“المراسل” تعيد نشر كتاب “رحلة خلف القضبان” للمعتقل المحرر  “أمير الدين جحاف”.. مغتربون وحجاج واكاديميون ومرضى .. وجواسيس  (الحلقة 12)

المراسل | كتاب

في العام 2016، انطلق الطالب “أمير الدين جحاف” من صنعاء قاصدا الوصول إلى جمهورية مصر العربية لإكمال دراسة الطب، لكن الرحلة لم تكتمل، فعلى حدود مدينة مأرب قامت قوات حكومة هادي باعتقاله تعسفا، وزجت به في المعتقلات لأكثر من عامين، بدون أي وجه حق، ولم يكن الوحيد الذي تعرض لهذه الجريمة، كما لم يكن الاعتقال التعسفي هو الجريمة الوحيدة التي تعرضوا لها.

عقب خروجه في صفقة تبادل، كتب جحاف كتاب “رحلة خلف القضبان” موثقا فيه شهادته عن ما رآه وعايشه وعانى منه داخل سجون “مأرب” طيلة تلك الفترة، وما رواه في هذا الكتاب لم يكن بما حواه من فضائح و فضائع مجرد انطباعات أو حتى سردا لتجربة شخصية منفصلة، بل مثل وثيقة تاريخية تدين سلطة كاملة كان نظام حكمها “الوحشية” ودستورها “السادية” واستمدت “شرعيتها” من كل ما يمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان.

 

ونظرا لأهميته كشهادة هي الأوفى تفاصيلًا عن ذلك المسرح الدموي الذي لم تستطع أضواء الإعلام حتى الآن أن تبدد العتمة التي تغلفه، تعيد صحيفة “المراسل” نشر هذا الكتاب ضمن صفحاتها على عدة حلقات.. وفيما يلي الحلقة الثانية عشرة:

 

الفوضى والحظ السيئ

ومن بعض الطرائف التي حصلت في طريقة السجن، لأحد السجناء يدعى بسام السماوي، من أبناء عتمة محافظة ذمار كان يعمل كـ”جندي” في ألوية  الحرس الجمهوري، وبعد هيكلة الجيش تم تحويله  ليعمل في السجن المركزي بصنعاء وكان يعمل كشاوش وهو ليس ملثم، فكان هناك من المسجونين من خرجوا وأصبحوا في مارب كجنود وقيادات تابعة لهم، فعند توقف المرتبات ترك بسام السماوي العمل بالسجن، وذهب إلى مدينة مارب ليعمل كبائع قات، أستمر لفترة وعندما شاهده أحد السجناء السابقين في السجن المركزي قام بالإبلاغ عنه واقتياده لسجن المحكمة، ومكث في السجن ثلاثة شهور وخرج، ويوم خروجه كان ذاهباً لتناول الغداء، وإذا به يلتقي بشخص آخر كان في السجن المركزي بصنعاء فقام بالإبلاغ عنه واقتياده مره أخرى وإعادته إلى سجن المحكمة حتى تم تحويله إلى سجن الأمن السياسي.

المغتربون

أما عن المغتربين الذين يتركون أقاربهم، ويتجرعون مرارة الغربة من أجل إعالة أسرهم، فإنهم مثل غيرهم تعرضوا للسجن وقطع الأرزاق منهم:

*عادل الوشلي من أبناء محافظة حجة مديرية مبين، يتيم الأب والأم متزوج وله طفلتان، طفلته الأخيرة لم يرها بسبب السجن.

يعمل عادل ليلاً ونهاراً في مزارع السعودية من أجل إطعام أسرته، بعد أن عاد لليمن وقضى إجازته، قرر العودة للعمل واثناء مروره بمارب تم اختطافه وسجنه.

*حمود أبو دنيا من أبناء محافظة حجة مديرية مبين، قرر الاغتراب بالسعودية من أجل تحسين وضع أسرته المادي وعند وصوله مارب تم سجنه.

*عبدالملك النهاري من محافظة ذمار مديرية وصاب، صاحب القصة المأساوية مغترب بالسعودية ويسكن بمدينة جدة يعيش بها منذ طفولته، لا يعرف اليمن سوى في الإجازات، كان عائداً لليمن لزيارة أقاربه ومعه ولده الصغير(7-8) سنوات، وتم سجنه مع ولده الصغير لأيام، ومن ثم تم الإفراج عن ولده وتسليمه لأحد أقاربه بمارب، وبقي هو بالسجن لا يعرف شيئاً عن وضع اليمن وإلى أين ستأخذه الأيام بالسجن بعد تلقيه أساليب مروعة من التعذيب منها أنهم كانوا يضعون على جسده ما يشبه الثعبان وهو مغطى العينين حتى كان يغمى عليه من الخوف وأسوأ أنواع السخرية والازدراء التي لم يكن يتخيلها.

*عز الدين الشجاف شاب من أبناء محافظة المحويت مديرية ملحان، مغترب بالسعودية دخل بطريقة التهريب للبحث عن رزقه، وعندما توفر له مبلغ عاد لليمن ليدخل مرة أخرى إلى السعودية بطريقه شرعية بالفيزا، فتم القبض عليه ووضعه بالسجن معنا وتعرض للإهانات.

*مصطفى علي المطري من أبناء محافظة صنعاء مديرية بني مطر، والدته من مصر، قرر الذهاب لزيارة أخواله والعمل لديهم، عند وصوله إلى مارب تم القبض عليه وإيداعه في السجن، ولم يفرجوا عنه إلا بعملية تبادل.

*محمد الديلمي من أبناء محافظة صنعاء منطقة بني حشيش، مغترب بالسعودية منذ سنين ولديه محل تجاري هناك تم سجنه أيضاً معنا.

والعديد من المغتربين الذين يعيلون أسرهم ممن تم ذكرهم سابقاً، وممن لم نتعرف عليهم بالسجن كانوا متواجدين معنا.

زوار بيت الله

زوار بيت الله الحرام ايضاً لم يسلموا من هذه الأفعال المشينة، فقد تم اختطافهم وسجنهم وتلقوا التعذيب بالسجون.

*الشيخ محمد المندي المطري من محافظة صنعاء مديرية بني مطر الذي ذكرت قصته سابقاً.

*وكما اخبرونا عن قصة عبدالغني شرف جحاف من أبناء محافظة حجة مديرية مبين، عالم زيدي ليس له أي انتماء سياسي هكذا يعرفه أبناء منطقته، قرر الذهاب لزيارة بيت الله الحرام برفقة عدد من النساء منهن زوجته ووالدة أحد أبناء مديرية مبين المتواجد بمارب، وعند عودته من بيت الله الحرام اثناء عبوره من مارب تم اختطافه وسجنه دون مراعاة حرمة النساء معه وحرمة الطريق المسبلة، لم يكن في حسبان عبدالغني أن من اختطفوه بتلك الطريقه تجردوا من القيم والأعراف.

*خالد عبدالله جحاف من أبناء محافظة حجة مديرية مبين، اختطف وهو برفقه ابن عمه عبدالغني جحاف عائدين من بيت الله الحرام.

وأخبرونا لاحقاً أنه تم اختطاف العلامة/ يحيى الديلمي أحد علماء الزيدية، وخطيب جامع النهرين بصنعاء القديمة، وتم إيداعه في زنزانة انفرادية بالأمن السياسي دون تقدير لعمره.

*فؤاد فاخر  الذي تم سجنه برفقة العلامة يحيى الديلمي اثناء عودتهم من الحج.

*علي الصوفي في الستينيات من عمره، من محافظة المحويت يسكن بصنعاء، ذهب للعمرة وعند عودته مع زوجته وابنته، قاموا بإختطافه وسجنه.

حتى الأوفياء معهم لم يسلموا

أخبرني بعض الأسرى عند خروجي، أن أحد الضباط التابعين لهم بجبهة قانية بعد سجنه معهم في سجن الصالح وتفاجئه واستغرابه من المعاملة، أنتحر وبعدها أتت لجنة للتحقيق في هذا الشيء.

*أحمد الدغبشي، من مديرية حفاش محافظة المحويت  أحد الأوفياء معهم منذ 2011 م، شارك في معارك الغيل قبل 2015 م، كان ضابطاً في إحدى الكتائب بالجوف بعد 2016 م، ومن المقربين لأمين الوايلي قائد المنطقة بالجوف، قام باستقطاب أحد أصدقائه للتجنيد لديه، الذي قتل بعد فترة أحد الجنود وسرق سلاحه وسيارته (حسب كلام أحمد الدغبشي)، وتم اتهام أحمد بهذا الشي وسجنه، كانت أم أحمد لها فضل كبير على السجناء فبحكم عمل عمه محمد الدغبشي (أمين عام للتجمع اليمني للإصلاح بالحديدة)  ومكانة أحمد، كانت تدخل له الأكل المنزلي وكنا نأكل معه، وكان السجناء يستبشرون بطعام أمه ويفرحون كثيراً، وذلك بسبب الأكل السيئ جداً بالسجن، وبعد نقل أحمد الدغبشي أوقفوا إدخال الأكل لمن كانوا يحصلون على زيارات.

*هاشم الذهب ساكن بمارب، وجندي بالأمن المركزي بمارب، تعرض للسجن والضرب والتعذيب الذي حصل بعد فترة من قبل عديمي الإنسانية لم يشفع له أنه معهم.

*عبدالله ريشان، من الجوف منطقة برط، جندي مناضل معهم، حارب في عدة جبهات حتى فقد إحدى رجليه، وكان لديه رجل صناعية عانى الكثير معنا كونه جريحا، تم سجنه لأكثر من سنة بتهمة أنه سرق طقما من الجبهة مع عيال عمه، كان يقول لهم: ألا يكفي أني أعطيتكم في الجبهات أغلى ما أملك؟  فأنا أقاتل معكم منذ 2011م في جبهات عدة جبهة كتاف وجبهات الشرعية ألا يكفي؟ ولكن دون جدوى.

*طه حمود إسكندر من أبناء محافظة إب  مديرية حزم العدين، كان يعمل في جلب السواك من وادي حريب ويبيعه للسعودية  في فترات المواسم.

من المنتمين المتشددين للإصلاح، منذ نعومة أظافره وهو يتربى على أيديهم، شارك معهم بأنشطة وأعمال كثيرة جداً تابعة للحزب، وقد جند لهم العديد من الأشخاص، وعمل كمنسق إعلامي ومسؤول حلقات التنظيم بمديرية الحزم وعضو لجنة الإشراف التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة إب، كان زملاؤه قد أصبحوا قيادات مقربة من الصف الأول، ذات يوم مكث بأحد الفنادق بمارب، وبعد ساعات جاء لاعتقاله بعض الجنود و أوصلوه لإدارة الأمن، و كان رد المناوب أن هذا ليس المطلوب بالقبض عليه.

فقال  الجندي للمناوب : قد اسمه وصل عليك استلامه، فادخلوه السجن. كان مطمئناً كثيراً بأنه سيخرج، بعدها قاموا بتحويله إلى الأمن السياسي، وكان يستغرب من المعاملة ويقول مستحيل أن هذا السجن تابع للإصلاح هذا تابع لجهة أخرى، فنحن لم نترب على هذه الأشياء منذ أن درست بالمعاهد، مكث فترة طويلة وتعرض للتعذيب الشديد والضرب المبرح والحصار من التبرز والتبول(سأتحدث عنه لاحقاً)، وبعد سنة وشهر أطلق سراحه وغادر مارب عائداً إلى صنعاء.

عند خروجه اعتذروا له واعتبروها غلطة، تحت مبرر أن هذه المرحلة  مرحلة حرب وتتطلب تضحية.

أجابهم كيف مرحلة حرب خذوا إجراءاتكم بسجني لشهر، شهر ونصف، ولكن أكثر من سنة كيف هذا؟

غادر هارباً من مارب، بعد أن انكشفت له الحقيقة وتألم على السنين التي افناها بخدمة حزبه.

كانوا قد احتجزوا لفترة أحد المنتمين لأصحاب الدعوة من المحويت مديرية ملحان، يدعى توفيق، كان مسافراً إلى باكستان للدعوة تم سجنه معنا بتهمة أنه شارك بدورة ثقافية بالمحويت.

*وعن محمد صالح الرداعي، الذي ذهب برفقة محمد العواضي جميعهم من محافظة البيضاء، حيث محمد الرداعي يعتبر جنديا تابعا لهم بجبهة قانية وولد عمه قائد أيضاً، طلب محمد العواضي المساعدة من محمد الرداعي للذهاب معه إلى مارب، للبحث عن زوج أخته المختفي لأكثر من خمسة أيام، وعند وصولهم إلى مارب والبدء بالسؤال عن زوج أخت العواضي تم إدخالهم السجن معنا.

* وكما عرفنا من البعض عن الملازم ضيف الله هرشل من أبناء منطقة مراد محافظة مارب، جندي تابع للشرعية تم اختطافه وتعذيبه بسجن الاستخبارات بمارب حتى توفى جرأء التعذيب الوحشي.

المرضى

*عبدالكريم العفيري من أبناء محافظه ذمار في الثلاثينيات من عمره يعمل جندياً في قوات النجدة في حضرموت منذ سنين، وهو يستلم راتبه كونه يعاني من مرض مزمن وهو الصرع وتنتابه نوبات شديدة تؤدي في حالات إلى غيبوبته وهو في العادة يعاني من عجز في النطق، تم سجنه معنا لفترة دون مراعاة لحالته التي كانت تزداد سوءاً.

*عبدالمجيد مبارك الرازحي من أبناء محافظة صعدة مديرية رازح، أحد ضحايا طيران التحالف تم نقله والتكفل بعلاجه عن طريق منظمة أطباء بلا حدود للسفر إلى الأردن للعلاج، كانت قدمه بدأت تضمر وجسمه متأثر بحروق، سافر الأردن على نفقة المنظمة، وعند العودة تم القبض عليه في مارب بتهمة أنه من صعدة ولم تستطع المنظمة أن تصنع له شيئاً ([1]).

*خالد العميسي من محافظة إب موظف بمصلحة الجمارك، يعاني من مرض تجلط في الدم ويستخدم حُقنا ً كانت بحوزته كل شهر حقنة، ويعاني من فتاق في بطنه تم سجنه لفترة معنا.

*وأحد جرحى جريمة الصالة الكبرى بصنعاء، كان ضابط بالحرس اسمه محمد البلبول من أبناء محافظة ذمار مديرية آنس، تعرض لكسور وجروح وتم نقله عبر طائرة من صنعاء للعلاج بسلطنة عمان، وعند الانتهاء من العلاج بعمان، قرر العودة لليمن، وتم القبض عليه وهو مريض وتعرض للضرب و الاهانات والسجن الانفرادي.

الأكاديميون

*الدكتور خليل الخطيب من أبناء محافظة إب يعمل في وزارة التعليم العالي، تم سجنه معنا بسبب لقبه وهو متجه إلى القاهرة.

*عثمان العنسي من أبناء محافظة ذمار، مسافر لدراسة القضاء العسكري بالأردن، تم سجنه معنا. وغيرهم ممن سبق ذكرهم، وأشخاص لم نتعرف عليهم بالسجن.

 

مسرحية الخروج

ذات يوم وبالتحديد بعد أحداث 2 ديسمبر بصنعاء، جاء أحدهم يدعى أبو إبراهيم كان يعمل كمحقق، لكنته من عدن، إلى نافذة السجن وتجمع الناس من حوله (وفتش عن لثمته) وقال: هذا دليل على صدق النوايا -عندما فتش عن لثمته- سيتم إخراجكم جميعاً حتى المتشددين من الحوثيين سنخرجهم ماعدا من شاركوا في الجبهات وهذا الكلام أنا مسؤول عنه فنحن كلنا يمنيون، وقال أن الحرب أوشكت على الانتهاء. بدأ الجميع بالفرح والبعض بالبكاء من بشارة أبو إبراهيم، وفتحت الأبواب وتجمعوا حول النافذة وبدأ كل شخص يتحدث وهل انا سأخرج ومن أجابه نعم يفرح، تقدم أحد السجناء (توفيق رياش) الصيدلي باتجاه النافذة وسأله: هل سأخرج أنا مع العفو؟

اخبره :لا، أنت مطلوب منك بديل وبدأ بالانهيار والبكاء

وكان الحاج علي أحمد العنسي، يبكي من الفرح بأنه سيخرج.

قلت فلأجرب حظي  وأسمع الرد عني.

وصلت إليه أخبرته: أنا أمير الدين جحاف

قال: أعرفك جيداً أنت في ذمة والدك لن تخرج من هنا، عرفت المغزى من هذه الدراما التي صنعوها بانها نوع من الحرب النفسية وبقي الجميع ينتظر متى سيغادر ولم يغادر أحد بعد أشهر.

 

بعض أساليب تضييق الخناق

خلال تلك المرحلة بدأ أبو عياش بزراعة جواسيس له بين السجناء ورفع تقارير على زملائهم من قبل ضعيفي النفوس، فتخيلوا أنه حتى قراءة القران كان البعض يتجنب القراءة بعد صلاة الفجر لأن من يقرأه بعد الفجر يتم الرفع به بأنه يطبق برنامج انصارالله، وسيتم إدخاله في قائمة سوداء في التعامل والضرب، لم أعد أتحدث عن حرية التعبد كالإسبال في الصلاة، وقراءة آية الكرسي التي منعت بهذا السجن والسابق (المعهد الصالح)، فقد تعرض الأسرى للضرب ذات مرة بسجن معهد الصالح بسبب آية الكرسي وقالوا بأنها زوملة.

في يوم من الأيام بدأ السجناء بالأمن السياسي بترديد الصلاة الإبراهيمية بعد صلاه الجمعة، فأتى أبو عياش وكان يصرخ : أوقفوا هذه المهزلة  وبدأ بالشتم. في رمضان كان التركيز على صلاة التراويح وشكلياتها، فكانوا يأمرونا إجباراً بالخروج من الزنازين لصلاة التراويح بالصالة، ومن لم يخرج فكان يتعرض للضرب بالعصا، وكان يتجول العسكر حول نوافذ الزنازين لسماع هل هناك أحد بالغرف لم يخرج لصلاة التراويح. لا يعرف هؤلاء بأن الدين هو المعاملة قبل كل شيء وليس شكليات وفرض بالقوة.

 

زيارة مفاجئة

قبل رمضان تقريباً بشهرين قاموا بمناداتي أنا وعبد الغني جحاف وخالد جحاف ومحمد حمزة، ظننا أنه خروج، ربطوا على أعيننا وخرجنا مشياً على الأقدام ونحن ندوس الرملة، لا نعرف إلى أين نسير متمسكين ببعضنا كقطار، رؤوسنا منحنية والجنود من حولنا، وكأنها لقطة من لقطات سجون غوانتنامو التي كانت تبث في القنوات، وصلنا إلى غرفة وسمح لنا برفع الغطاء عن أعيننا، أنتظرنا قليلاً، وإذا بشخص دخل يدعى عزيز الحمدي من مديرية مبين أتى لزيارتنا.

وبدأ بالقول: بأننا سنخرج قريباً بعد تسعة أيام وأن البدلاء جاهزون، وطلب مني بديل لقبه الردوة.

قال الحمدي: أنه هرب من الحوثيين بعد 2 ديسمبر.

سألته: عن والدي؟ وعن أحواله؟

قال: ان والدي مكث مع والده وساعد في علاجه عندما كان مرقداً بالمشفى، إلى إن توفي ولن ينسى هذا الجميل لوالدي، أخبرني أن بديلي تقريباً جاهز وسنخرج الأربعة، مرت الأيام وبعد أسبوعين غادر عبدالغني  جحاف فقط، ولم يتحقق شيئاً  مما قاله.

 

[1]) ملاحق الكتاب – الوثائق صـ 174 – 175

 

(201)

الأقسام: صحافة وترجمات