هل قلبت روسيا الطاولة على التحالف في اليمن؟ : الحوثي وصالح أمام تحالف مع قوة عظمى

المحرر السياسي| خاص| المراسل نت:

يربط المراقبون مواقف روسيا الدولية في ملفات منطقة الشرق الأوسط بالملف السوري الذي يعتبر الملف الأهم والرئيسي لدى الروس وعادة ما يجري الحديث عن مواقف روسيا خصوصا في مجلس الأمن بأن هناك نوع من المقايضة تتسم بها تلك المواقف والثابت فيها هو الموقف من سوريا.

 

في الشأن اليمني شهدت الفترة الماضية تغيراً ملحوظاً في رؤية روسيا إلى اليمن وأطراف الصراع والذي كان يتسم بنوع من الحذر أحياناً وعدم الاكتراث أحياناً فروسيا سمحت بتمرير قرار مجلس الأمن 2216 الخاص باليمن عندما امتنعت عن التصويت وفي ذات الوقت لم تستخدم حق الفيتو لإيقاف القرار.

القول بوجود تغير في الموقف الروسي تجاه الصراع في اليمن يستند لمواقف روسيا مؤخرا والتي كان اخرها مساء اليوم الثلاثاء عندما أبطل المندوب الروسي “فيتالي تشوركين” مشروع بيان قدمته الولايات المتحدة والسعودية يحمل وفد الحوثيين والمؤتمر مسؤولية عدم التوصل لحل سياسي ويدعوهم للتعاون مع المبعوث الأممي في إشارة إلى ضرورة قبولهم برؤيته التي قدمها قبل أيام ووافق عليها وفد حكومة هادي ورفضه الطرف الاخر كون الرؤية تضمنت الحل العسكري الذي يلزم الحوثيين بالانسحاب وتسليم السلاح وتأخير الحل السياسي.

روسيا رفضت مشروع البيان الأمريكي السعودي في مجلس الأمن وجعلته لا يرى النور باستخدامها حق النقض (الفيتو) وهو البيان الثاني الذي تبطله روسيا خلال أسابيع بعد البيان الذي قدمته بريطانيا في منتصف يوليو/تموز الماضي.

ذلك البيان الذي رفضته روسيا في مجلس الأمن في يوليو/تموز الماضي أعدته بريطانيا بطلب سعودي حول استئناف مفاوضات الكويت بين الاطراف اليمنية يطالب “الأطراف جميعا باستئناف المحادثات في الكويت في الخامس عشر من يوليو الجاري دون شروط مسبقة كما حض على تقديم مقترحات لصياغة خارطة طريق شاملة لإجراءات تنفذ بشكل متناسق وكجزء من اتفاق ينهي الصراع”.

وحمل البيان البريطاني في حينه بنودا لم تعجب الروس وهي التي تظهر السعودية طرفا محايداً في الحرب على اليمن.

وكشفت قناة العربية السعودية نقلا عن دبلوماسي غربي في ذلك الوقت أن بريطانيا أجلت إصدار بيان صحافي من مجلس الأمن، كانت تخطه حول اليمن،

وبحسب مصدر القناة السعودية رفضت روسيا “تضمين البيان جملة ترحب باستضافة السعودية للجنة التنسيق والتهدئة خلال الأشهر الماضية”.

ويضيف المصدر أن بريطانيا نالت موافقة السعودية على تخفيف جملة “الترحيب” إلى “التقدير”، غير أن البعثة الروسية رفضتها أيضاً، وطالبت بالاكتفاء بوصف محدود هو “لاحظ المجلس”، الأمر الذي رفضته السعودية ومعها التحالف العربي.

 

الحوثيين والمؤتمر استقبلوا أخبار الموقف الروسي بترحاب فالأمر قد يفتح الباب أمام تغير قواعد اللعبة بشكل جذري فالطرفين الحليفين وصلا الى مستوى من القوة على الأرض أجبرت المجتمع الدولي على التسليم بها رغم أنهم كانوا وحيدين ويواجهون خصوما محليين يمتلكون الدعم الكامل من الدول الكبرى ولذلك فإن الموقف الروسي سيقوي موقف الحليفين المحليين في الفترة المقبلة كما فعلت روسيا في سوريا مع استبعاد ان يكون هناك تدخلا عسكريا في اليمن.

 

رئيس وفد الحوثيين في مفاوضات الكويت محمد عبدالسلام سارع الى الترحيب بالموقف الروسي وقال في تصريح مقتضب: ” نعبر عن تقديرنا لموقف روسيا في مجلس الأمن الرافض لاستمرار الحرب والحصار على الشعب اليمني والداعم لمسار الحل السياسي الشامل وليس فرض الاملاءات”.

 

وإذا كان من الواضح أن هناك تغيرا في الموقف الروسي تجاه الأزمة اليمنية وأطراف الصراع بما فيها التحالف فإن القراءات تعددت حول أسباب ذلك التغير.

هناك فريق يقول إن روسيا تعاملت مع الملف اليمني بحذر ولم تقدم دعما حاسما للحوثيين والمؤتمر في بداية عاصفة الحزم خشية أن يتمكن التحالف من القضاء على الحوثيين عسكريا والقضاء عليهم وعلى المؤتمر سياسيا خصوصا أن تحيزها لصالح قوى صنعاء كان سيؤثر على ردود الفعل الدولية خصوصا من الولايات المتحدة تجاه التدخل الروسي عسكريا في سوريا.

ويرى الفريق ذاته ان روسيا بدأت تفهم او تتضح الصورة لديها أن الحوثيين والمؤتمر استطاعوا تجاوز عاصفة الحزم وأصبحوا القوة الأولى في اليمن ولذلك اقتنصت روسيا الفرصة لاحتوائهم بغرض الحصول على حلفاء جدد في اليمن التي كانت خاضعة للنفوذ الأمريكي وخاصة أن الحوثيين والمؤتمر رغم انهم أصبحوا قوة معترف بها الا انهم ما يزالون يفتقدون للحليف الدولي المؤثر والذي يمكن لروسيا ان تكون ذلك الحليف.

فريق آخر يرى ان التغير في الموقف الروسي تجاه اليمن خصوصا في التصدي لتحركات الولايات المتحدة والسعودية في مجلس الأمن اقتصر لحد الان على إيقاف مشاريع بيانات وليست قرارات وإنها قد تكون من قبيل إيصال رسائل للغرب بأن الضغط على روسيا في سوريا سيقابله مواقف صارمة من موسكو في اليمن.

 

ملاحظة : يمنع اعادة نشر المادة او اجتزائها دون الاشارة إلى المصدر  المراسل نت 

(2405)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,المراسل العالمي,اهم الاخبار

Tags: ,,,,,,,,,,,,,,,,