واشنطن تفشل أمام “صنعاء”.. الغارات على اليمن تزيدها قوةً!

 

المراسل – أصيل نايف حيدان – خاص:

في مفارقة عجيبة تؤكد تقارير أن واشنطن لم تستطع تحقيق أهدافها في اليمن بل انعكست عليها بزيادة اليمنيون قوةً أكثر، بينما يتسابق بعض الحكام العرب محاولين إرضاء أمريكا وخدمتها في المنطقة.

تؤكد المعطيات أن قوات “صنعاء” أصبحت قوة تهابها أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني وأن العدوان الأمريكي الأخير المستمر منذ 15 مارس الذي كلف أمريكا مليارات الدولارات يباء بالفشل على واشنطن التي زعمت أنها تنجح في تحقيق أهدافها وفي الحقيقة لا أهداف لها سوى المدنيين من الأطفال والنساء والأحياء السكنية والبنية التحتية كما يحدث من قبل الكيان الصهيوني من عدوانٍ على غزة.

صحفٌ ومواقعٌ أمريكية وعالمية تشير إلى أن اليمن يطور من قدراته تباعاً، وأصبح يمتلك ترسانة عسكرية مدهشة من الصواريخ والمسيّرات، وأن العدوان الأمريكي على اليمن انعكس على واشنطن بزيادة اليمنيون قوةً أكثر.

وتحدثت مجلة “ذا ماريتايم إكزيكيوتيف” “الهيئة التنفيذية البحرية” الأمريكية، المتخصصة في الشؤون البحرية عن تطور الترسانة العسكرية لقوات “صنعاء” بشكل مذهل، مؤكدةً أن اليمنيين طوروا بنية تحتية وقدرة تقنية لدعم هذه القوة وهي متفرقة ومحمية جيدًا، ما يجعل القضاء عليها صعبًا.

ونقلت المجلة الأمريكية تقريراً للباحث في معهد واشنطن مايكل نايتس بأن البيئة اليمنية أوجدت أمة من المحاربين يصعب إكراههم، مما يجعل تدمير قدرات ما أسمى بـ”الحوثيين” أمرًا شبه مستحيل، واصفاً اليمن بأنها المجتمع القبلي ذو التاريخ العسكري الطويل، مؤكداً أن اليمنيون “محاربون أشداء” يصعب إخضاعهم وأن أي محاولة لتدمير القدرات الصاروخية اليمنية بالكامل “غير واقعية”.

وأوضح أن العدوان السعودي الإماراتي لم ينجح على مدى أكثر من 9 أعوام في “قلب موازين الأمور أو تحييد القدرات اليمنية”، مضيفاً أن قدرة قوات “صنعاء” على الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية استندت إلى ترسانة قوية بشكل مدهش من هذه الأسلحة التي تم بناؤها خلال الفترة التي سبقت العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.

وتطرق لبداية العمليات اليمنية في البحر الأحمر ومنع الملاحة الإسرائيلية مساندةً لغزة، موضحاً أن ما لقبهم بـ”الحوثيين” خرجوا عن نطاق السيطرة عندما بدأوا هجماتهم على السفن الإسرائيلية والمرتبطة بالعدو الإسرائيلي، مؤكداً أن الحرب تعد هواية وطنية في اليمن.

من جانبها نشرت صحيفة “ميل آند غارديان” الرائدة في جنوب أفريقيا تقريراً للكاتبة في جنوب أفريقيا سوزارن بارداي بعنوان “البحر الأحمر يشتعل: الولايات المتحدة تقصف اليمن والحوثيون يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل”.

وأكدت باراداي أن الولايات المتحدة شنت هجومًا شاملًا على اليمن، سقط على إثره العشرات من الشهداء والجرحى المدنيين، مؤكدةً أن هذه الأفعال تُعد انتهاكًا مباشرًا للقانون الدولي، وتُسهم في دوامة العنف وجرائم الحرب، وبموجب اتفاقيات جنيف، تُعتبر الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية جرائم حرب، وقد أدى استخدام الغارات الجوية والطائرات المُسيّرة الأمريكية في المناطق المأهولة بالسكان إلى خسائر بشرية ودمار واسع النطاق في صفوف المدنيين، وهو انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي.

بمهاجمة “صنعاء”، لا تُوسّع واشنطن نطاق الحرب فحسب، بل تتدخل مباشرةً في صراعٍ متجذّر في العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، وبدلًا من الدعوة إلى إنهاء جرائم الحرب الإسرائيلية، اختارت الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب الظالم، مُعاقبةً من يتجرأ على المقاومة -حسب تقرير الكاتبة سوزارن بارداي-.

ومن خلال زيادة وجودها العسكري وشن حرب ضد “الحوثيين”، تعمل واشنطن على تأجيج المزيد من عدم الاستقرار، متجاهلة القانون الدولي، ومثبتة مرة أخرى أن التزامها بحقوق الإنسان ليس أكثر من مجرد خطاب أجوف.

(3)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,المراسل العالمي,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل