المراسل – متابعات:
تصدَّرَ خطابُ قائد أنصار الله عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي ألقاه، يوم أمس، وسائلَ الإعلام العربية والعالمية ومواقع التواصل الاجتماعي؛ لما احتواه من مواقفَ شجاعة وتهديد باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب، في إطار المساندة والوقوف مع الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية من قبل الصهاينة في غزة.
وتعد جزئية التهديد باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، أهم ما لفت انتباه وسائل الإعلام العربية والدولية؛ ولذا تم تداولها على نطاق واسع جِـدًّا.
وأكّـد الحوثي في خطابه، أمس، أن “عيوننا مفتوحة للرصد الدائم، والبحث عن أية سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وما يحاذي المياه الإقليمية اليمنية”.
وقال: “ليعلم الجميع، وليعرف الكل أنَّ العدوّ الإسرائيلي يعتمد في حركته في البحر الأحمر، وبالذات من باب المندب، على التهريب والتمويه، ولم يجرؤ أن يرفع الأعلام الإسرائيلية على سفنه، هو يهرِّبُ تهريبًا، ويغلِقُ أجهزةَ التعارُف، ولكن مع ذلك لن يفلح، سنبحث حتى نتحقّق من السفن التي هي تابعةٌ له، ولن نتوانى عن استهدافها”.
وواصل قائلاً: “لكن ليعرِف الكل أنه خائف، وأنه يعتمد هذا الأُسلُـوب، وهذا يدلل على مدى جدوائية وتأثير موقف بلدنا وشعبنا، وتأثيره على العدوّ الإسرائيلي، هو خائف إلى هذه الدرجة، في الوقت الذي يرفع الأعلام الإسرائيلية في سفاراته في دول عربية، وفي عواصم دول عربية، لا يجرؤ أن يرفع العلم الإسرائيلي على سفن يمر بها في البحر الأحمر، أَو من باب المندب، بل يرفع أعلامَ دُوَلٍ أُخرى؛ ليموِّه على سفنه، ويغلق أجهزة التعارف حتى يسعى لئلا يتم رصدُها”.
وأكّـد بقوله: “إن شاء الله سنظفر-بتوفيق الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”- بهم، وسننكِّلُ بهم، وفي أي مستوى تناله أيدينا وإمْكَاناتُنا، لن نتردّدَ في استهداف العدوّ الإسرائيلي، هذا موقفُنا المعلَنُ والصريحُ والواضحُ، وليعرف به كُـلُّ العالم”.
ويعتبر خطابُ الحوثي مفصليًّا وتاريخيًّا؛ إذ إنه يحوي على أولِ تهديد باستهداف سفن صهيونية في ثالث أهم ممر مائي في العالم؛ بما يمثله من أهميّة استراتيجية للإسرائيليين، وجزء لا يتجزأ من أمنهم القومي كما يدَّعون، فمن شأن هذه الخطوة أن تعطِّلَ وصولَ الوقود إلى “إسرائيل”، وفرض حصار خانق عليها من اليمن.
ويعود التهديد بورقة “باب المندب” إلى الواجهة، بعد أن تم تفعيله في الحروب العربية مع إسرائيل في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، حَيثُ شكل ذلك تهديداً كَبيراً عليهم، ومن بعدها حاولت إسرائيل التركيز على هذا الممر المائي، من خلال الانتشار الكبير في البحر الأحمر، وبناء قواعد عسكرية لها في إرتيريا المطلَّة على البحر الأحمر، والمحاذية لمضيق باب المندب من الجهة المقابلة لليمن.
ومن خلال القواعد العسكرية الإسرائيلية في إرتيريا، عمل الصهاينة وعلى مدى السنوات التسع من العدوان على اليمن على مراقبة أنشطة القوات المسلحة اليمنية، وتتبع تحَرّكاتها، ورصد إطلاق الصواريخ والطائرات المسيَّرة، وغيرها من الأنشطة العدائية الموجهة ضد اليمن وشعبه.
(0)