رسائل “تحذير” من العبث مع صنعاء وضرورة الالتزام بسلامة الملاحة البحرية

المراسل : تحليل:
نصح نائب وزير الخارجية اليمنية حسين العزي، جميع الأطراف الدولية المعادية بعدم العبث مع صنعاء والابتعاد عن ارتكاب أي أخطاء من أي نوع.
وفي تصريحات صحفية له أكد أن الطواقم الوقائية التابعة للبلاد قامت بجولات مستمرة في المياه الدولية في أعالي البحار بهدف التحقق من عدم وجود أي سلوك عدائي يتجاهل حقوق اليمن السيادية وهو بهذا يبعث برسالة للأمريكان وتحالفه ، أن صنعاء حاضرة بقوة لفرض سيادتها في مياهها الإقليمية وخاصة سيادتها على باب المندب التي يخشى الأمريكان من تداعيات إغلاقه.
مقابل هذا أكد العزي أن هذه الجولات تأتي في إطار جهود “الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية” التي تمثل مبدأً راسخًا في المسؤولية اليمنية على مدار السنوات الماضية، داعيًا جميع الأطراف الدولية إلى الالتزام بسلامة الملاحة وعدم المساس بحقوق وسيادة اليمن.

كل الخيارات متاحة
في سياق متصل أكد عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، محمد علي الحوثي على استمرار عمليات القوات المسلحة اليمنية ضد الكيان الغاصب طالما استمر في قتل أبناء غزة ومحاصرتهم.
وأوضح الحوثي أن هذه العمليات نابعة من رغبة الشعب اليمني في أن يكون لقواته المسلحة مبادرتها في الدفاع عن أبناء غزة، لافتًا إلى أن الدور الذي يقوم به اليمن لا يتعارض مع طموحات الشعب العربي، بل إنه داعم ومؤيد لهذا الدور المشرف.
هذه التصريحات التي جاءت في مقابلة أجرتها معه قناة روسيا اليوم أكد خلالها أن أبطال القوات المسلحة اليمنية متيقظون ومستعدون للتصدي لأي تحرك ضدهم أو ضد أبناء الجمهورية اليمنية عقب العمليات التي استهدفت كيان العدو والتي تعكس التزام اليمن بمساندة فلسطين ومواجهة العدوان الإسرائيلي، مشددًا بأنه لا يوجد قلق بشأن مجيء حاملات الطائرات الأمريكية إلى البحر الأحمر فهي في مرمى صواريخ اليمن.
الملفت ما قاله عضو المجلس السياسي أن قوات اليمن المسلحة “مهيأة بشكل كامل” لدعم فلسطين في مواجهة الاحتلال، وأن الأسلحة التي تمتلكها قادرة على الوصول إلى الكيان العدو، سواء كانت صواريخ باليستية أو طائرات مسيرة. حيث أن أفراد القوات المسلحة اليمنية يعملون باستمرار على تطوير الأسلحة وتجريبها في المعارك.
مع تلميحه إلى أن هناك اشياء لا يمكن الافصاح حيث لا تكشف صنعاء عن أوراقها كلها فيما”كل الخيارات مطروحة ويخضع تقديرها للجانب العملياتي بوزارة الدفاع ” .
وفيما يتعلق بالدعم المقدم من الولايات المتحدة ودول أوروبا للكيان الصهيوني، أعرب الحوثي عن عدم الرضا عن هذا الدعم وكذلك عن عدم تحرك الأنظمة العربية لنصرة الشعب الفلسطيني، قائلاً أن اليمن لا تملك ترسانة سلاح متطورة مثلهم، ولكن الشعب اليمني يمتلك الإرادة والتحرك الجهادي في سبيل الله . وهو بهذا يعري تلك الدول التي تبرر خضوعها للأمريكان .
وحث المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر والأردن وكل الأنظمة العربية على التحرك والدفاع عن شعب غزة، وأشار إلى أنه لا يوجد أي مبرر لعدم المشاركة في هذه القضية.
السعودية ترفض ضرب إسرائيل
بعد رفض الرياض مرور الصواريخ والمسيرات اليمنية من سماءها لضرب إسرائيل ، أجرت صنعاء مناورة عسكرية كبيرة بالذخيرة الحية لقوات “لواء البدر” بقيادة الشرطة العسكرية في محافظة صعدة بالقرب من الحدود اليمنية السعودية الجنوبية.
رفض السعودية مرور صواريخ ومسيرات اليمن لضرب إسرائيل ترجم بإسقاط النظام السعودي لبعض الصواريخ اليمنية التي كانت تستهدف إيلات وتل أبيب ومستوطنات الجنوب، الأمر الذي أغضب القيادة السياسية والعسكرية اليمنية من الموقف السعودي المخزي المصطف بشكل واضح وعلني مع الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.
الموقف السعودي الرافض للسماح لليمنيين استخدام أجوائه لضرب إسرائيل، ليس الوحيد فالأردن أيضاً أبلغ صنعاء رفضه مرور الصواريخ اليمنية والمسيرات لضرب إسرائيل من الأجواء الأردنية، والأكثر من ذلك أيضاً أن الأردن طلبت من واشنطن تعزيزها بمنظومات باتريوت لنصبها في الأردن من أجل قصف الصواريخ اليمنية التي يتم إطلاقها على الكيان الإسرائيلي، وهو الأمر ذاته الذي تفعله السعودية أيضاً والتي اعترف الجانب الإسرائيلي والأمريكي في أول هجوم نفذته اليمن على الكيان الإسرائيلي بأن البحرية الأمريكية أسقطت 4 صواريخ فيما السعودية أسقطت الصاروخ الخامس كي لا يتم ضرب إسرائيل التي تمارس حرب إبادة جماعية للفلسطينيين بقطاع غزة.
في السياق نشر موقع ”israeldefense” الإسرائيلي ، الأحد، تقريراً حول الضربات التي يتلقاها الكيان الصهيوني من قبل أنصار الله في اليمن.
وقال التقرير “ان الحوثيين قادرون على القيام بأعمال جوية وبحرية ضد “إسرائيل” لكن المسافة الكبيرة التي تفصلهم عن الاراضي المحتلة قد تسمح باعتراض تلك الهجمات.
ونوه التقرير إلى أن قوات أنصار الله انضمت إلى الحرب ضد “إسرائيل” واستهدفوها مرات عديدة بإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار.
وتطرق الموقع للمسافة الفاصلة بين صنعاء وإيلات والمقدرة بـ 2000 كم، وهو ما يتيح قدرة معينة على العمل من الجو (أنواع مختلفة من الصواريخ والطائرات بدون طيار) وفي البحر (استهداف السفن الإسرائيلية عبر مضيق باب المندب). ومع ذلك، فإن المسافة تسمح بتعقب الهجمات.
وقال الموقع إن هذا يتطلب من “إسرائيل” تحويل اهتمامها ومواردها، خاصة في الجو والبحر، إلى منطقة البحر الأحمر للدفاع عن نفسها.
وفي الواقع، هناك تقارير عن قيام الاحتلال الإسرائيلي بنقل الأصول البحرية إلى هذه المنطقة ، حيث أن جزءًا كبيرًا من التجارة البحرية الإسرائيلية يمر عبر البحر الأحمر إلى ميناء إيلات.
وأضاف التقرير أنه لا مصلحة لدى أنصار الله من التصعيد الإقليمي، خاصة وأن هناك تفاهمات مع السعودية، منذ وقف إطلاق الناي في إبريل 2022.
وأوضح أن أي رد إسرائيلي سيتطلب التشاور والتنسيق المسبق ليس فقط مع الولايات المتحدة، التي لا ترغب في توسيع الصراع، ولكن أيضا مع دول الخليج التي لا ترغب في رؤية الصراع يمتد إلى أراضيها.
إلا أن السؤال بحسب الموقع، هو إلى أي مدى ترغب هذه الدول في الانحياز إلى جانب الأميركيين، وبالتالي إلى جانب “إسرائيل”، في ظل المخاطرة المحتملة بتعريض الفوائد التي اكتسبتها من تحسين العلاقات مع إيران ووقف إطلاق النار مع الحوثيين للخطر.
مؤكدا أن الرد على اليمن سيؤدي إلى تجدد الصراع في اليمن وحتى تصعيد إقليمي أوسع.
وفي سياق التحذيرات فقد أعلنت قوات صنعاء، في بيانٍ عسكري، اليوم الأربعاء، إسقاط طائرة أمريكية معادية من نوع MQ9 في أجواء المياه الإقليمية اليمنية.

(6)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار,عاجل