تحركات العدوان ما بين أمريكا والخليج.. التحريض وتلفيق الأكاذيب ضد صنعاء والقوات المسلحة.. ماذا بعد ؟!

المراسل : تحليل

تشن الوسائل الإعلامية التابعة للتحالف السعودي الإماراتي حملة هجومية ضد الحكومة اليمنية في صنعاء وضد“أنصار الله”، وتركز الحملة الهجومية على تلفيق ادعاءات واتهامات ضد أنصار الله في الجانب المالي وادعاء أن حكومة صنعاء تدمر القطاع المصرفي، وبالتزامن مع الهجوم من قبل أدوات التحالف السعودي الإماراتي هناك هجوم آخر وفي نفس السياق من قبل الصحافة الإسرائيلية ومراكز الدراسات الأمريكية التي تروج للأهداف الأمريكية وسياساتها ضد الدول والأطراف المناهضة لها.

 

تستنفد الأموال في حرب غزة

مؤسسة “الدفاع عن الديمقراطية FFD”، مؤسسة بحثية أمريكية تصدر تقارير عن السياسات الخارجية الأمريكية وهي من الوسائل الأمريكية للتأثير على الدول، نشرت تقريراً نقلاً عن تقرير نُشر في صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، حيث يوجه التقرير اتهاماً لأنصار الله باستنفاد الإيرادات المالية لتوجيهها لصالح العمليات العسكرية والمجهود الحربي للقوات اليمنية التي تشن هجمات ضد السفن الإسرائيلية والسفن الأمريكية والبريطانية.

 

أكاذيب..تبديد المال العام

الهجومين المتزامنين من قبل أدوات التحالف السعودي الإماراتي وكيان الاحتلال الإسرائيلي والصحافة الأمريكية ضد الإدارة المالية لحكومة صنعاء، يكشف أن هناك حملة منظمة ضد صنعاء على خلفية موقفها المساند لقطاع غزة والمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، خاصة وأن الضخ الإعلامي الذي يبثه الإعلام التابع للتحالف السعودي وكذا التقارير الهجومية من الصحافة الإسرائيلية ضد صنعاء جميعها تتعلق بجانب واحد وهو اتهام صنعاء بتبديد المال العام والإيرادات المالية في المجهود الحربي المساند لغزة، وهو ما يعني أن هناك حملة إسرائيلية أمريكية في الأساس هدفها تحريض الرأي العام اليمني ضد حكومة صنعاء والقوات المسلحة اليمنية، في محاولة فاشلة كما فشلت كل المحاولات المشابهة لها لتفكيك الجبهة الداخلية اليمنية وإحداث شقاق وصراع داخلي يضعف الجبهة اليمنية المساندة لغزة، بعد فشل الضغط العسكري الأمريكي ضد صنعاء في تحييد اليمن عن مواصلة فرض الحظر على الملاحة الإسرائيلية من العبور من مضيق باب المندب.

المضحك في الدعايات التي يروج لها الإعلام الإسرائيلي ضد اليمن، تشبه إلى حد كبير تلك التي كانت أدوات التحالف السعودي تنشرها وتبثها في ذروة الحرب التي شنها التحالف السعودي الإماراتي ضد اليمن والتي كانت تثير السخرية لدى اليمنيين بدلاً من أن تحقق أهدافها التي يريدها التحالف، وللتذكير على سبيل المثال بتلك الدعايات: “ادعاء البعض ممن كانت تستضيفهم قنوات العربية والحدث بأن الصواريخ اليمنية التي تستهدف بها صنعاء القواعد العسكرية الأمريكية والمنشآت الاستراتيجية الاقتصادية هي صواريخ إيرانية ويتم تهريبها وإدخالها إلى اليمن داخل كراتين مقفلة عبر البحر، وكذا ادعاء أن الصواريخ أيضاً كان يتم تهريبها من عمان على متن سيارات نقل القات، أو ادعاء أن القوات اليمنية التي تحارب مقاتلي التحالف السعودي الإماراتي والمرتزقة السودانيين أنها موجودة تحت الأرض ولهذا لم يتمكن التحالف السعودي من استهدافها”.

 

الدور الإسرائيلي

أما فيما يخص بالدعايات الإسرائيلية الخاصة بتخصيص الأموال والإيرادات للمجهود الحربي، فقد قدمها الإسرائيلي بطريقة تثير السخرية وتكشف حجم الفشل في الحصول على المعلومات لدى كيان الاحتلال، لدرجة اللجوء لاختلاق القصص وفبركتها ومحاولة تشبيك وربط بعض الفبركات وبثها عبر الإعلام الصهيوني ليتلقفها أيضاً الأمريكي ويعيد نشرها.

وعلى سبيل المثال ما نشرته جيروزاليم بوست وأعادت نشره في تقرير منفصل مؤسسة (FDD) الأمريكية في 7 مايو الجاري، حيث يزعم التقرير أن هناك مجلساً يديره حزب الله عن طريق شخص موجود في اليمن وهو من يدير العمليات العسكرية للقوات اليمنية ضد السفن الملاحية والسفن الحربية الغربية في البحر الأحمر وخليج عدن، وأن هذا المجلس يقوده.

 

رضوان من ….لبنان أم اليمن؟

التقرير يزعم أن حزب الله الذي لديه “قوة الرضوان” وهي وحدة النخبة العسكرية في حزب الله وأكبر تهديد لكيان الاحتلال الإسرائيلي في جبهته الشمالية، يزعم التقرير أن هذه القوة مرتبطة بشخص يدعى “أبو رضوان”، التقرير يزعم أيضاً أن “أبو رضوان” هو القيادي في المجلس اليمني الذي يدير العمليات العسكرية ضد الملاحة الصهيونية، وبطريقة تثير السخرية زعم كاتب التقرير أن “أبو رضوان” بما أنه يحمل هذا الاسم فهذا دليل على أنه قائد قوة الرضوان في حزب الله في لبنان وبالتالي فإن ذلك دليل على أن حزب الله يتحكم في المجلس اليمني الذي يدير الإيرادات في اليمن بمناطق سيطرة حكومة صنعاء ويخصص 70% منها للعمليات العسكرية والإنتاج والتصنيع الحربي المستخدم في استهداف السفن وحظر

 

الملاحة، وبالتالي حسب ما يزعم التقرير الإسرائيلي فإن حزب الله هو الذي يتحكم بقوت اليمنيين وهو من يفرض عليهم إتاوات مالية من جمارك وضرائب وتقسيمها بين الخدمات وبين المجهود العسكري.

اشتراك أدوات التحالف السعودي الإماراتي، في التحريض على صنعاء، بقدر ما يكشف مدى انكشاف تبعية هذه الأدوات اليمنية التي يقيم معظمها خارج اليمن خلف العدو الصهيوني والأمريكي وانكشاف دورها الوظيفي ضد كل من يساند المقاومة الفلسطينية، بقدر ما يأتي للتغطية على ما يحدث في الجانب المالي في مناطق سيطرة التحالف السعودي الإماراتي .هناك انهياراً كبيراً لدى البنك المركزي في عدن والذي يواجه اتهامات من المصارف الخاصة في جنوب اليمن بأنه يقود الاقتصاد في مناطق الجنوب نحو الانهيار.

 

السعودية والمستقبل المظلم

وفي سياق الانجرار السعودي مع تيار واشنطن وتل أبيب وجه محللون ومراقبون للشأن السياسي في منطقة الشرق الأوسط، تحذيرات للمملكة السعودية، مشيرين إلى أن أي تحرك غير محسوب بالنسبة لها تجاه اليمن قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

وأوضحوا أن أي خطوة سعودية تصعيدية ضد اليمن قد تؤدي إلى استئناف العمليات اليمنية على قطاع النفط وهذه المرة من المرجح أن تُضرب جميع موانئ التصدير وأنابيب النقل التي تمتد من الشرق إلى الغرب، بما في ذلك المحطات التحويلية ومحطات التكرير، وذلك بشكل يومي حتى يتم إيقاف تدفق النفط العربي إلى الغرب وهي عواقب وخيمة قد تلقي بظلالها على مستقبل النظام السعودي وحكم آل سعود.

وأعتبروا أن ذلك إذا حدث سيكون “أكبر خطأ استراتيجي سعودي”.

وفضل المحللون والمراقبون استجابة السعودية بشكل فوري إلى دعوة زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي الأخيرة لإنهاء الحرب المفتوحة والسعي لحل القضايا المعلقة والاستحقاقات الإنسانية قبل أن ينفجر بركان اليمن ويجرف المملكة السعودية إلى الهاوية.

(33)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل