خطاب القائد وإستراتيجية النصر والمراحل المتعددة – بقلم / علي القحوم

في كل أسبوع يطل علينا سماحة السيد القائد يحفظه الله قائد الثورة وفخر الأمة بإطلالة مميزة وغير مسبوقة فيها الحجة والقوة والوضوح، فيها الموقف والاتجاه وفيها التأكيد على أهمية الموقف والمواجهة واهمية والمواكبة للتطورات ومجريات العمليات العسكرية ومسارات المعركة والإجراءات والخطوات اللازمة لاتخاذها في المواجهة وبمستوياتها العسكرية والشعبية والسياسية والمستجدات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي واتخاذ القرارات المناسبة في رسم خارطة الطريق للمراحل المطلوبة والمتعددة والمعلن عنها اليوم ودخولها حيز التنفيذ وماهية المرحلة الرابعة التي ستكون مبهرة ومفاجئة وغير متوقعة كما كانت سابقاتها من المراحل الثلاث الاستراتيجية والتي ستكون حتما الحاسمة والفاعلة والقاصمة والمحققة للانتصار سيما لم يكن هناك تفاصيل عن ماهيتها وكيفيتها وزمانها وجغرافيتها ومكانها وأهدافها ولم يحمل في طيات الخطاب شيء من تفاصيلها وكان الاكتفاء فقط بالتلميحات والإشارات وترسيخ وإعلان عنوانها دون ذكر التفاصيل والتي ستكون محط تحليل وبحث وفحص عن ماهية هذه المرحلة المهمة سيما مع إصرار الأمريكان والبريطانيين في استمرار العدوان والحصار الإسرائيلي على غزة ومع زيارات وزير خارجية أمريكا للمنطقة ومع تحضيرات واشنطن للتصعيد في المنطقة والانسحاب من البحر الأحمر والتموضع بشكل مموه ومختلف بما يناسب التكيف والبقاء في التواجد العسكري في المنطقة مع إعلان الاستعدادات في قواعد عسكرية أمريكية في بعض دول الخليج والمنطقة والعالم والذي يوجد لها سبع مائة وخمسون قاعدة عسكرية أمريكية في العالم وفيها خمسة ألف ومائة طائرة حربية مع تواجد الالاف من الجنود والإمكانات العسكرية الهائلة وهنا لابد من التوقف عند محطه مهمة كان فيها اليمن حاضرا وبقوة لوضع مرتكزات للتحليل وبالمعطيات الواقعية وبعيدا عن السردية والاستطراد المطول ولأهمية ذلك لابد من التسلسل والتدرج في موقف اليمن ومراحل المشاركة والإسناد الغير مسبوق وفيها عنوان ثابت وراسخ نصرة فلسطين وشعبها المظلوم ومجاهديها الأبطال والتأكيد على معادلة رسمها القائد المفدى وفخر الأمة بين هلالين (لستم وحدكم ومعكم حتى الانتصار ) وبهدف محدد لها هو إيقاف العدوان ورفع الحصار عن غزة مقابل إيقاف المشاركة اليمنية الفاعلة والمؤثرة وبها سينتهي كل شيء وبه لن يكون هناك توسع للصراع في المنطقة والبحر الأحمر والمحيط الهندي فكانت البداية لليمن ومشاركتها المعلنة منذ انطلاقة عملية طوفان الأقصى المبارك وعلى مدى سته أشهر ونيف للعدوان الصهيوني على غزة فلسطين كان لليمن دولة وقائد وشعب وإجماع وطني مواقف مشهودة ومعلنة وواضحة وبزخم متزايد وكبير وبعمليات عسكرية استراتيجية ومؤثرة وفاعلة وقوية ومزلزلة في نصرة فلسطين وغزة ومجاهديها الأبطال وشعبها المظلوم وكانت عمليات اليمن التي اتخذت بقرار يمني يمني خالص وبمسؤولية إيمانية وإسلامية وعربية مطلقة وبمراحل متعددة ومدروسة والتي أعلنها وقادها واتخذ قرارها ورسمها وحدد مساراتها سماحة السيد القائد يحفظه الله قائد الثورة الحكيم والشجاع ونفذتها القوات المسلحة اليمنية بكل تشكيلاتها العسكرية والاستخباراتية مع ترافق زخم شعبي مليوني كبير في كل المحافظات اليمنية وحضور مشرف وعظيم في كل الساحات وميادين المظاهرات والاحتشاد المليوني المتزايد والمتعاظم اكثر وأكثر طيلة هذه الفترة دون كلل أو ملل وبعنفوان وشموخ يماني منقطع النظير الذي جعل الشعب والقائد في الريادة على مستوى المعمورة مع النفير العام والتعبئة العامة والحضور والمشاركة في معسكرات التدريب والجهاد ليكون حضورا بمئات الآلاف من المقاتلين الجاهزين لمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس وهي معركة حتمية اعد لها القائد والشعب والدولة والإجماع الوطني وكل ما تتطلبه هذه المعركة المقدسة ، مع كل ذلك كان هناك استعداد تام وتأهب كبير للقوات المسلحة اليمنية على مختلف تشكيلاتها العسكرية البرية والجوية والبحرية مع تزامن واضح في تطورملفت وتعاظم في الصناعات والقدرات العسكرية المتطورة في مجالات عسكرية مختلفة بحرية وجوية وبرية مع إسناد شعبي كبير ووعي متنامي بأهمية المعركة وحضور شعبي غير مسبوق حاملين سلاح الإيمان وسلاح الحديد ومع كل ذلك كان هناك إطلالة مميزة لسماحة السيد القائد يحفظه الله في كل أسبوع للحديث عن المستجدات ومواكبة التطورات ومجريات المعركة، فهي معركته ولا توقف اطلاقاً إلا بوقف العدوان على غزة فلسطين ورفع الحصار عنها وهو موقف لا تراجع عنه مهما كان ومهما يكون وفلسطين والقدس قضية عربية وإسلامية ولا مناص من استعادتها وطرد الاحتلال واستعادة الحقوق الفلسطينية ..

 

وهي معادلة حتمية صنعها السيد القائد يحفظه الله وبها ستنتصر فلسطين والأمة العربية والإسلامية وتعود الأمة إلى أمجادها وقوتها وعظمتها وحضورها بين الأمم وهذا ما كان صادما ومزعجا للأمريكان والصهاينة وقد بدى إثارة المخاوف والتخوف لديهم واعلنوا عنها وتأثير الفعل والمسار والتوجه والثبات في الموقف لليمن والقائد في صناعة الانتصار التاريخيّ وبه أصبحت له قيادة حكيمة وشجاعة تعمل ليلا ونهارا وبكل اهتمام وجد وعنفوان وشموخ في تهيئة الأرضية للتفاعل والمشاركة العربية والإسلامية وشعوب المنطقة للتحرك بقوة لمساندة الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال وهنا سنعرج قليلا على المراحل الكبرى والاستراتيجية اليمنية في نصرة فلسطين والقضية الفلسطينية مع خليط من التحليل للأهمية والتأثير والفاعلية والنتائج الكبرى والاستراتيجية فكانت على المراحل متسلسلة ومترابطة ومدروسة من كل النواحي والمستويات وتصاعدها تدريجا وتأثيرها الكبير في صناعة الانتصار التاريخيّ لفلسطين والأمة برمتها فكانت بتسلسلها الأوليّ والمتلاحق :

 

–       المرحلة الأولى من العمليات العسكرية اليمنية وفيها تم ضرب مناطق مهمة واستراتيجية في فلسطين المحتلة، ولمواقع ومناطق عسكرية واقتصادية للكيان الصهيوني بالصواريخ الباليستية المتطورة المجنحة الواصل مداها إلى اكثر من ألفين وخمس مائة كيلومتر، وبالطائرات المسيرة الفاعلة والمؤثرة سيما بعد إعلان أمريكا وبريطانيا رسميا المشاركة المعلنة مع الكيان الإسرائيلي في عدوانه وتوفير الحماية اللازمة له في فلسطين المحتلة وعلى مستوى المنطقة وكانت اول عملية بعد أسبوع من العدوان على غزة واستمرت بزخم كبير حيث كان الارتباك والاضطراب والتخبط والفشل مخيم على أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وكانت المفاجئة لهم والتي لم يتوقعوها ولم يحسبوا حسابها أو يدركوا ان اليمن سيدخل في معادلة إسناد وانتصار لفلسطين وغزة بهذا الشكل وبهذه القوة وهذه الفعالية والتأثير مع تبريرهم لذلك بعدم معرفه وغياب معلومات استخباراتية تقضي بان اليمن لديها صناعات وقدرات عسكرية متطورة ومخزون كبير من الصواريخ الباليستية المجنحة والمتطورة والطيران المسير البعيد المدى والمتطور والمؤثر في المعادلة وهذا ما أربك حساباتهم وأفشل خططهم المستقبلية والآنية ..

وتأتي بعد ذلك المرحلة الثانية والمتفوقة والغير متوقعة اطلاقاً سيما واليمن أظهرت قدرات بحرية متطورة لتثبت وتؤكد أنها دولة بحرية ولديها قوة بحرية ضاربة حيث اعلن السيد القائد المرحلة الثانية وإعطاء تفاصيلها بدقة وسبق قوله الفعل القوي والمزلزل مع التأكيد على استمرارية المرحلة الأولى بموازاة المرحلة الثانية من العمليات العسكرية اليمنية الكبرى والاستراتيجية وبعد تصاعد العدوان في غزة وارتكاب أبشع المجازر التي ندى لها جبين الإنسانية وتشديد الحصار الخانق على غزة فلسطين وشعبها المظلوم والقصف الجوي الإسرائيلي المكثف وتدمير البنى التحتية وقتل المدنيين وبأبشع صور الإجرام في العصر الحديث هنا كان لابد لليمن من توسيع رقعة المعادلة المساندة لفلسطين فكانت البداية في البحر الأحمر والعربي واستهداف ومنع السفن الإسرائيلية والمرتبطة بها والسفن الذاهبة والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة ومنعها من المرور من البحر الأحمر والاستيلاء على سفينة جالاكسي الإسرائيلية بعملية عسكرية كبرى واقتيادها إلى الحديدة مع كل ذلك أتضح خور وعجز وفشل الحماية الأمريكية والبريطانية للكيان الصهيوني وسفنه العابرة في عباب البحر الأحمر والبحر العربي ما أدى الى إعلان بعد ذلك الفشل والقلق والهوس والاضطراب الأمريكي البريطاني وكسر الغطرسة وسقوط الهيبة المزعومة لقواتهم البحرية ليكون ذلك المؤدى إلى تشكيل تحالف دولي مزعوم بقيادة أمريكية بريطانية وتراجع كبير لبعض الدول المعلنة للمشاركة في هذا التحالف ليحصل ردات فعل من الأمريكي والبريطاني وإعادة وتعويض ما خسروه من تواجد وهيبة عسكرية في البحرين الأحمر والعربي وإعلان عملية عسكرية معادية وعدوان على اليمن ليكون الرد اليمانيّ غير متوقع وغير مسبوق وكان في وقته وحينه وكان لزاما بعد ذلك العدوان ردا يليق باليمن وقائدها وشعبها وقواتها المسلحة وكان فيه حتميه استهداف السفن والبارجات العسكرية منها أمريكية بريطانية ومنع سفنها من الذهاب والمرور إلى موانئ فلسطين المحتلة ورسائل تثبت القدرات العسكرية اليمنية المتفوقة على أنظمة الدفاع والحماية للبوارج والقطع العسكرية الأمريكية والبريطانية وهي رسائل تحذير ولم تكن رسائل اغراق وتدمير وفيها كانت الاستهدافات قوية وتعالت فيه أصوات العويل والبكاء وصعوبة المعركة والاشتباك والصمود أمام الضربات العسكرية اليمنية ..

 

وفي خضم المعارك واستمراريتها تأتي المرحلة الثالثة ومع تصاعد لهيب المعركة ايضاً وتوسع نطاقها ومع التوجهات العدائية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية في فلسطين واليمن والمنطقة كان لابد من التنفيذ والدخول في المرحلة الثالثة من توسيع نطاق مسرح العمليات العسكرية اليمنية لتمتد إلى المحيط الهندي وكانت مفاجئة وصادمة للأمريكان والبريطانيين وايصال الرسالة القوية بان اليمن لدية هذه القدرات العسكرية المتطورة التي لا تصنعها وتمتلكها إلا دول عظمى وفي كل مرحلة كانت المحاولات الأمريكية والبريطانية فاشلة في عدم تثبيت هذه المعادلات الاستراتيجية والكبرى بكبر القضية والموقف والاتجاه ليكون مصير التواجد العسكري الأمريكي والبريطاني في البحر الأحمر والبحر العربي لا جدوى منه ولا فائده منه وباتوا يبحثون عن حماية لقطعهم العسكرية وبارجاتهم الحربية والاعتراف بالفشل والتأكيد أنه لم يحصل وحصل لهم مثل ذلك في البحر ألأحمر والعربي من مواجهة واشتباك وعجز وفشل منذ الحرب العالمية الثانية وان المعركة فاشلة وخاسرة ولهذا الأمريكي والبريطاني يعمل على بناء خطة عدائية جديدة على اليمن والمحاولات البائسة في تقييدها والمقايضة معها لإيقاف معادلة البحر الأحمر الكبرى والإستراتيجية مع محاولات إيقاف يد اليمن الطولى وعلى أمل استكمال عملياته العسكرية في فلسطين والتهجير القسري ودفع عجلة قطار التطبيع ومقايضة أنظمة عربية وإسلامية بالتطبيع مقابل الاستمرارية والبقاء وبناء وتوفير الحماية لها ودفعها إلى المشاركة والعمل على كبح جماح اليمن وقائدها المفدى لتبدأ مرحلة جديدة من مؤامرة خطيرة بهندسة بريطانية ومشاركة أمريكية بريطانية إسرائيلية غربية عربية من بعض دول المنطقة التي رضخت للضغط والابتزاز والمساومة والتهديد والوعيد في استكمال المشروع الاستعماري الغربي للمنطقة وبقاء مستدام للهيمنة الغربية على منطقة الشرق الأوسط والسيطرة على اهم المضائق الاستراتيجية في باب المندب وأعالي البحار والمحيطات وغيرها والسيطرة على الثروات وخيرات الشعوب ومقدراتها.

وامام هذه المشاريع الخطيرة اعلن سماحة السيد القائد يحفظه الله في الخطاب الاستراتيجي عن المرحلة الرابعة في عمليات اليمن المساندة لفلسطين وغزة وشعبها المظلوم ومجاهديها ألأبطال وهي مرحلة بالتأكيد حاسمة وقاصمة ومزلزلة وفيها اقتلاع نهائي للمشروع الاستعماري الأمريكي والبريطاني الإسرائيلي والغربي من اليمن وفلسطين والمنطقة على مستوى الجغرافيا واليابسة وعلى مستوى البحار والجزر والممرات المائية المهمة والاستراتيجية في باب المندب والرجاء الصالح وغيرها وكسر القطبية الواحدة والهيمنة الغربية على المنطقة والعالم ويأتي هذا الإعلان عن المرحلة الرابعة بعد جولات مكوكية للأمريكان وإعلان عن سياستهم في انتهاج سياسة العصى والجزرة وتقديم العروض المناسبة لهم لتقويض الموقف اليمني من الاستمرار في دعم غزة واستمرار عملياته العسكرية الكبرى والاستراتيجية في نصرة فلسطين والتلويحات والاستعدادات بتوسيع العدوان على اليمن مع دخول غزة في مرحلة مؤقته في تهدئة لا توقف العدوان ولا ترفع الحصار عنها وبعدها تعود جولة جديدة من مسلسل العدوان والقتل والإجرام في فلسطين المحتلة وهنا كانت الرسالة من سماحة السيد القائد يحفظه الله واضحة بان اليمن مع فلسطين حتى الانتصار وفي نصرتها بشكل مستدام وهي معادلة ثابته لن تغيرها الظروف والمتغيرات الدولية وهي معادلة ردع استراتيجية مستدامة في كل المراحل والجولات القادمة حتى الانتصار وزوال إسرائيل باذن الله

 

وفي الإطار الآخر ومع التسلسل التدريجي في قراءة بنية الخطاب وجوهرية الرسائل الاستراتيجية والواضحة واهميتها واهمية الوقوف عليها وعلى اتخاذ جزئيات تحليلية من الإشارات والإيحاءات والرسائل المعلنة والغير معلنة لتكون ذات استراتيجية في التحليل السياسي ومنها التركيز للقائد في الخطاب على الإشادة بالثورات الشعبوية الحاصلة في القرن الأفريقي والمتحركة ضد الاستعمار الغربي الأمريكي البريطاني مع الإشارة والدعوة بإيحاءات سياسية واضحة لاستمرارها مع تحرك بقية الشعوب العربية والإسلامية في إشعال جذوة الثورة وإسقاط وطرد مشاريع الاحتلال الغربية وسقوط عملائهم وأنظمتهم المصطنعة والخاضعة والمستسلمة للأمريكان والبريطانيين والغرب وتعريض ثروات ومقدرات شعوبهم للنهب والسيطرة والاستحواذ وهنا هي الثورة على مستوى المنطقة والعالم، والثورة عنوان للتحرر والانتصار والتغيير الجذري لابد منه وهو ضرورة ملحة في هذه المرحلة الذي وصل فيه الحال إلى منتهاه ولابد من التحرك بمسؤولية ووعي وعنفوان وبشكل كبير وبزخم اكبر ..

(5)

الأقسام: آراء