خطاب قائد الثورة الأشد على العدوان الأمريكي السعودي

عبدالرحمن الاهنومي

 

  • في المضمون.. جاء الخطاب في الذكرى السنوية للصرخة ضد المستكبرين ، وفي توقيت حسّاس ومهم إذ أن الأمور باتت على مفترق طرق سياسيا وعسكريا ،
  • رسائل واضحة:
  • لأل سعود أولا…إنكم أعجز من أن تتخذوا قرارا لأنفسكم بعيدا عن أمريكا أنتم مجرد أدوات حقيرة لا تملكون شرعية ولا قرارا ، والرسالة الأكثر وضوحاً في إشارته إلى ما حل بالعدوان خلال العام والنصف، وفي الأمر كله “أحلامكم مستحيلة التحقق” القرار والشرعية لليمنيين “وانطحوا برؤوسكم في أقرب صخرة”!
  • لليمنيين ثانيا.. النصر لكم ، معادلتنا “النصر أو الشهادة (والله لو نتحول الى ذرات تبعثر في الهواء أهون علينا من أن نستسلم لأولئك المجرمين الطواغيت).
  • وقبل الغوص في المضامين لا بدّ من التوقف في الإطلالة وتوقيتها إذ كان “علم الجمهورية اليمنية بيد رمز البطولة والشموخ في جانب” وشعار الصرخة في وجه المستكبرين في جانب آخر ، وعلى المشهد المرسوم نسج السيد خطابه واسترسل فيه!

وفي التوقيت جاء الخطاب في مرحلة دقيقة وحساسة ومفترق طريق ، وعقب أتفاق تاريخي بين المكونات اليمنية!

  • في مقدمة خطاب السيد عبدالملك حفظه الله كنا أمام توصيف دقيق لمرحلة تاريخية طويلة وعمّا آلت إليه احوال الأمة وتموضعها ، من انقسام وتشرذم ووحدة مخطّطيها ومنفذّيها وأبعادها.
  • ينطلق من السيد عبدالملك في شرحه وتوصيفه لحال الأمة وتموضعها من منهجية قرآنية راسخة ،تضع الأمة على يقين من درجة الاستهداف الوجودي، ولديها قرار يقيني بخوض المواجهة مع هذه الأعداء، ومن الخطاب وما تضمنه من شرح مستفيض للمشروع الأمريكي وما تقوم به أمريكا من توظيف واستخدام لأدوات وعناوين ، بل مكونات وأنظمة جرى تصنيعها وبرمجتها وتسخيرها للحرب الأمريكية المنحطة ، والاستنزاف المستمر للأمة ومقدراتها ، ينظر السيد القائد عبدالملك الحوثي إلى العدوان على اليمن من هذه الزاوية ، ويعرف الانحراف عن القيم القرآنية “النفاق” ، وإدارة الظهر ، هو ما خلق للأمريكيين فرصة للتحرك وشن الحروب.
  • الحرب على اليمن حرب وجودية ، لا تسوية ممكنة فيها ، بل هي حرب فشلت فيها التسوية ، والربح الذي يبتغيه تحالف العدوان بقيادة أمريكا هو “الاستسلام ” الحرب مفتوحة وحسابها لم ولن يقفل بين اليمنيين وبين العدوان إلا بنصر حاسم وكامل يحقق الاستقلال الكامل ، أو استسلام مهين ومذل قال عنه السيد القائد “بإنه حلم مستحيل” ، وأي تسوية لن تكون إلا متنفسا ومحطة لجولة جديدة، ، فالحوار والمفاوضات مجرد ستار تريده أمريكا لالتقاط الأنفاس نحو جولات جديدة من العدوان ، ومع ذلك يستدرك السيد بالقول : يريدون حلا.. الحل متاح ونحن جاهزون على أن يكون عادلا ومنصفا أما الاستسلام فهو المستحيل بعينه.
  • نجاح مفاوضات الكويت يعتمد على ما يريده العدوان ومدى قبوله بالحل ، ولم يعد لدينا أكثر مما قدمناه إلا الاستسلام ، وهو المستحيل بعينه ، ولن يكون حتى لو تبعثرنا ذرات صغيرة في الهواء ، وإذًا كان الظرف العام للأمة البيئة التي أنشأتها أمريكا واسرائيل وكل التطورات التي جرت في المنطقة تشكّل لحظة سانحة لانتصار أمريكا واسرائيل وحروبهما ، فإنها في اليمن حرب مستحيلة ، اليمنيون مستنهضون والعقوبات والحصار حروب ناعمة لا تفعل فيه ولا تؤثر.
  • وفي اشارته إلى الاتفاق مع المؤتمر الشعبي العام وجه دعوة لمن يريد الالتحاق ومن خلاله بني مقدمات ويرسم خطوات واستراتيجيات ، لا مجال للتخاذل والتراجع ، لا مكان للمنافقين ، لا شرعية لكم ، الشرعية لله وللمدافعين عن انفسهم ، لا تراجع في مواجهة العدوان ، وإلى حيث أقرب صخرة إنطحوا بها رؤسكم..
  • وفي رسالته الأخيرة حشد السيد عبدالملك كل المفردات والتعبيرات لاستنهاض الأعلى من القدرات واستنفار الأكثر من الناس ، وحشد الخطوط تلو الخطوط في الجبهات ، وتوجيه كل الطاقات نحو المواجهة ، وبشكل لم يسبق له مثيل وهو ما يضع معالم المرحلة القادمة من الحرب والمواجهة.
  • وبالعرض الذي أورده قائد الثورة للأحداث وحقيقة الحرب واهدافها وأبعادها ، أكد السيد على أن لا خيار عدا الصمود والمواجهة ، متكئا على ثقته بالله ، وتحرك الشرفاء ، ومستندا الى اتفاق تاريخي ، وقوة عسكرية متعاظمة واداء سياسي متميز.
  • وبالمحصلة فإن الخطاب باعتقادي أن كان الأشد والأقسى على تحالف العدوان الامريكي السعودي باعتبار التوقيت ، ولما حمله من مضامين ، وليس هناك شك في أننا نرى منذ مارس الماضي التحولات في مسار العدوان وما امتلكه اليمنيون خلال هذه الفترة من مقومات القوة المتراكمة من انتصارهم في الصمود ، إن لم تحقق أنتصار حاسم ، ستُدَّفع العدوان كلفة باهضة ومؤلمة وأليمة أكبر بكثير مما كان يحدث في السابق.

وفي الحرب قوانين تقوم على إستعداد كل فريق لمراكمة قوات إضافة الى قوته ، وتحسين اماكن ضعفه وإضعاف مصادر قوة العدو ، وتعميق مصادر ضعفه ، ومنذ بدء العدوان عمل تحالف العدوان الامريكي السعودي على محاور كثيرة لكن الأهم كانت محاولاته القضاء على مكامن القوة التي يمتلكها اليمنيون بدء بالعمل على تدمير الصواريخ البالستية ، وانتهاء بمحاولة خلق صراع بين المؤتمر وانصار الله ، بالاضافة الى فشله المتعاظم في حماية مواقعه في عمق نجران وجيزان وعسير..وجملة من المعطيات على المستوى السياسي والامني والعسكري والاقتصادي التي لا يتسع المقام لذكرها.

 

الآراء المنشورة تعبر عن وجهة نظر أصحابها ولا تعبر عن المراسل نت

(270)

الأقسام: آراء