المراسل|خاص:
“قرار تحرير مأرب قرار وطني سيادي والشعب اليمني يرفض بأشد العبارات التدخل في شؤونه الداخلية” بهذه العبارة لخص اللواء عبدالله الحاكم رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، موقف صنعاء المتجدد من الضغوط الدولية الرامية لوقف تقدم قوات صنعاء نحو مدينة مأرب آخر معاقل قوات الإصلاح وهادي شمالي اليمن، ولأن العبارة جاءت من رجل له ثقل عسكري كبير وقبلها جاء تأكيد رئيس المجلس الأعلى مهدي المشاط عشية 21 سبتمبر بأنه لا تراجع عن تحرير مأرب إلا في حال قبل الإصلاح بالمبادرة التي أطلقها زعيم أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي والتي احتوت تسع نقاط أبلغها للمبعوث الأممي مارتن غريفيث كرد على مساعيه لوقف المعركة.
وعلى الرغم من تراجع حدة المعارك خلال اليومين الماضيين، جراء ما يعتقد أنه إفساح المجال للحصول على رد الإصلاح على المبادرة، إلا أن التقدم من قبل قوات صنعاء لم يتوقف تماماً حيث شهدت المعارك أمس السبت توغلا لقوات صنعاء في مديرية جبل مراد الواقعة بين مديرتي رحبة والجوبة والأخيرة تعد المديرية الأخيرة قبل مدينة مأرب.
وفي هذا السياق أكد مصدر عسكري لـ”صحيفة المراسل” أن قوات صنعاء تمكنت أمس السبت من الوصول إلى منطقتي الأوشال وزعط وتجاوزتهما إلى المواقع المحيطة.
من جانب آخر كشفت مصادر مطلعة لـ”صحيفة المراسل” أن صنعاء تحقق في هذه الآونة تقدماً كبيراً في المسار القبلي والتفاهمات المجتمعية خصوصاً مع قبائل مراد التي أوفدت قبل أكثر من أسبوع أكثر من 400 من مشايخها وأعيانها إلى صنعاء وجرى استقبالهم من شخصيات كبيرة على رأسها عضو المجلس الأعلى محمد علي الحوثي قبل أن يستقبل الأخير مع عدة مسؤولين العشرات من مشايخ مراد المنتمين إلى مديرية رحبة في إطار التنسيق مع القبائل لتجنيب المناطق في مأرب ويلات الحرب وكذا ضمان عدم اعتراض طريق قوات صنعاء وفي ذات الوقت تولي القبائل منع دخول أي قوات تابعة لهادي والإصلاح إلى مناطقها.
وبحسب مصادر “صحيفة المراسل” استقبلت صنعاء وفداً من عدة مشايخ وصلوا في زيارة لم تعلن كون اولئك المشايخ ينتمون لمناطق ما تزال تحت سيطرة قوات هادي والإصلاح ولذلك تم التكتم على اللقاء الذي شهد ترتيبات مختلفة لما بعد وصول قوات صنعاء إلى تلك المناطق.
على الجانب الآخر أقرت قوات هادي والإصلاح باقتراب قوات صنعاء من مدينة مأرب من ثلاثة اتجاهات، حيث نقلت قناة “بي بي سي” البريطانية عن مصادر عسكرية تابعة لقوات هادي والإصلاح أن المناطق الشمالية لمأرب تتعرض لضغط شديد من قبل المقاتلين الحوثيين، مضيفين أن “الحوثيون يقتربون تدريجيا من مدينة مأرب ويضيقون الخناق من ثلاث جهات”.
(27)
