بعد اكتمال سيطرة قوات صنعاء على “الجوف”.. “الإصلاح” يخوض آخر معاركه في الجبهة الشرقية

المراسل | خاص

لا زال مأزق قوات هادي وحزب الإصلاح في محافظة مأرب يزداد سوءا في ظل استمرار قوات صنعاء بتضييق الخناق عليهم من أكثر من جهة، وخاصة بعد الإعلان عن اكتمال السيطرة على محافظة الجوف التي باتت حدودها الجنوبية تمثل بوابة عريضة مفتوحة باتجاه مأرب، الأمر الذي يقلل فرص نجاة “الإصلاح” إلى أدنى حد، حيث بات يواجه طوقا ناريا عصيا على الاختراق.

قبل أيام أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء عن اكتمال السيطرة على محافظة الجوف بنسبة تزيد على 95%، كاشفا عن سقوط أكثر من 1200 قتيل من قوات هادي وحزب الإصلاح في “المرحلة الأخيرة” من عملية السيطرة على المحافظة والتي سميت بعملية “فأمكن منهم”.

الواقع أن خسارة قوات هادي وحزب الإصلاح لمحافظة الجوف كانت قد حسمت عند سقوط “الحزم” التي كانت آخر معاقلهم الرئيسية داخل المحافظة، أما المرحلة التي كشفها ناطق قوات صنعاء فقد كان تأثيرها الاستراتيجي مرتبط بمعركة مأرب، إذ تركزت عمليات هذه المرحلة على المناطق التي تحد محافظة مأرب من جهة الشمال، وأبرزها “معسكر اللبنات” الذي وصفه “سريع” نفسه بانه “مفتاح” لدخول مأرب.

تعودت صنعاء عدم الكشف عن تفاصيل عملياتها إلا بعد تأمين المواقع التي تسيطر عليها بشكل كامل، ولهذا فقد حمل الإعلان عن اكتمال السيطرة على الجوف، رسالة واضحة بأن تمدد قوات صنعاء على الحدود الشمالية لمأرب قد بات مؤمنا.

هكذا باتت مأرب وحيدة في الجبهة الشرقية، الأمر الذي ينذر بعملية عسكرية قد تطلقها قوات صنعاء لاستكمال تحريرها، وهو ما بدت ملامحه من خلال تهديد “العميد يحيى سريع” بـ”خيارات استراتيجية للرد على التصعيد الجاري في مأرب”.

وعلى ضوء ذلك يمكن القول إن قوات السيطرة على “نهم” و”الجوف” كانت تمهيدا ناجحا من قبل قوات صنعاء لعزل حزب الإصلاح في مأرب ومحاصرته في آخر معاقله الرئيسية بالشكل الذي يجعل خسارته أمرا محتوما، وهو الأمر الذي تؤيده مسارات تقدم قوات صنعاء داخل مأرب حاليا.

هذا أيضا ما تؤكده الحالة التي يعيشها حزب الإصلاح هذه الفترة داخل مأرب، والتي تعبر بشكل واضح عن رعب كبير.

ومؤخرا أفادت مصادر ميدانية بأن قوات الإصلاح وجهت بتجنيد النازحين المتواجدين حول مدينة مأرب للدفع بهم نحو الجبهات، الأمر الذي يؤكد أن “الإصلاح” لم يعد قادرا على مواكبة تمدد سيطرة قوات صنعاء في الجبهات الشرقية والشمالية للمحافظة.

(63)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار