قتلى وجرحى باشتباكات عنيفة وتوتر ينذر بتوسع المواجهات: حربٌ بين اتباع التحالف في “الخوخة”: لا أحد يريد “طارق عفاش” قائدا

المراسل| خاص

تزايد حجم الخلافات الداخلية بين وكلاء التحالف السعودي الإماراتي في جبهة الساحل الغربي خلال الأيام الماضية، وأفضى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة أوقعت عددا من القتلى والجرحى في صفوفهم، وسط توقعات بتوسع رقعة الصراع في ظل استمرار التوتر الذي تعود جذوره لصدامات مستمرة منذ فترة.

في التفاصيل، أفادت مصادر ميدانية لصحيفة “المراسل” بأن الخلاف القائم بين ما يسمى “المقاومة التهامية” و”طارق عفاش” في الساحل الغربي، صعد إلى ذروة جديدة قبل أيام، عندما قتل وأصيب عدد من عناصر قوات “حراس الجمهورية” التابعة لطارق في كمين مسلح بمدينة الخوخة الساحلية.

واتهمت قوات طارق عفاش نجل قائد اللواء الثاني في “المقاومة التهامية” (اللواء أحمد الكوكباني) بتنفيذ الكمين، في إطار الصراع المتواصل الذي يخوضه الطرفان داخل جبهة الساحل الغربي، ووصفت قوات طارق خصومها بأنهم “إرهابيون” وتوعدت بالقضاء عليهم، فيما وصفت “التهامية” اتباع طارق بأنهم “عبيد للإمارات” ودعت للانتفاضة ضدهم.

وخاض الطرفان مواجهات عنيفة على خلفية الكمين وتبادل الاتهامات، وأوضحت مصادر مطلعة لصحيفة “المراسل” أن عددا من القتلى والجرحى سقطوا خلال تلك المواجهات.
وتقول المعلومات إن قوات “المقاومة التهامية” قامت بمحاصرة “معسكر أبو موسى الأشعري” التابع لأحد ألوية قوات طارق عفاش، وخاضت اشتباكات عنيفة من أجل اقتحامه.

حدث ذلك قبل أن يلجأ الطرفين إلى “تحكيم” تم خلاله تسليم نجل “الكوكباني” إلى محافظ محافظة الحديدة التابع لحكومة هادي، فيما تحدثت أنباء أخرى أنه تم تسليم نجل الكوكباني لحمدي شكري “قائد اللواء الثاني عمالقة”، وكان الهدف من ذلك طلب الطرف الآخر للتحقيق في الواقعة.

لكن التحكيم فشل، إذ أبلغت مصادر ميدانية صحيفة “المراسل” بأن المواجهات تجددت، أمس السبت، بين الطرفين، جوار سوق القات بمدينة الخوخة، وأسفرت عن إصابة شخصين (مدنيين)، ولا زال التوتر يسود المنطقة.
الاشتباكات الجديدة صعدت من لهجة الوعيد لدى الطرفين، منذرة بتوسع المواجهات، حيث أفادت مصادر الصحيفة بأن التوتر لا زال يسود المنطقة.

ويأتي الصدام الأخير بين “المقاومة التهامية” وقوات طارق عفاش، امتدادا لصراع غير جديد يخوضه الطرفان للسيطرة على “الخوخة” التي كانت الإمارات قد حاولت أن تمكن طارق من السيطرة عليها بشكل كامل، إلا أن “الكوكباني” رفض ذلك.

وتحتل “الخوخة” موقعا خاصا في خريطة الصراع بين وكلاء التحالف في الساحل الغربي، كونها تتبع محافظة تعز التي يخشى “الإصلاح” أن يتوغل النفوذ الإماراتي فيها.

كما يأتي الصراع بين قوات طارق عفاش وقوات المقاومة التهامية، في إطار صراعات عديدة يخوضها الأول مع بقية اتباع التحالف في جبهة الساحل الغربي بشكل عام، وعلى رأسهم قوات ما يسمى “العمالقة” التي رفضت مؤخرا أن تكون تحت قيادة طارق عفاش وهددت بالانسحاب من الجبهة إذا حاول التحالف أن يفرض ذلك.

ويعاني “طارق عفاش” تشتتا وتراجعا كبيرا في جبهة الساحل الغربي، حيث يحاول يائسا أن يتزعم المشهد هناك كقائد عام للمليشيات التابعة للتحالف، إلا أن تلك المحاولات تنتهي إلى خلق صراعات جديدة بينه وبين بقية الفصائل المتواجدة هناك.

 

 

(222)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,المراسل العسكري,اهم الاخبار