حول دعوة بن دغر وجباري لتشكيل تحالف وطني لوقف الحرب واحلال السلام

 

 

جمال عامر

 

دون أن  نتوقف عند التوصيفات أو امكانية تحقيق ما دعا اليه بن دغر وجباري بالنظر إلى الوجود السعودي الإماراتي على الارض وتقاسم امتلاك القرار على مسمى الشرعية بما في ذلك المجلسين  اللذان يحتلان مركز الرأس فيهما.

فقد جاء البيان معبرا في مجمله عن حاله من انعدم الامل في احداث اي تغيير باتجاه تحقيق نصر على قوى صنعاء وقد شخص البيان وان بمواربة متفهمة بعض الاسباب ذات العلاقة بسلطة شرعية لم تتجاوز كونها مسمى غير مرئي وبتحالف لم يعد من الممكن الدفاع عن وضوح اهدافه التدميرية لليمن للتمكن من احتلاله.

وهو ما قاد الموقعين على البيان إلى الاعتراف بفشل الخيار العسكري ووصوله إلى طريق مسدود ومن ثم الدعوة لوقف الحرب.

هذه الدعوة من قبل مسؤلين في رئاسة مجلسي النواب والشورى الذي يتكئ على شرعيتهما تحالف العدوان في حربه على اليمن يفقد هذا التحالف ورقة التوت التي يشرعن بها استمرار ادارة الاقتتال اليمني اليمني.

لقد اكد البيان المؤكد الذي تم على ضوئه التوصل إلى تبني الدعوة للتمرد على التحالف مشيرا إلى غاية سياسة حرب التحالف على اليمن الذي قال انها:

– (معركة ذهبت باليمن إلى اهداف مختلفة عن تلك التي اعلنت عنها عاصفة الحزم )، ومنها  تقسيم اليمن إلى دول ومجتمعات وتصنع في قلبه هويات على حساب الهوية الوطنية.

– عدم امتلاك سلطة هادي اي دور أو قرار  في مسار الحرب مع زعم  استناد التحالف في حربه على شرعيتها.

– زيف وكذب الخطاب السياسي والاعلامي كونه لايقول الحقيقة للشعب.

– المؤسسات (الدستورية) عاجزة لأن وجودها شكلي واخرى تم ايقافها عن العمل والنتيجة بحسب بيان “بن دغر- جباري”(جيش يقاتل بالحد الأدنى من الإمكانيات، وموارد مصادرة أو مجمدة. وانهيار للعملة، وفوضى أمنية عارمة، وفساد مستشري، ومرتبات متوقفة)، وهو ما يعني عدم اهلية مسمى الشرعية بعد تبيان عدم امتلاكها اي قرار.

ولذا ومن وجهة نظر متبني بيان (دعوة للإنقاذ الوطني)، فإن الحل وبعد فشل الأمم المتحدة  يتمثل بتشكيل تحالف وطني منقذ يستمد اهدافه من مبادئ وقيم الثورة اليمنية، يسعى إلى وقف فوري للحرب، وحوار وطني شامل لايستثنى منه أحدًا، برعاية آممية ودعم قومي، يكون هدفه الوصول إلى سلام عادل ودائم وشامل، احلال الجامعة العربية وجمهورية مصر بدلا عن تحالف الرياض – أبوظبي.

وهنا قد لا يكون البيان كشف سرا أو قدم رؤية جديدة يمكن أن  تصبح مشروعا لحل الصراع لانعدام الحامل لها من طرف التحالف وأدواته، إلا أن  هذا البيان وان كان يمثل صرخة شجاعة حتى وإن كانت في واد سحيق إلا انه سيظل على صاحبيه الاستمرار وتشكيل تيار وطني اصلاحي ضاغط من المنضوين تحت التحالف داخل السلطة والاحزاب.

(0)

الأقسام: آراء