المؤسسة الدينية بالسعودية تتولى مخاطبة الشعب عن الأزمات الاقتصادية الوشيكة

المراسل نت:

تظهر المؤسسة الدينية بالسعودية نشاطا ملحوظا باقتحامها للمضمار الاقتصادي في ظل التراجع النفطي والمالي حيث يتصدر الدعاة والائمة السعوديون المشهد في التخاطب مع الشعب والمؤسسات في هذا الجانب.

مفتي السعودية عبدالعزيز ال الشيخ وبعد ثلاثة أيام من دعوته للبنوك ورجال الاعمال بالتبرع للقوات السعودية التي تقاتل في الحدود مع اليمن عاد اليوم مجددا ليحذر من عواقب تأخير رواتب العمال والموظفين.

وبحسب وكالة الانباء الفرنسية “فرانس برس” حذر آل الشيخ رجال الأعمال والكفلاء من تأخير تسليم العمال والموظفين رواتبهم، مشيراً إلى أن المماطلة والتأخير في ذلك تتسبب في قلقهم، ما يؤثر في عملهم، الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل المشاريع.

وقال آل الشيخ، خلال حديثه في برنامج إذاعة القرآن صباح اليوم السبت، إن “عقد العامل مع عمله يقتضي أن يتسلم راتبه كل شهر، فإذا تأخر إلى أكثر من شهر فيه ظلم وضرر وأذى عليهم وعلى أسرهم، والواجب على رجال الأعمال والكفلاء أن يعطونهم أجورهم في أوقاتها”، مستشهدا بقول النبي محمد :”أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه”.

وأوضح آل الشيخ أن عدم إعطائهم حقوقهم يتسبب في قلق العمال، وعدم إعطاء العمل حقه، وقلة التركيز، ما يؤدي إلى تعطيل المشاريع، مشيراً إلى أن هذا التعطيل ربما يبرر لهؤلاء العمال الغش والإفساد في هذه المشاريع، التي سيترتب عليها أضرار كثيرة.

في سياق الازمة الاقتصادية التي تعيشها السعودية وصل فيجاي كومار سينغ وزير الدولة الهندي قبل ثلاثة ايام الى الرياض  بغرض إعادة آلاف العمال المسرحين من وظائفهم والعالقين في المملكة، دون مال أو طعام أو تذاكر طيران، في الوقت الذي تعهدت فيه الرياض بحل الأزمة.

وبحسب وكالة رويتز قال المسؤولون الهنود ان أكثر من 6200 عامل عالق كانوا موظفين لدى شركة «سعودي أوجيه» العملاقة للمقاولات، التي تملكها عائلة رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري والتي باتت غير قادرة منذ أشهر على دفع رواتب موظفيها.
وأدى التدهور الحاد في أسعار النفط إلى تخفيض الإنفاق في السعودية. كما دفع عددا من شركات الإنشاء إلى خفض نفقاتها والاستغناء عن خدمات عشرات الآلاف من العمال من جنوب آسيا وغيرهم من العمال الأجانب.
وأوردت صحيفة لبنانية أمس أن الحكومة السعودية تخوض محادثات مع الحريري لشراء «سعودي أوجيه» مع ديونها والتزاماتها المالية.
وقال مسؤولون في الشركة المتعثرة انه لم يتسن الوصول إلى الحريري للحصول على تعليقه. كما لم يتسن الحصول على تعليق المسؤولين السعوديين. وامتنعت الشركة في الماضي عن التعليق علنا على أوضاعها المالية.
ووصل سينغ أولا إلى جدة للقاء مسؤولي القنصلية الهندية هناك، قبل أن ينتقل إلى الرياض وفق ما أعلن مسؤولون هنود في تغريدات على تويتر.
وقال المسؤولون الهنود إن ما مجمله 7700 عامل هندي عالقين في السعودية بينهم 4072 في معسكرات مخصصة للعمال في العاصمة الرياض و2153 في جدة.
وقالت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج يوم السبت الماضي ان أرباب العمل لم يدفعوا لموظفيهم رواتبهم المستحقة بعد طردهم مما جعلهم لا يجدون قوت يومهم. وتوزع القنصلية الهندية حصص طعام للعاملين المسرحين بانتظار جهود إعادتهم إلى بلادهم.

موضوع متعلق:

إمام الحرم للشعب السعودي: استعدوا لمرحلة الإفلاس..لم تعد الحياة بالمجان!

خاص| المراسل نت:

يعتمد النظام السعودي تاريخيا على المؤسسة الدينية بالإنابة عنه في تمرير السياسيات او التغييرات التي يتم اقرارها عبر تقديمها للشعب السعودي بطريقة تجعل من القبول بذلك واجباً دينياً.

ومنذ سبعينات القرن الماضي إبان الطفرة المالية بسبب ثورة النفط عانت السعودية وبالتالي الشعب السعودي من عدة مشاكل لم يكن من بينها الصعوبات المالية، فصفقة الحكم كما يطلق عليها في السعودية والدول الخليجية قائمة على ترك الحكم للأسر المالكة مقابل تمتع الشعب بحياة الرفاهية.

اليوم مع تراجع اسعار النفط ومعاناة السعودية لأول مرة من عجز مالي وعجز في الموازنة العامة والتي انعكست على الشعب السعودي الذي بدأ يتحمل أعباءً لم يعتدها من قبل فالسعودي كان يحصل على كل شيء شبه مجاناً، لكن النظام السعودي اليوم وعلاوة على ما تم اقراره من اجراءات التقشف ورفع الدعم نسبيا عن كثير من الخدمات إلا أن الشعب السعودي ما يزال في بداية الطريق حيث يتوقع ان يتعاظم العجز ويتواصل هبوط اسعار النفط بالتزامن مع الحروب المكلفة التي تخوضها السعودية بشكل مباشر كما في اليمن او غير مباشر كما في سوريا والعراق.

مؤخرا تحدثت تقارير اقتصادية ان السعودية ربما تصل لمرحلة الافلاس خلال خمسة أعوام فيما رأى صندوق النقد الدولي أن الصناديق السيادية السعودية ستتبخر خلال ثلاث الى خمس سنوات رغم انها تقدر بأكثر من 700 مليار دولار.

أمام الوضع الجديد والخطط الاقتصادية غير المضمونة التي يقودها ولي ولي العهد محمد بن سلمان فيما يعرف برؤية “السعودية 2030” بدأ رجال الدني القيام بدورهم في تهيئة الشعب السعودي لتقبل المعاناة القادمة.

إمام وخطيب الحرم المكي صالح بن حميد في خطبة اليوم الجمعة كما نقلت عنه وسائل اعلامية متنوعة وجه تحذيرا للشعب وللمؤسسات وغيرها مما وصفه “داء الاسراف”، مشيرا الى أنه “يحمل آثارا وخيمة وابعادا خطيرة على اقتصاد الدول وثرواتها مما يؤدي الى  خسائرها، واعلان افلاسها”.

وشمل تحذير بن حميد بخصوص الاسراف من يضعون على موائدهم  صنوف المآكل، مشيرا الى أن الاسراف يفضي الى الفقر  والفاقة.

كما قال بن حميد في خطبته “كم من بيوت أسسها آباء مقتدرون وفي انفاقهم راشدون، فورثهم أبناء مسرفون، أطلقوا لشهواتهم العنان، فتبددت بيوتهم، وتبددت ثرواتهم، وتلك  عاقبة المسرفين، ومآلات المترفين”.

كلفة الحرب التي تعاني منها السعودية اصبحت ظاهرة وغير قابلة للصمت عنها او التستير عليها فقد دعا مفتى السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الاربعاء الماضي رجال الاعمال للتبرع بالأموال لصالح جبهات القتال والمواطنين للتبرع بالدم لصالح جنود الجيش السعودي في الحدود الجنوبية الذين يواجهون هجمات قاتلة على يد الحوثيين والجيش اليمني.

ووجه ال الشيخ في حديث اذاعي امس الاربعاء دعوة للمواطنين الى التبرع بالدم لصالح جرحى الجيش السعودي بسبب المعارك التي يخوضونها في الحدود السعودية اليمنية.

كما دعا المفتى المؤسسات الاهلية بمختلف أشكالها إلى “بذل الاموال لاعانة الجنود السعوديين المرابطين”.

ملاحظة : يمنع اعادة نشر المادة او اجتزائها دون الاشارة إلى المصدر  المراسل نت

(320)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,هاشتاق

Tags: ,,,,,,,,,,,,