اجتماع جدة المرتقب حول اليمن: تعزيز التصعيد العسكري أم بوادر حل سياسي؟!

خاص| المراسل نت:

تستعد مدينة جدة السعودية على مدى يومي الأربعاء (اليوم) والخميس لاستضافة اجتماع خليجي غربي لبحث ملف اليمن في صورة تعيد للأذهان الاجتماع المماثل الذي استضافته لندن في يوليو/تموز الماضي بالتزامن مع المفاوضات اليمنية والذي خرج ببيان غير اتجاه المفاوضات وأدى في نهاية المطاف لفشل الحل السياسي لأنه حمل رؤية جرى إجبار المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ على تبنيها بصورة مغايرة لرؤيته التي قدمها لمجلس الأمن والتي كانت تنص على حل سياسي شامل يبدأ بتشكيل حكومة توافق، ليتغير الأمر وفق نتائج اجتماع لندن إلى رؤية أممية تضمنت الحل العسكري والأمني وقوبل برفض من قبل وفد صنعاء (الحوثيون والمؤتمر).

 

الاجتماع المرتقب سيضم وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا ودول مجلس الخليج بحضور المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ للخروج برؤية ربما تكون جديدة في الشأن اليمني الذي لم يتضح بعد ما إذا كانت جولة المفاوضات الثالثة ستنعقد برعاية الأمم المتحدة أم لا.

وفي الوضع الطبيعي يمكن استقراء ما يمكن أن ينتج عن اجتماع مدينة جدة من خلال المواقف الصادرة من الدول المعنية بالاجتماع خلال الساعات الماضية والتي أجمعت كلها على الدعوة للحل السياسي كما جاء في بيان مجلس الوزراء السعودي أو دعوة الأطراف اليمنية للعودة للمفاوضات وتقديم تنازلات كما صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية.

ويمكن تلخيص أهم المواقف التي صدرت في الساعات الماضية سواء من الدول المعنية بالاجتماع او التي ما يزال اسمها موضوع شكليا في قائمة التحالف السعودي وذلك على النحو التالي.

أول المواقف صدرت عن مجلس الوزراء السعودي الذي ترأسه الملك سلمان بن عبدالعزيز امس الاثنين بحضور ولي عهده وولي ولي العهد، وجاء بيان المجلس هادئا وخاليا من لغة الحرب التي اتسمت بها مواقف التحالف منذ بدء التصعيد العسكري عقب توقف المفاوضات.

 

دعا مجلس الوزراء السعودي في بيان اليوم الاثنين، الحوثيين والمؤتمر للالتزام بالحل السلمي وذلك عقب جلسة برئاسة الملك سلمان في مدينة جدة.

وفي البيان الذي نشرته وكالة الانباء السعودية جددت الرياض “الدعوة إلى الالتزام بمرجعيات الحل السلمي المتمثلة في مبادرة دول مجلس التعاون الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة بما فيها القرار 2216”.

كما أيدت الرياض ما جاء في بيان دول الـ18 وما عبر عنه من “قلق تجاه الأعمال الأحادية وغير الدستورية التي قامت بها عناصر من حزب المؤتمر الشعبي العام والحوثيون وأنصارهم في صنعاء”.

ولم يحمل بيان مجلس الوزراء السعودي أي عبارة تصعيدية فيما يخص العمليات العسكرية الميدانية للتحالف في اليمن.

 

ولم تبتعد الولايات المتحدة في موقفها عن موقف مجلس الوزراء السعودي دعت وزارة الخارجية الأمريكية أطراف النزاع في اليمن للعودة لطاولة الحوار وتقديم تنازلات لإنهاء معاناة الشعب اليمني.

ونقلت جريدة الرياض السعودية عن المتحدث باسم الخارجية الامريكية “ناثان تك” دعوتها جميع الاطراف اليمنية الى التوقف عن الأعمال العدائية، مشيرة إلى أنه لا بد من عمل شجاع لجلب السلام الى اليمن عن طريق الحوار السلمي.

وطلبت الخارجية الأميركية من الاطراف اليمنية أن تعمل من أجل اليمن واليمنيين وأن تقدم التنازلات من اجل إنهاء معاناة الشعب اليمني مؤكدة أنها مستمرة في العمل مع المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ لإعادة الاطراف اليمنية للمفاوضات.

وجود كلا من مصر والأردن في التحالف السعودي لا يعدو عن كونه دعما معنويا للتحالف مقابل تقديم مساعدات مالية من الدول الخليجية لهاتين الدولتين وتأتي مصر بالدرجة الأولى في ذلك، ويمكن القول ان المواقف التي صدرت عن القاهرة وعمان تتماشى مع الموقف السعودي أو تدعمه إذا كانت النتيجة الفعلية لاجتماع جدة تصب في اتجاه التهدئة العسكرية باليمن.

 

مصر وعبر الناطق باسم وزارة الخارجية المصري احمد ابوزيد الذي عبر أن بلاده تابعت بقلق التطورات العسكرية في اليمن والتي جاءت بعد توقف المفاوضات التي قال انها جاءت بعد جهود كبيرة قام بها المبعوث الأممي والدول الراعية لتلك المفاوضات وبعد طرح مقترحات عديدة، وافقت عليها الحكومة في اليمن والجانب الآخر تحفظ عليها.

وقال أبو زيد ان بلاده تأمل ان تعود الاطراف اليمنية للمفاوضات في أقرب وقت ممكن لحقن دماء اليمنيين.

ولم يختلف الموقف الأردني عن موقف مصر حيث والذي صدر عن وزير الداخلية الذي جدد دعم بلاده للحل السياسي في اليمن.

 

التفسير الطبيعي لكل تلك المواقف المؤيدة للحلول السلمية في اليمن ولعودة المفاوضات وتراجع لغة الحرب بغض النظر عن اشتعالها في الميدان إلا أنها تقول أن اجتماع لندن سيأخذ الاتجاه ذاته وأن تلك المواقف تمهد لهذا الطريق، إلا أن شيئا واحداً قد يجعل اجتماع جدة تصعيدا وهو أن تجربة الاجتماع المماثل لذات الدول في لندن جاء في أجواء مماثلة من تأييد الحل السلمي في اليمن وجاء بيان الاجتماع على غير المتوقع.

الأمر المختلف اليوم هو أن الاجتماع في مدينة جدة يأتي في ظل تصاعد وتيرة الانتقادات الحقوقية للسعودية باستهداف المدنيين في اليمن ومطالبة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بوقف تسليح الرياض، إلى جانب تعرض السعودية لهجمات غير مسبوقة في نجران بشكل كبير وبعد ذلك في جيزان وعسير حيث تواجه القوات السعودية هناك مأزقا صعبا، ويمكن ان يكون كل ذلك من الأسباب التي يفترض أن تدفع اجتماع جدة نحو التهدئة والمضي بالمسار السياسي لحل الازمة اليمنية.

 

تنويه: يمنع إعادة نشر التقرير أو اقتباس اجزاء منه دون الاشارة إلى المراسل نت

(646)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل

Tags: ,,,,,,,,,