كبار العلماء تحاور الشيعة| هاشتاق يشغل تويتر تعليقا على توجه السعودية للحوار مع الشيعة

يرى مراقبون أن الوضع الداخلي السعودي ليس على ما يرام، كما كان الحال عليه ربما قبل القيادة “الشابة” التي أدخلت العربية السعودية في ميادين معارك عديدة، وعثرات اقتصادية متوالية، كان الهدف منها القضاء على خصوم المملكة، وعلى رأسهم جمهورية إيران الإسلامية “الشيعية”، وبحسب مراقبين تبحث السلطات هناك على مخارج واقعية تؤدي بها للممحافظة على الأقل على جبهتها الداخلية “الآمنة” المُتماسكة نوعاً ما إلى الآن منذ أكثر من 80 عاماً.

في خطوة غير مسبوقة قال المستشار في الديوان الملكي السعودي عبدالله بن سليمان المنيع، وعضو هيئة كبار العلماء أن الهيئة تُحضّر لحوار مع “عُقلاء” الشيعة في السعودية والعراق لبيان الحق لهم، وأوضح المنيع أن الثوابت هي القرآن والسنة، ومن خالفهما على ضلال، وأضاف أن هناك تحضيراً لبرامج حوارية، ولا شك بحسبه أن العُقلاء من الشيعة يُؤمل فيهم خيراً، وجاء حديث المنيع خلال تصريح لصحيفة “المدينة” المحلية السعودية.

حديث المنيع أثار جدلاً واسعاً في موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، ودفع النشطاء لتدشين هاشتاق حمل عنوان ، غالبية المغردين أجمعوا على عدم نجاعة الحوار، فبحسبهم حالة الاحتقان ستطغى على ذلك الحوار المزعوم، وعلى غير العادة لجأ الكثير من المغردين إلى السباب والشتائم الطائفية، وتحميل كل منهما الطرف الآخر المسؤولية عن هذا العداء السني الشيعي، وسط قلة من النشطاء المغردين الذين حاولوا تخفيف التوتر، والدعوة إلى التعايش، والتسامح، وتقبّل الآخر.

مختصون في الشأن المحلي السعودي أشاروا إلى أن الحكومة السعودية أدركت تماماً أنها مسؤولة، ولو بشكل غير مُعلن عن هذا الكم من الاحتقان الطائفي الذي بات خطراً على جبهتها الداخلية، وباتت وبطريقة غير مباشرة تلجأ إلى انتهاج الاعتدال، سواء في تقليص صلاحيات مؤسستها الدينية البارزة والحاكمة، أو ترويج للتسامح المفاجئ عبر وسائل إعلامها التابعة لها بشكل مباشر أو غير مباشر، ويرى المختصون أن الدعوة المُفاجئة لمثل ذلك الحوار ومن هيئة مثل “كبار العلماء” أو شخصية تُمثّلها مع “الشيعة” له من الدلالة على التراجع في السياسات “الحازمة”، بالرغم أنها تبحث عن “العُقلاء” فقط منهم لمحاورتهم، كما تقول السلطات السعودية يؤكد مراقبون.

المعارضة البارزة مضاوي الرشيد بدورها، وعبر “هاشتاق”، “العلماء تحاور الشيعة”، استنكرت دعوة الحوار مع الشيعة، وأكدت ألا حوار بين شخصيات غير مُنتخبة، والصراع في بلادها كما تقول الرشيد، ليس فقهياً، وإنما سياسي، يحتاج برأيها إلى المواطنة الحقيقية، وتمثيل شعبي للجميع، كما وجّهت الأستاذ الزائر في جامعة الاقتصاد والسياسة بلندن سؤالها للشيعة أيضاً حيث قالت “هل أوقفتم لعنكم وشتمكم لرموز الآخر؟”.

وعلى أثر الجدل الذي أشعل الرأي العام السعودي، سارع صاحب الدعوة الجدلية للحوار عبدالله المنيع وعبر صحيفة “سبق” الإلكترونية، “شبه الناطقة باسم الحكومة”، إلى القول أن دعوته لحوار السنة مع عقلاء الشيعة ما هي إلا رأي شخصي، نسبه المحرر في صحيفة “المدينة” للهيئة، “هداه الله” كما وصفه على هذا الخطأ، ويؤكد المنبع أن لهيئة كبار العلماء ناطقٌ رسميٌ، وليس لأحد الحديث بالنيابة عنها، وهذا ما اعتبره بعض المُراقبين حوار “جس نبض” للشارع في حال تنفيذ قرار فعلي غير مسبوق، يُعدّه ربما مطبخ القرار السياسي السعودي في القادم من الأيام. خالد الجيوسي| رأي اليوم

 

(139)

الأقسام: الاخبار,هاشتاق