التحالف اليائس: صنعاء ترد بقسوة على السفير البريطاني

المراسل|متابعات:

فيما راهن التحالف السعودي وقوات الإصلاح على الضغوط الدولية وتشديد الحصار بشكل غير مسبوق لإجبار قوات صنعاء على وقف معركة مأرب، وهي الدعوة التي كررها السفير البريطاني بشكل مباشر في مناسبتين خلال الأسبوعين الأخيرين، بالإضافة إلى تكثيف الغارات على طول وتعمد استهداف المنازل وسيارات المسافرين لرفع الكلفة البشرية، غير أن هذا لم يأتي بأي نتيجة حيث مضت قوات صنعاء في مسارها وتحقق فيه نجاحات أكثر مما كان متوقعا، الأمر الذي دفع الرياض إلى الاعتقاد بأن موقف الإمارات من الإصلاح من أهم أسباب تراجع الأخير في مأرب ومحاولة إقناعها بالوقوف إلى جانبها في هذه المعركة، وفق ما أكدت مصادر يمنية في الرياض لـ”صحيفة المراسل” عقب لقاء جمع بين قائد قوات التحالف السعودي المعين حديثاً وقائد القوات البرية الإماراتي أمس السبت في الرياض.

وبثت قناة الإخبارية السعودية تقرير حول لقاء الفريق الركن مطلق الأزيمع قائد قوات التحالف السعودي مع نائبه الإماراتي وقائد القوات البرية الاماراتية اللواء الركن صالح العامري مشيرة إلى أن اللقاء استعرض  سير العمليات العسكرية لدعم ما وصفته “الجيش اليمني الوطني” والجهود المشتركة المبذولة في العمليات الجارية لقوات تحالف دعم “الشرعية” في اليمن بحسب وصف القناة السعودية.

وفيما وصف اللقاء السعودي الإماراتي بأنه اجتماع متأخر للبكاء على أطلال مأرب، فإن الوصف انطبق أيضاً على تكرار السفير البريطاني مايكل آرون دعوته المستفزة لوقف معركة مأرب وقوبل برد قوي من قبل صنعاء.

حيث أعلن السفير البريطاني أنه التقى عبر دائرة تلفزيونية مع سلطان البركاني وأنهما اتفقا على عدة نقط أوردها السفير السعودي على النحو التالي:

“- تنفيذ اتفاق الرياض في أسرع وقت ممكن

– إنهاء هجوم الحوثيين على مأرب، الذي أدى إلى فقدان الأرواح غير مبررة

– دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة بشكل كامل للتوصل إلى اتفاق بشأن الإعلان المشترك”. بحسب قول السفير البريطاني.

وتأكيداً على أن الاستسلام للضغوط والحصار غير وارد في حساب صنعاء ومضي الأخيرة في معركة مأرب، جاء رد رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام على كلام السفير البريطاني قاسياً بالشكل الذي يؤكد تمسك صنعاء بقرار تحرير مأرب في ظل رفض الإصلاح للمبادرة التي طرحتها صنعاء لتجنب الحرب.

وقال عبدالسلام “طالعنا السفير البريطاني كعادته بإصدار التوجيهات ورسم السياسات على بلد مستقل اسمه الجمهورية اليمنية غير مدرك ان من يلقاهم من المرتزقة والخونة باتوا لا يمثلون حتى انفسهم فهم تارة هنا وتارة هناك يتبعون المال والاهواء ويبيعون البلد ومقدراته وخيراته لكل من هب ودب ولم يعد لهم أي صلة بالشعب اليمني العظيم”.

وأضاف عبدالسلام قائلاً “إن الشعب اليمني لا يقبل الوصاية والتدخل السافر في شئونه أو اصدار التوجيهات والتعليمات في قضاياه وخصوصياته من أي طرف كان وما الزعيق الذي يبديه البريطاني والامريكي إلا تعبيرا صريحا عن فشل العدوان والحصار على اليمن في تحقيق أي من تلك الأهداف الاجرامية والتي كان من ابرزها ان يُحكَم اليمن من السفارات وضباط المخابرات الأجنبية”.

وأك رئيس الوفد المفاوض أن “العالم يعرف ان العدوان والحصار على اليمن قرار امريكي بريطاني تنفذه ادواتهم كالسعودية والامارات وهم من يفرض حظرا شاملا أعلنوا عنه في اول أيام العدوان وما زال برا وبحرا وجوا وأننا من نطالب بإيقاف العدوان وفك الحصار منذ اول لحظة ” بحسب قوله.

في الوقت ذاته جدد عبدالسلام موقف صنعاء “الداعي الى سرعة إيقاف الحرب عبر وقف شامل لإطلاق النار برا وبحرا وجوا وكافة الاعمال العسكرية والاستطلاعية والمخابراتية وإنهاءً كاملاً للحصار براً وبحراً وجواً ثم السماح للحل السياسي بأن يأخذ مجراه الطبيعي دون تهديد بالحرب او الحصار او بأي وسيلة من وسائل العدوان الاقتصادية والإنسانية “.

ويمكن القول إنه ورغم الحصار الاقتصادي غير المسبوق فإن صنعاء ترفض الاستسلام لتلك الضغوط من موقف قوة ميدانية وسياسية وقناعة بأن حسم معركة مأرب أهم مفتاح لإنهاء الحرب على اليمن التي تقترب أيامها من الوصول إلى ألفيتها الثانية.

(16)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار