حملات المقاطعة للمنتجات والشركات المتصهينة على قدمٍ وساق.. ما الذي تقدمه الشركات والمصانع الأجنبية لإسرائيل؟؟

المراسل – خاص:
ضمن حملة مقاطعة البضائع التي تدعم إسرائيل يتفاعل الشارع اليمني على نحو غير مسبوق حيث تنتشر مواقع التواصل الاجتماعي قوائم البضائع  والمنتجات الأمريكية والبريطانية والفرنسية…الخ ، والتي تدعم الكيان الغاصب بجزء من أرباحها لقتل الشعب الفلسطيني .
ومع تفاعل محافظي ومسؤولي المحافظات مع حملات المقاطعة استجابة لتوجه القيادة والشارع اليمني ترجمت وزارة الصناعة والتجارة في حكومة صنعاء أولى الخطوات بإصدار قرارات تمنع أي إعلانات تجارية لمنتجات الشركات الأمريكية والداعمة لإسرائيل،
بما في ذلك منع اللوحات الإعلانية في الشوارع والطرقات والأماكن العامة ومراكز التسوق وغيرها من وسائل الترويج لمنتجات هذه الشركات المشمولة بقرارات المقاطعة التي أعلنت مؤخرا على خلفية الحرب في غزة.
وزير الصناعة والتجارة محمد شرف المطهر أكد ان قرار المنع يشمل أيضاً وسائل الترويج لمنتجات الشركات الأمريكية والداعمة للكيان الصهيوني المشمولة بقرارات المقاطعة.
حيث أصدرت الوزارة تعميما إلى شركات الدعاية والاعلان بمضمون قرار منع الترويج لمنتجات الشركات الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني”.
ولفت إلى أن الوزارة ستمنح شركات الدعاية الإعلان مهلة لإزالة إعلانات منتجات الشركات الامريكية والشركات الداعمة للكيان الصهيوني قبل اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق المخالفين.
والأكيد اليوم أن قرار حظر دخول منتجات الشركات الامريكية والشركات الداعمة للكيان الصهيوني دخل حيز التنفيذ في جميع المنافذ الجمركية حيث تمنع بضائع تلك الشركات من الدخول.
إضافة إلى ذلك فقد بدأت عملية شطب العلامات والوكالات التجارية الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني…
الشارع اليمني بعد دعوات وسائل الإعلام اليمنية ومواقع التواصل الاجتماعي لإنجاح حملة المقاطعة ، ترجم هذا التوجه حيث باتت المقاطعة لتلك المنتجات والسلع جزء من نشاط المواطن اليومية ، إلى جانب إسهامات المحال والمطاعم والأسواق بنشر قوائم البضائع الداعمة للكيان الصهيوني واستبدال منتجات تلك الشركات بمنتجات بديلة محلية او أجنبية لاعلاقة لها بدعم إسرائيل.
حيث أن قرار المقاطعة الأخير يشمل عشرات الوكالات والعلامات التجارية في مجالات الأغذية والمشروبات والمعدات والسيارات وأدوات التجميل والمطهرات للشركات التي تعد شريكة في المجازر الدموية بحق الاطفال والنساء والابرياء في قطاع غزة.
وتتربع الشركات والمؤسسات الأمريكية على رأس القائمة التي يدعو الجمهور إلى مقاطعتها، لأنها تقدم أنواعاً متعددة من الدعم السخي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يشن عدواناً همجياً على المدنيين في قطاع غزة.
وتضمنت قائمة أبرز العلامات والشركات العالمية التي أعلنت دعمها لإسرائيل شركات تعمل في مجال الوجبات السريعة وسلاسل المطاعم والمقاهي العالمية وهي: ستارباكس، وباباجونز، وهارديز، ودومينيز بيتزا، وبرغر كينغ، وماكدونالدز، وسوب واي.
أما في مجال المشروبات، فهناك شركة ليبتون البريطانية للشاي، وشركة كوكا كولا الأمريكية للمشروبات الغازية، وشركة نستله الفرنسية لمنتجات الألبان والأطعمة المعلبة.
بالإضافة إلى شركتي بوما ونايك للأحذية والملابس الرياضية وشركة تايد للمنظفات وشركة لوريال الفرنسية للعناية الشخصية، فضلا عن شركتي IBM و hp للتكنلوجيا والكمبيوترات المكتبية والمحمولة والطابعات. وأخيرا شركة هيونداي موتور لصناعة السيارات والمحركات الكورية الجنوبية.

ماكدونالدز للوجبات السريعة
وتأتي شركة “ماكدونالدز” للوجبات السريعة، على رأس هذه الشركات الأمريكية، إذ أعلنت “ماكدونالدز” تقديم أكثر من 4 آلاف وجبة سريعة يومياً للجيش الإسرائيلي والمستوطنين اليهود في مستوطنات غلاف غزة والمستشفيات، إلى جانب تقديمها خصومات وتخفيضات بنسبة 50 بالمئة للجنود الصهاينة وقوات الأمن والشرطة الذين يزورون مطاعمها في إسرائيل، حسب ما ذكره موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي.
كما أشارت شركة ماكدونالدز، في أحد منشورات لها، إلى أنها قامت بفتح خمسة مطاعم للوجبات السريعة داخل إسرائيل، بهدف تقديم المساعدة المجانية لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في المستشفيات والملاجئ الصهيونية.
بعد انتشار صور ومقاطع فيديو تظهر تسلّم جنود الاحتلال الصهيوني لوجبات مجانية من الشركة، دعا الكثير من القوى الحية في تركيا ومختلف الدول العربية والإسلامية إلى مقاطعة سلسلة مطاعم “ماكدونالدز”، بسبب مساعدتها قوات الاحتلال في قتل وتهجير سكان قطاع غزة، وتصدّر وسم #حملة_مقاطعة_ماكدونالدز، منصة إكس (تويتر سابقاً)، في الكثير من دول العالم العربي والإسلامي.

وهو ما دفع الكثير من الفروع التابعة للشركة العالمية في عدة دول عربية وتركيا، إلى نفيها العلاقة بينها وبين الفرع الموجود في إسرائيل. إذ ذكرت “ماكدونالدز لبنان”، أن مواقف الفروع الأخرى “لا تمثلها”، وأشارت إلى أنها “تحرص على احترام لبنان وطناً وشعباً، كما تقف إلى جانبه”.
البيان نفسه أصدرته “ماكدونالدز السعودية”، التي قالت إنها “شركة سعودية 100٪”، كما أكدت “التزامها واحترامها” لقيم المجتمع السعودي، نافية العلاقة بينها وبين باقي الفروع الموجودة في دول أخرى، بعد دعوات سعودية لمقاطعتها.
بعد الانتقادات الحادة التي وجّهت إلى “ماكدونالدز تركيا”، وما رافقه من دعوات إلى مقاطعة مطاعم الشركة، أصدرت الأخيرة بياناً تنفي فيه علاقة فرع تركيا بالفرع الموجود في إسرائيل أو باقي الفروع الأخرى الموجودة في الخارج، وختمت البيان بإشارتها إلى أنها “خصصت دعماً إنسانياً بقيمة مليون دولار أمريكي لشعب غزة المظلوم بالحرب، وخاصة فئة الأطفال والنساء والشيوخ”.
بابا جونز وبيتزا هات.. “سعداء بالمساعدة”!
إلى جانب ماكدونالدز، عرضت سلسلة المطاعم الأمريكية لوجبات البيتزا “بابا جونز”، خدماتها على الجيش الإسرائيلي ومختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والمستوطنين اليهود، إذ قدمت الآلاف من وجبات البيتزا بشكل مجاني لعناصر جيش الاحتلال منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، في السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي، إلى غاية اليوم.
بدورها أعلنت شركة “بيتزا هات” الأمريكية، التي تملك سلسلة مطاعم الوجبات السريعة في مختلف دول العالم، دعمها للكيان الإسرائيلي في حربه على غزة، إذ نشر الحساب الرسمي للشركة على منصة إنستغرام صوراً تظهر جنوداً إسرائيليين حصلوا على وجبات مجانية من طرف شركة “بيتزا هات”، فقد عنونته بعبارة “سعداء بالمساعدة”.
وليست هذه هي المرة الأولى للشركة، فقد سبق لها سنة 2017، أن سخرت من الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إذ نشر فرعها في إسرائيل إعلاناً ترويجياً يسخر من الأسير الفلسطيني “مروان البرغوثي” المضرب عن الطعام، وتضمن الإعلان عبارة؛ “البرغوثي، إذا أردت أن تكسر الإضراب عن الطعام فلمَ لا تطلب بيتزا؟”.

كوكا كولا.. سنوات من الدعم السري
رغم أنها لم تقدم دعماً مباشراً لإسرائيل خلال عملية “طوفان الأقصى”، فإن دعوات المقاطعة شملت أيضاً العشرات من الشركات والمؤسسات التجارية العالمية التي تمنح الإسرائيليين أموالاً ومنحاً طائلة، تساعدهم وتشجعهم على شن الحرب والعدوان على الفلسطينيين في الداخل المحتل (عرب 48) أو في قطاع غزة والضفة الغربية.
على رأس هذه الشركات، نجد شركة “كوكا كولا”، التي ذكر كثير من التقارير الإعلامية، بما فيها الإسرائيلية نفسها، أن الشركة ذات الفروع المتعددة، تقدم الكثير من الدعم المالي للحكومة الإسرائيلية وعدد كبير من الجمعيات والحركات اليمينية المتطرفة داخل الكيان العبري، التي ما فتئت تدعو إلى إبادة الفلسطينيين والعرب، وخاصة الموجودين في الداخل المحتل.
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن شركة كوكا كولا التي تملك أكبر مصنع لها في الشرق الأوسط بإسرائيل، موّلت منظمة “إم تيرتسو” اليمينية المتطرفة بآلاف الدولارات. وذكرت الأخيرة بأن هذه التبرعات من الشركة، تجري الاستعانة بها في دعم الصهيونية داخل المجتمع الإسرائيلي، وفي الدفاع عن الجنود الصهاينة وحمايتهم من الملاحقات القضائية.
بدورها، أشارت مجلة “ماركر” الإسرائيلية، المختصة في الشأن الاقتصادي، في تقرير لها، إلى أن شركة “كوكا كولا” قدمت مئات الآلاف من الشواكل (الشيكل عملة إسرائيل) لناتان إيشيل، الذي يعتبر من المقربين لبنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، عن طريق منظمة “معرفة الحقيقة”، التي يملك فيها “ناتان” صفة العضوية.
ذكرت المجلة ذاتها، بأن شركة كوكا كولا للمشروبات الغازية تقدم دعماً سخياً وبشكل “سري” للأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة داخل الكيان العبري، على رأسهم حزب الليكود، الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو. كما سبق للأخير في أثناء ترؤسه الحكومة سنة 1997 تكريم شركة كوكا كولا، عن طريق مجلس التجارة الإسرائيلي، نتيجة دعمها القوي والمستمر للكيان، ورفضها كل الدعوات إلى وقف دعمها لإسرائيل وتنزيل مخططاته التي تستهدف الفلسطينيين الأبرياء.
وفي شهر فبراير/شباط سنة 2002، أعلنت الشركة عزمها تمويل بناء وتشييد مستوطنة “كريات جيت” الواقعة في الضفة الغربية، في أثناء محاضرة احتضنتها جامعة مينيسوتا، بالولايات المتحدة الأمريكية، رفقة “منظمة أصدقاء إسرائيل” العالمية.
شركة “هوليت باكارد”
لا يقتصر الدعم السخي الذي تقدمه الشركات والمؤسسات التجارية الغربية والأمريكية بالخصوص، على الدعم المالي والغذائي فقط، بل يتجاوزها إلى مجال التكنولوجيا والتقنيات، إذ تتكفل شركة Hewlett Packard، المعروفة اختصاراً بـ”إتش بي” بمساعدة قوات الاحتلال في إدارة أنظمة الهوية التي تستخدم في تقييد حركة الفلسطينيين، من طرف السلطات الإسرائيلية.
وطالب الكثير من النشطاء العرب، إلى مقاطعة محال شركة hp، التي تختص في مجال بيع أجهزة الحواسيب والطابعات الإلكترونية، التي تنتشر مختلف فروعها في الكثير من دول العالم، بما فيها الدول العربية والإسلامية.

شركة هيونداي للصناعات الثقيلة
لا تنحصر الشركات والمؤسسات العالمية التي يستعين بها الكيان الصهيوني في عدوانه واحتلاله للأراضي الفلسطينية، على الشركات الغربية فقط، بل تستعين بمختلف الشركات في جميع القارات، وآسيا منها بشكل خاص.
إذ تستعين الشركات الإسرائيلية بالآلات الثقيلة التي تنتجها شركة هيونداي (Hyundai Heavy Industries) الكورية الجنوبية، التي تُستعمل في بناء وتشييد المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة والضفة الغربية، كما تستعمل آليات هذه الشركة الكورية في هدم منازل وبيوت الفلسطينيين، في مدينة القدس الشريف والنقب المحتل والجولان السوري المحتل.
شركات فرنسية.. دعم سخي
الشركات والمؤسسات العالمية الفرنسية ليست ببعيدة عن المشاركة في عمليات الدعم الضخم الذي تقدمه للكيان الصهيوني، كما أنها من أبرز الشركات والمؤسسات التي تمنح إسرائيل أموالاً طائلة بطرق مباشرة وملتوية في بعض الأحيان.
وتتربع شركة التأمين الفرنسية الكبرى أكسا (AXA) التي تشتغل في مجال التأمينات، على قائمة الشركات الفرنسية المؤيدة لإسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين. إذ تجمع بين الشركة وشركات إسرائيلية معاملات مالية ضخمة، التي تستثمر في بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، في خرق تام للقوانين الدولية، حسب ما كشفته منظمة “سم أوف آس” الأوروبية المناهضة لتجاوزات الشركات الكبرى.
بدورها تقيم سلسلة المتاجر الفرنسية كارفور، الكثير من الاستثمارات داخل الكيان الإسرائيلي، التي تورطت في دعم سلطات الاحتلال العبري، الذي يحتل الأراضي الفلسطينية، من خلال صلتها بشركات إسرائيلية تمول خطط السلطات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

(15)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار