الإلحاد.. أو الجنون.!؟

د. صادق القاضي

للأمانة التاريخية، لا مجال للمقارنة بين مسيحية القرون الوسطى وبين “الإسلام السياسي” المعاصر. ظواهر الغيبوبة المسيحية القديمة كانت أقل توحشاً وأكثر إنسانية من ظواهر “الصحوة الإسلامية” الراهنة.!.

اقرأوا التاريخ جيداً، اقرأوا عن “محاكم التفتيش” الكنسية، وقارنوها بالمذابح الإرهابية في الجزائر وسوريا والعراق.. قارنوا بين سذاجة وسلمية “صكوك الغفران” المسيحية، وبين سماجة ودموية “فتاوى التكفير” الجماعية بحق شعوب إسلامية كاملة.!.

عندما حاكمت الكنيسة العالم الفلكي “جاليليو” لأنه قال إن “الأرض تدور”، كانت متعصبة لعلمٍ كلاسيكي تبلور في رؤى الفيلسوف الوثني “أرسطو”، فيما الوهابية وضعت كتاب “السيف المشهور، على من قال أن الأرض تدور” تعصبا لجهل كامل متحدر من عصور الانحطاط!!.

ثم كانت الكنسية دولة، فيما “الحركات الإسلامية” في غالبيتها عصابات مسلحة، وهناك فرقٌ شاسع: بين “حراس الهيكل” و”حركة طالبان”، بين أضرار “الحروب الصليبية” على المجتمعات المسيحية، وبين أضرار “الحملات الجهادية” على المجتمعات المسلمة.. وفرق أبعد في أعداد ضحايا الصراعات الطائفية في الحروب الكاثيولوكية البروتستانتية، وبين مثيلاتها في العالم الإسلامي!.

تحتاج المقارنة لعشرات المجلدات، لكن، وفي كل حال، لم تصل الكنيسة في أسوأ تردياتها الظلامية والقمعية والأخلاقية.. إلى عُشر ما بلغته “الوهابية” من جهل وعنف وعدمية.. إننا أمام “داعش” وأخواتها نكون أمام أخطر العاهات العقلية والكوابيس الدينية في تاريخ البشرية على الإطلاق!.

نعرف أن الإسلام بريء، كما كانت المسيحية بريئة، لكن من يقنع الضحايا والمذعورين، ومن يقنع الأجيال المسلمة القادمة التي لن تجد أمامها للخلاص سوى الإلحاد أو الجنون.!؟

(104)

الأقسام: آراء,الاخبار