عندما نتعمق في تفاصيل ما يحدث في الساحة وتحديداً ساحة المواجهة مع العدو الصهيوني نجد أن العدو يركز وبشكل كبير على ضرب الأمة من الداخل، لإضعاف الروح الجهادية والثورية، وذلك من خلال استهداف قادات محور الجهاد واحداً تلو الآخر، ابتداءاً بالشهيد إسماعيل هنية رضوان الله عليه،
والذي كان يريد العدو من خلال استهدافه زرع التفرقة والعداء بين محور المقاومة وإيران، كي تنسحب إيران من المواجهة مع محور المقاومة ليسهل لهم بذلك القضاء على باقي فصائل محور المقاومة والجهاد، ولكن خابت آمالهم ورهاناتهم وباءوا بالفشل بعون الله وبوعي وإدراك المجاهدين العظماء من قادات المحور الذين تثقفوا بثقافة القرآن واستقوا الحكمة منه وانطلقوا في سبيل الله على اساس توجيهاته، وبعد أن خسر العدو في رهانه الأول انتقل إلى الرهان الثاني وهو ضرب الأمة في صميمها وذلك من خلال استهداف شهيد الأمة الإسلامية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، ولكنهم لم ينالوا ماكانوا يأملونه بل تفاجأوا بصلابة وصمود واستبسال رجال حزب الله الذين أعدهم نصرالله ليكونوا كابوس يطارد الأنجاس الصهاينة ويفتك بهم.
وجد العدو أن الأمة المجاهدة ليست كما يصورها لهم الخونة والعملاء من المنافقين المرتمين في أحضانهم، الذين لا كرامة ولا سيادة ولا دين ولا قضية لديهم، بل أن الأمة المجاهدة المقاومة لا تضعف ولا تستكين عند سقوط قاداتها شهداء بل تزداد قوة وصبراً وثباتاً وعزماً على مواصلة الجهاد والتضحية في سبيل الله،
وما شاهدناه اليوم من شجاعة واستبسال قائد المقاومة الشهيد البطل «يحيى السنوار »سلام الله على روحه الطاهرة، الذؤي أرعب الصهاينة ونكل بهم وفرق جمعهم وواجههم من مسافة صفر ليثبت لهم ولكل العالم إن القائد في محور الجهاد هو الذي يقود المعركة بنفسه ويتقدم الصفوف، وليس كما هو حال النتن ياهو الذي يختبئ في الملاجئ مع الجرذان.
نقول لكل من يظن بإن استشهاد قادات محور المقاومة سيوقف المجاهدين أو يضعفهم، بالعكس بل إنه كلما ارتقى شهيداً منا زدنا قوة وحمية وشوقاً لمواجهة العدو وإن ما يقوم به العدو هو في مصلحتنا نحن كما قال الشهيد أبا هادي سلام الله عليه “نحن عندما ننتصر ننتصر وعندما نُستشهد ننتصر “.
وهذا هو سر ثباتنا وقوتنا نحن قوم خلقنا كي نبيد الظلم والطغيان ولن نقبل أن نعيش في ظل الطغاة مهما كانت الأثمان، وإن رهانات الصهاينة وأذيالهم ليست سوى آمال سرابية وسيكشف لهم الواقع حقيقة ذلك وإن العاقبة للمتقين.
(0)