الأعراس الجماعية ووجوب تيسير المهور

 

حميد رزق

الأعراس الجماعية وتيسير المهور اصبحت في هذه المرحلة وفي ظل الفلتان الإعلامي والجهود الخطيرة التي تبذلها دوائر الشر العالمي لنشر الرذيلة واستهداف القيم والأخلاق العفيفة

اصبحت فرض واجب على كل مسلم  صادق وحريص على انتماءه الحق إلى هذه الأمة.

قبل أيام تابعت نقاش في وسائل التواصل الاجتماعي حول مبادرة هيئة الزكاة لإقامة العرس الجماعي لمئات الشباب والشابات ؛ وبقدر سروري بهذه الخطوة عذرت من لم يكن مقدرا لأهميتها ولا معرفة أو اطلاع بحجم الهجمة التي تقودها دول العدوان ودوائر غربية لاستهداف شريحة الشباب في بلادنا من خلال السعي بكل الوسائل لنشر الانحلال والترويج للشذوذ والايقاع بأكبر عدد ممكن من النساء والرجال في وحل الرذيلة ومستنقع  الانحراف الأخلاقي؛  ولا شك أن  نجاح جهود دوائر الشر الإقليمية والعالمية لا تتوقف على جهودهم الخطيرة والممولة لكسر حاجز الحشمة والعفاف وترويج ثقافة التهتك والفسق والخروج على القيم الدينية والآداب الاجتماعية الحميدة  وتزيين الاختلاط والتعري والعلاقات المحرمة سواء عبر الإنترنت  ووسائل التواصل الاجتماعي أو الفضائيات وما تعرضه من برامج ومسلسلات.

إذ أن  المجتمع المغالي في المهور يمثل العامل الآخر الذي يمهد الطريق لأولئك الاشرار  لينجحوا  في تحقيق اهدافهم الشريرة والخبيثة؛  ولا ننسى في هذا المقام الإشارة إلى النشاط الخطير والمكثف لدول العدوان وعلى راسها امريكا ودول الغرب عبر المنظمات التي تنشط في البلدان العربية تحت عناوين كثيرة ومختلفة وقد كان ولا يزال  التركيز على بلادنا في هذه المرحلة شديدا باستغلال ظروف الحرب والاوضاع الاقتصادية القاسية للناس نتيجة العدوان والحصار.

وإثر فشل التحالف في كسر تماسك الجبهة الداخلية وبعد مراقبته لعوامل قوتها لحظ الأعداء كثافة العنصر الشاب الذي يلتحق بالجبهات لمواجهة العدوان فكثف من تحركه في جبهة الحرب الناعمة لاصطياد الشباب  والحد من التحاقهم بميادين التدريب والتأهيل الثقافي والعسكري بالعمل على الحط من اخلاق اكبر عدد منهم واصطيادهم بشبكات الرذيلة وتدمير هممهم وكان الإنترنت ووسائل التواصل وتطبيقات الهاتف الذكي ساحة حرب حقيقية ولكن من نوع مختلف لا تقل تأثيرا وتدميرا من الحصار والعدوان العسكري.

وأننا اذ نواجه هذا النوع من الحرب لا يكفي برامج التوعية دينيا واخلاقيا مالم تكن مقترنة بخطوات عملية لتيسير سبل الزواج وتحصين الشباب والشابات ولذلك  ارى أن  مبادرة هيئة الزكاة خطوة هامة واسهام فاعل لمواجهة  مخططات الأعداء واحباطها فتحصين  الشباب يسد الكثير من أبواب الانحراف التي يراهن عليها الأعداء لهدم المجتمع من الداخل وانما الامم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا.

لا بد لكل فعاليات المجتمع من تحمل مسؤوليتها لناحية تيسير عملية الزواج.. العلماء والمشايخ والشخصيات الاجتماعية والهيئات الأهلية والمؤسسات الرسمية ومهما كانت جهود هيئة الزكاة هامة ومشكورة لكنها تظل محدودة مالم يتحرك الجميع ويستشعروا مسؤولياتهم في مواجهة واحدة من اشد واخطر انواع الحروب التي يتعرض لها المجتمع العربي والمسلم عموما ومجتمعنا اليمني على وجه الخصوص.

(2)

الأقسام: آراء