واشنطن تستبق نتائج مباحثات صنعاء والرياض

 

المراسل : متابعات

 

 

وفي احاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن كان المبعوث الأممي إلى اليمن غروندبيرغ قال أن جهود تمديد الهدنة الموقعة بين اليمن ممثلاً بحكومة صنعاء والتحالف السعودي الإماراتي قد فشلت.

وأعلن غروندبيرغ بهذا فشل تمديد الهدنة في إحاطته التي قدمها ، على الرغم من أن المباحثات بين صنعاء والرياض لا تزال مستمرة ولم يعلن أي من الطرفين انتهاء المباحثات التي تطورت إلى تبادل كل من صنعاء والرياض زيارات لوفدين رسميين رفيعين إلى صنعاء والرياض.

وكان المندوب الأمريكي بمجلس الأمن قد استهل كلمته في الجلسة بعبارة التأسف لانتهاء الهدنة في اليمن، في إيحاء واضح بوجود رغبة أمريكية في إنهاء الهدنة ودفع صنعاء لاستئناف قصف السعودية انتقاماً من الموقف السعودي بشأن قرار أوبك بلس الذي قضى بخفض إنتاج النفط 2 مليون برميل يومياً في الوقت الذي بذلت فيه واشنطن جهوداً مضنية من أجل إقناع السعودية ليس فقط بالحفاظ على الإنتاج الحالي عند مستواه بل وزيادة الإنتاج بهدف خفض أسعار النفط عالمياً وهو ما سينعكس إيجاباً على إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن والذي يواجه سخطاً شعبياً بسبب سياساته العدائية تجاه روسيا وعقوباته التي فرضها على روسيا والتي انعكست سلباً على أمريكا ودول أوروبا المتحالفة مع واشنطن.

وبالمثل أيضاً جاءت كلمات الدول المتحالفة مع أمريكا في جلسة مجلس الأمن اليوم باستهلال كلمات مندوبيها بعبارات مثل (نأسف لعدم تمكننا من الضغط لتمديد الهدنة في اليمن، تبدي دولة …. أسفها لعدم القدرة على تمديد الهدنة في اليمن وانتهائها فعلياً في 2 أكتوبر الجاري، تأسف دولة …. لوصول الوضع في اليمن إلى طريق مسدود بشأن تمديد الهدنة وغيرها من العبارات التي توحي بأن ثمة رغبة “غربية” باستئناف المعارك واستئناف صنعاء تحديداً قصف السعودية.

وكان اللافت في كلمات مناديب الدول المشاركة في جلسة مجلس الأمن أنها جميعها استهلت بعبارات الإيحاء بانتهاء الهدنة تماماً وعدم إمكانية العودة إليها، غير أن الدولة الوحيدة التي لم تستهل كلمتها بعبارات كهذه كانت السعودية والتي لم تشر بأي حال من الأحوال إلى انتهاء الهدنة بينها وبين صنعاء، الأمر الذي يشير وفق مراقبين إلى أن الرياض تواجه ضغوطاً قوية من الولايات المتحدة الأمريكية لعدم القبول بما تطرحه صنعاء من شروط إنسانية وحقوقية تخص المواطنين والموظفين في القطاع العام.

ولعل ما يؤكد وجود ضغوط تمارس ضد السعودية من قبل واشنطن، هو التعليق الذي صدر من وزارة الخارجية السعودية في الوقت الذي كانت فيه جلسة مجلس الأمن قد بدأت والتي قالت فيها إنها لا تخضع لأي إملاءات خارجية، في إشارة إلى وجود ضغط أمريكي يسعى لتأجيج الوضع بين صنعاء والرياض بهدف إفشال جهود تمديد الهدنة والتي وصلت لمراحل متقدمة خلال الأيام القليلة الماضية .

وكانت واشنطن قبل أربعة أيام قد أعلنت أنها سترسل مبعوثها إلى اليمن تيم ليندركينغ إلى المنطقة، وذلك بعد ساعات من تسريبات تحدثت أن هناك تقدماً كبيراً بين صنعاء والرياض في مباحثات تمديد الهدنة والانتهاء من الاتفاق على ملفات عديدة وأن الطرفان بصدد اللمسات الأخيرة للخروج بالاتفاق النهائي وأن المناقشات بين الطرفين كانت قد وصلت لمرحلة نقاش كيف يتم صرف رواتب موظفي الدولة وعبر أي عملة وقوائم أسماء الموظفين بحسب تلك التسريبات التي نشرها ناشطون موالون للتحالف.

 

أمريكا تعاقب السعودية

تأكيدات مراقبين للشأن اليمني ومسارات تجديد الهدنة في اليمن، أن الولايات المتحدة تسعى من خلال عرقة مسارات تجديد الهدنة، لمعاقبة السعودية، نتيجة تأييد المملكة قرار أوبك بلس بتخفيض إنتاج النفط.

وفيما تحاول السعودية الخروج من مأزقها في اليمن، غير أن البيت الأبيض هو من يعرقل أي توافق قد ينهي الحرب في اليمن، بسبب تمرد الرياض على واشنطن، وهو ما تؤكده التصريحات المتطرفة والغريبة للمبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ والذي يعتبر تلبية مطالب صنعاء شيء”مستحيل”، رغم أنها مطالب حقه، لا صعوبة فيها ، لا سيما وأن بند المرتبات سيكون من عوائد النفط اليمنية، ولا يتضمن أي أعباء مالية على السعودية.

ووفقا للمحللين فإن السعودية أبدت في مرحلة النقاشات استعداداها للاستجابة لمطالب صنعاء بالكامل، غير أنها تراجعت عن ذلك عقب توجيهات أمريكية، بعدم القبول معززة ذلك بتصريحات أمريكية استباقية، تلزم السعودية بها

 

تحمل التحالف عواقب تعنته

في ذات السياق أكدت وزارة الخارجية في حكومة الإنقاذ أن رفض التحالف لحقوق الشعب اليمني المشروعة حال دون تمديد الهدنة التي انتهت في ٢ أكتوبر الجاري.

وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أن مطالب الشعب اليمني في فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ودفع مرتبات موظفي الدولة كافة من عوائد النفط والغاز هي مطالب إنسانية عادلة كان ينبغي أن لا تمس وأن يتم تحييدها غير أن التحالف استخدمها أوراقا للمساومة بمباركة مجتمع دولي يعاني للأسف من انحسار قيمي وأخلاقي غير مسبوق في تاريخ البشر، حسب البيان.

وشددت الوزارة على أن صنعاء حريصة على تحقيق السلام وإنهاء معاناة الشعب اليمني التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ ، وأن من يجب أن يتحمل كامل المسؤولية هو تحالف العدوان.

وأكدت الوزارة في بيانها على ضرورة تلبية مطالب صنعاء باعتبارها مطالب محقة وعادلة، داعية المجتمع الدولي وعلى راسه أمريكا وبريطانيا وفرنسا إلى الكف عن هذه المواقف العدائية التي باتت تندرج بكل وضوح ضمن أسباب إعاقة السلام وإطالة أمد الحرب بهدف جني المكاسب غير المشروعة على حساب بلدان وشعوب المنطقة.

 

 

 

 

(0)

الأقسام: الاخبار,المراسل العام,اهم الاخبار