تقرير خاص: مفاوضات الكويت تدخل مرحلة الضياع !

خاص| المراسل نت:

خيم التشاؤم على أجواء المفاوضات بين الأطراف اليمنية اثر اتساع الهوة بين المتفاوضين وأسهم المبعوث الأممي في توسيعها وتشتيت القضايا.

ففيما كان الوفد الحكومي يشترط تنفيذ الحوثيين لقرار مجلس الامن 2216 قبل أي خطوة سياسية كان الحوثيون يطالبون بتلك الخطوة السياسية على مستوى الرئاسة وتشكيل حكومة قبل أي اجراء لتنفيذ القرار وكان ولد الشيخ قد أعلن في رؤيته تبني موضوع تشكيل الحكومة وتراجع بفعل ضغوط الرئيس هادي وفريقه.

ولد الشيخ من جانبه حصر المفاوضات في الجانب العسكري والأمني واستجاب لمطلب الحكومة بتحديدة أسبوعين غير قابلة للتمديدة تكون هي فترة الجولة الثانية من المفاوضات التي ابتعدت عن مسارها وبددت كل ما تم انجازه بالجولة الأولى.

وانعكس انسداد الافق في المفاوضات على التغطية الاعلامية حيث وبحسب صحيفة السياسة الكويتية “وصفت مصادر مطلعة على ملف المشاورات اليمنية أجواء الاجتماعات التي تمت على انفراد بين المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ، ووفدي الحكومية، و”الحوثي – صالح” خلال الساعات الماضية، بالملبدة وتسمك كل طرف بارائه السابقة، وبالتالي العودة الى المربع الأول وضياع الجولة الاولى من المشاورات التي امتدت لاكثر من 70 يوما دون تحقيق نتائج تذكر”.

 

أما المحلل السياسي والمختص بالشأن اليمني محمد الأحمد وفي مقال بعنوان “البحث عن أي انتصار في الكويت” نشره موقع روسيا اليوم فيقول فيرى أنه “ولضمان الاستمرار في مهمته وبقاء مباحثات السلام ودخولها جولة ثالثة ورابعة، سيكون على المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ إما تمديد الفترة الزمنية المقررة لهذه الجولة والتي تنتهي بنهاية الشهر الجاري، أو إنجاز أي نجاح في ملف الأسرى في انتظار الاتصالات السرية بين الدول الكبرى والسعودية للوصول إلى مقاربات تساعد على التوصل إلى حل سياسي وإغلاق ملف الحرب في اليمن”.

وفي ظل انسداد الأفق رأى رئيس وفد الحوثيين محمد عبدالسلام في حوار تلفزيوني اليوم “أنه يجب عدم تضيع الوقت مع ممثلي السعودية في محادثات الكويت بل مع المعنيين مباشرة أي السعوديين، موضحاً أن الحوار في الكويت لم يكن مع وفد الرياض بل مع المجتمع الدولي”.

على المستوى الدولي والاقليمي وعلى عكس حقيقة الاجواء الملبدة، حظي استئناف المفاوضات بين الاطراف اليمنية في الكويت بدعم وترحيب أوروبي وخليجي في وقت تشهد تلك المفاوضات تعثرا مبكراً بسبب تباين الرؤى بين الطرفين.

ففي ختام أعمال الدورة الخامسة والعشرين للمجلس الوزاري المشترك بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي صدر بيان يؤكد الدعم الاوروبي الخليجي للمبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ في تسهيل التوصل إلى تسوية شاملة ومستمرة بين الأطراف اليمنية لاستعادة السلام واستئناف العملية الانتقالية وفقاً للمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل ،وقرار مجلس الأمن الدولي وخاصة القرار 2216 ،والقرارات الأخرى ذات الصلة.

من جانبها أعلنت فرنسا تأييدها لرؤية المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ التي تقضي بتشكيل حكومة توافق وطني من كل المكونات اليمنية بناء على المرجعيات المتفق عليها.

وبالرغم من تراجع ولد الشيخ عن رؤيته إلا ان الناطق باسم وزير الخارجية الفرنسي رومان نادال قال إن بلاده رحبت باستئناف محادثات السلام اليمنية بالكويت تحت رعاية الأمم المتحدة، مشيدة بالدور الذي لعبته الأطراف الفاعلة لجعل ذلك ممكناً.

وأشار إلى أن باريس تعبر عن دعمها الكامل للجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد من أجل تيسير إبرام اتفاق سياسي دائم.

وأضاف أن بلاده تدعو كل الفرقاء إلى الامتثال الكامل لوقف إطلاق النار وإلى بذل جميع الجهود الكفيلة بالتوصل إلى اتفاق وفقا للقرار 2216 لمجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أن هذا يعني إطلاق عملية انتقالية جديدة وتشكيل حكومة تمثل جميع مكونات الشعب اليمني وعودة مؤسسات الدولة.

 

(243)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل