موقع صيني يسلط الضوء على هجمات “صنعاء” وثكناتها العسكرية: استراتيجيات “الحوثيين” العسكرية تُلهم العالم

المراسل – متابعات:

تزداد هجمات الحوثيين ضراوة، حيث قاموا بشن قصف عنيف على سفن البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، ولكن المفاجأة أن البحرية الأمريكية انسحبت بسرعة. هل هذا اعتراف بأنها لا تستطيع مواجهة قوات غير نظامية؟

في الآونة الأخيرة، شنت القوات الحوثية في اليمن هجمات باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ، بما في ذلك 139 صاروخاً باليستياً، 10 صواريخ كروز، 10 صواريخ مضادة للسفن، و372 طائرة بدون طيار، و26 زورقاً هجومياً بدون طيار. أدت هذه الهجمات إلى غرق سفينتين تجاريتين وإلحاق الضرر بـ30 سفينة أخرى، مما جعل تأثيرها مذهلاً.

على الرغم من أن حاملة الطائرات الأمريكية تمكنت من اعتراض معظم الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقها الحوثيون، إلا أن العملية التي أطلق عليها اسم “حارس الازدهار” تبدو محكوم عليها بالفشل من منظور أوسع.

تشير البيانات إلى أن حجم نقل الحاويات في البحر الأحمر انخفض بنسبة 90%، وأن السيطرة على ممر باب المندب وخطوط الملاحة في البحر الأحمر أصبحت في أيدي الحوثيين.

في هذا السياق، قررت حاملة الطائرات “إيزنهاور”، التي تم نشرها في البحر الأحمر لمدة 8 أشهر، مغادرة المنطقة، مما أثار دهشة الكثيرين وتساؤلات عما إذا كانت الولايات المتحدة قد تراجعت.

بعد انسحاب البحرية الأمريكية، لم تتوقف القوات الحوثية عن هجماتها، بل استمرت في استهداف السفن التجارية الغربية في البحر الأحمر، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة وعدم اليقين في التجارة الدولية. هذا الاستمرار في عدم الاستقرار يوضح أن أسباب النزاع العميقة في المنطقة لم تُحل حتى مع تدخل القوى الغربية.

وفي الوقت نفسه، تصاعدت الصراعات في مناطق أخرى من الشرق الأوسط. قامت التنظيمات المقاومة في العراق بشن هجمات بطائرات بدون طيار على القواعد الأمريكية، مما يمثل تحدياً مباشراً للولايات المتحدة ويعقد الوضع الأمني الإقليمي.

بالنسبة للتنظيمات المقاومة في العراق، فإن هجماتها على القوات الأمريكية ليست فقط تعبيراً عن مقاومة الاحتلال الطويل الأمد، ولكنها تعكس أيضاً تصاعد المشاعر القومية والمعادية للإمبريالية في المنطقة.

من الناحية الواقعية، فقدت القوات الأمريكية في البحر الأحمر تفوقها، حيث أصبحت محاصرة بثلاثة أسلحة رئيسية نشرها الحوثيون: الصواريخ فرط الصوتية، الزوارق الهجومية بدون طيار، والطائرات بدون طيار.

أولاً، تعتمد القوات الحوثية على كتيبة من الصواريخ، تتصدرها الصواريخ فرط الصوتية، إلى جانب الاستخدام الواسع للصواريخ محلية الصنع، مما يبرز أن القوة المسلحة الصغيرة يمكنها تحقيق اختراقات في الحروب الحديثة ذات التكنولوجيا العالية بفضل الضمان المزدوج للجودة والكمية. لم ترفع هذه الصواريخ من مدى وقدرة الحوثيين الهجومية فقط، بل شكلت أيضاً تحدياً كبيراً لأنظمة الدفاع الجوي للعدو.

ثانياً، من المهم تحليل الزوارق الهجومية بدون طيار التي أدخلها الحوثيون حديثاً. وفقاً للبيانات التي أعلنوها، فإن هذه الزوارق تتمتع بسرعة 35 عقدة وقدرة تحميل تصل إلى 150 كيلوغراماً من المتفجرات، وأداؤها مشابه لتلك التي تدعمها الولايات المتحدة والدول الغربية في أوكرانيا، مما يدل على مرونة الحوثيين في تطبيق التكنولوجيا العسكرية الجديدة.

استخدام هذه الزوارق يوفر للحوثيين وسيلة ضرب بحرية منخفضة التكلفة ولكن عالية الكفاءة، ويظهر قدرتهم على تطبيق تكتيكات حرب العصابات في القتال البحري.

أخيراً، الكميات الهائلة من الطائرات بدون طيار توفر للحوثيين منظوراً جديداً في حرب العصابات البحرية. هذه الطائرات تزيد من كثافة الضربات على أهداف العدو، وتستهلك بشكل كبير موارد الدفاع عالية القيمة للعدو عبر عمليات منخفضة التكلفة.

هذا الاستخدام للتكتيكات يظهر أن الجانب الذي لا يملك التفوق التكنولوجي يمكنه تحقيق توازن على ساحة المعركة بفضل الاستخدام المبتكر للاستراتيجيات.

من منظور تاريخي، تمكن الحوثيون من شن ضربات فعالة على حاملة الطائرات الأمريكية، مما يبرز تكتيكاتهم العسكرية الاستثنائية ويشكل تحدياً قوياً لتوازن القوة البحرية بعد الحرب العالمية الثانية. نجاح الحوثيين لا يعتمد على الأسلحة المتقدمة بقدر ما يعتمد على كيفية استخدام الموارد المحدودة بطرق تكتيكية مرنة ومتغيرة إلى أقصى حد.

بالنظر إلى ما سبق، فإن استراتيجيات الحوثيين العسكرية واستخدامهم لأنظمة الأسلحة توفر للعالم نموذجاً حياً لـ”الضربات غير المتكافئة”.

التنظيمات المسلحة في الشرق الأوسط ليست جيوش نظامية، لكنها كبيرة بما يكفي، وتضم مئات الآلاف، وحتى الملايين من المقاتلين، ويمكن تجهيزها فوراً بالصواريخ، والطائرات بدون طيار، وقاذفات الصواريخ وغيرها من الأسلحة الفتاكة.

إذا دخلت كتيبة أمريكية إلى ساحة المعركة، فستتعرض لخسائر فادحة، وقد يكون من الصعب عليها النجاة. وهذا لأن الولايات المتحدة تواجه ليس فقط ساحة المعركة في الشرق الأوسط، بل أيضاً صراعاً في أوكرانيا وضرورة الاستعداد لمواجهة محتملة مع الجيش الصيني في تايوان.

ما يُسمى بـ”جشع الإنسان يبتلع الفيل”، الولايات المتحدة مُصرة على إعادة الهيمنة إلى عصرها الذهبي، لذا فإنها تستنزف قواها الوطنية لتوسيع نفوذها عالمياً. فشلها في البحر الأحمر يعد درساً قاسياً لها.

(3)

الأقسام: الاخبار,المراسل العالمي,اهم الاخبار,عاجل