادي إلى صنعاء.

(411)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار,عاجل

Tags: ,,,,,