مستجدات المفاوضات السرّية بين الرياض وصنعاء وغريفيث يجهّز لمشاورات يمنية

صحيفة المراسل|خاص:

في الوقت الذي تستمر فيه المحادثات بين صنعاء والرياض لإنهاء الحرب في ظل أجواء إيجابية على الأقل من حيث خفض التصعيد والتصريحات الإيجايبة من الطرفين، يقوم المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بالتحضير لجولة جديدة من المشاورات بين الأطراف اليمنية في الكويت وهو ما قد يسهم بتعجيل الحلول بعد فصل الحرب السعودية على اليمن عن الخلاف السياسي بين الأطراف اليمنية وهو أيضاً ما يعيد التذكير بما صرح به المبعوث الأممي السابق جمال بن عمر من أن اليمنيين كانوا على بعد خطوة من الوصول إلى حل للأزمة السياسية لولا تدخل التحالف وإعلانه الحرب وقطع بذلك الطريق على التوصل إلى حل سياسي.

وعقب زيارته للعاصمة صنعاء ولقائه زعيم أنصار الله ورئيس المجلس الأعلى توجه المبعوث الأممي الأسبوع الماضي إلى الكويت وهناك التقى عدد من المسؤولين على خلفية إعلان الكويت استعدادها لاستضافة الأطراف اليمنية، حيث نقلت مختلف وكالات الانباء الدولية ووسائل الإعلام أن المبعوث الأممي اتفق مع المسؤولين في الكويت أن تستضيف الأخيرة جولة مشاورات بين الأطراف اليمنية مطلع يناير المقبل على أن يسبق هذه المشاورات وقفاً شاملاً لإطلاق النار ورفع الحصار وإعادة فتح مطار صنعاء.

وأوضح مصدر بوفد صنعاء المفاوض لـ”صحيفة المراسل” أن المبعوث الأممي هو من حدد يناير المقبل لجولة مشاورات جديدة كما فعل في العام الماضي عندما أعلن أنه سيعقد جولة مشاورات للحل السياسي الشامل في يناير الماضي بعد نجاح مفاوضات بناء الثقة في السويد، وبالتالي فإن الموعد الجديد ليس أكيداً إلى حد الآن.

وأكد المصدر ذاته أنه فيما يتعلق بأي مشاورات بين الأطراف اليمنية فإن صنعاء هذه المرة لن تنخرط فيها إلا في حال تم إعلان وقف العدوان ورفع الحصار وليس مجرد هدنة كما حدث في الجولات السابقة ولم يلتزم بها التحالف السعودي.

على الجانب الآخر كشفت مصادر مطلعة لـ”صحيفة المراسل” أن المحادثات مع الجانب السعودي ما تزال قائمة ومحافظة على نسقها الإيجابي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المشكلة تكمن في أن الرياض تحاول التوصل لاتفاقات لا يتم الإعلان عنها فيما يتعلق بالاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار ورفع الحصار فيما تصر صنعاء على ضرورة الإعلان لكي يكون ملزماً للسعودية وتحالفها أمام المجتمع الدولي بالإضافة إلى أن صنعاء ما تزال تتمسك بالوقف الشامل للحرب ورفع الحصار وترفض كل المحاولات السعودية لتجزئة الاتفاق وتقسيمه لمراحل متعددة.

وتخشى الرياض من أن ينفذ صبر صنعاء وتنهي مبادرة وقف استهداف السعودية ولذلك تخرج بين الحين والآخر وتعلن عن خطوات إيجابية كما فعلت عندما أعلنت إطلاق مجموعة من الأسرى والسماح بتسير رحلات علاجية عبر مطار صنعاء رغم أنها لم تطلق كافة العدد من الأسرى الذي أعلنت عنه ولم تبدأ الرحلات الجوية العلاجية، وكذلك تصدر الرياض تصريحات منتظمة تتضمن رسائل إيجابية نحو صنعاء.

ففي هذا السياق قال وزير الشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير في تصريحات أمس الأول إن ” الحل الوحيد في اليمن هو الحل السياسي” مشيراً إلى أن “هناك اجراءات بناء ثقة تمكن غريفيث من احرازها تتمثل في اعادة فتح مطار صنعاء وسمحت بوصول سفن الاغاثة الى الحديدة ومؤخرا اثمرت الافراج عن الاسرى”.

واعتبر الجبير أن ما سبق يعتبر خطوات إيجابية يمكن البناء عليها مضيفاً أن “هناك خفض ملحوظ وان لم يكن مكتملا لاستهداف السعودية بالصواريخ من قبل الحوثيين، بالمقابل هناك انخفاض كبير في الغارات الجوية من قبل التحالف” وهي أول إشارة من السعودية على قبولها بشروط صنعاء لاستمرار مبادرة الرئيس المشاط التي اشترطت وقف استهداف السعودية مقابل وقف الغارات، حيث سبق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وشقيقه خالد الترحيب بتلك المبادرة دون الإعلان عن التزامهم بشرط وقف الغارات على اليمن.

وأضاف الجبير أنه يعتقد انه متى ما كانت هناك نية حقيقية للسلام فسيكون هناك امكانية للمضي قدما نحو ايجاد تسوية.

وواصل الجبير رسائله الإيجابية لأنصار الله عندما قال إن “اليمن دولة جارة لنا ولليمنيين روابط عائلية وقبلية مع المملكة،و الحوثيين انفسهم اراضيهم محادة للسعودية ونريد الحصول على افضل العلاقات مع كل اليمنيين بمن فيهم الحوثيين، كما نريد انهاء هذه الحرب لنتمكن من بدء عملية اعادة الاعمار والبناء في اليمن”.

وكان وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي أعلن أن السعودية لديها الرغبة للتفاوض مع الحوثيين لإنهاء الحرب وأن الحوثيين أيضاً يرغبون في ذلك، فيما كانت مصادر دبلوماسية أكدت لـ”صحيفة المراسل” أن الكويت التي كانت تشترط لاستضافة الأطراف اليمنية أن تكون الاستضافة للتوقيع على الحل وليس للتفاوض، عادت وأعلنت رغبتها باستضافة اليمنيين بعدما حصلت على تأكيد من السعودية بأنها تريد وقف الحرب فعلاً.

(447)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار,عاجل

Tags: ,,,,,,