لماذا تفقَّر مجتمعاتنا؟!

 

عبد الكريم الوشلي

 

تفقير المجتمع ووضع أفراده وأُسَرِه تحت ضغط الفاقة والعوز الشديد، مدخل أساسي للكثير من الأخطار والإنحرافات؛ وكثيرٌ من الثوابت والمبادئ والخطوط الحمراء الدينية والأخلاقية والقيمية والوطنية تسقط تحت أقدام المال المهيمن المتربص، وتتهاوى أمام بريقه، بالنسبة إلى إنسان يسحقه الفقر وشظف العيش، خصوصا عندما يكون هناك هشاشة في الوازع الإيماني والضميري، وواقع تتحكم فيه آفات الفساد وانعدام العدالة والظلم، والسلطة الفاسدة.

إن الفساد والفقر صنوان متلازمان في الوصول بالمجتمعات إلى قعر أوضاع تهددها بالإنهيار والتلاشي، وهذه حقيقة أضاء عليها، باكرا، الإمام علي(عليه السلام)بقولته الحكيمة البليغة: “ما جاع فقير إلا بتخمة غني”، وهذا حال معظم بلدان منطقتنا العربية والإسلامية، التي دأب الأعداء-ورأسُهم أمريكا والغرب الصهيوني-على الدوام، لنهب ثرواتها وخيراتها الطائلة، بتواطؤ النخب الفاسدة العميلة، وإغراقها في لجة الفساد والفوضى والشلل المؤسسي، على النقيض من شعاراتهم المعلنة تماما!؛ لأن الفساد-بكل أشكاله-يخدم أولئك الأعداء، فهو يضعف الدولة المستهدفة، ويدمرها ببطء، ويوفر لهم الذرائع والمبررات للتدخل في شؤونها والهيمنة عليها..

(1)

الأقسام: آراء