مذبحة الجوازي تطارد العثمانيين

فادي عيد

فى الذكرى 199 لمذبحة الجوازي على يد العثمانيون وما يصرح به المسؤولون فى ليبيا بخصوص دور تركيا فى دعم المليشيات الارهابية بالبلاد، بعد أن نصب الرئيس التركي أردوغان أمر الله إشلر مبعوث تركيا لدى ليبيا، تعود قبيلة الجوازي من جديد وتعلن حربها على حاملي الميراث العثماني وتفتح جروح الماضي، بعد أن أعلنت احياء ذكرى مذبحة الجوازي فى نفس يوم المذبحة الخامس من سبتمبر الجاري بمركز بني مزار بمحافظة المنيا المصرية بحضور أبناء قبيلة الجوازي، فما اشبه اليوم بالبارحة.

 

ففي الخامس من سبتمبر عام 1817م أرتكبت القوات العثمانية مذبحة بشعة بحق أهل بنغازي بعد أن قتلت اكثر من عشرة آلاف فرد من قبيلة الجوازي وحدها، عندما وجه أحمد باي ابن يوسف باشا القرمانلي دعوته لخمسة واربعون من مشايخ وأعيان قبيلة الجوازي ودعاهم للحضور بالقلعة التركية بالمدينة، بغرض الإنعام عليهم وتوزيع البرانيس الحمر لهم هدية كتقديراً لولائهم له، وبمجرد جلوس المشايخ والاعيان أعطى القرمانلي أشارته للحرس الخاص بالهجوم عليهم حتى تم ذبحهم جميعا، فقد رأى القرمانليون أن قبيلة الجوزاي أصبحت عائق أمام أطماعهم فى التفرد بالسلطة، ولم تقتصر المذبحة على ما بداخل أسوار القلعة فقط بل طالت كافة أبناء قبيلة الجوازي المرابطون خارج أسوار القلعة وتم ذبح أكثر من عشرة الاف فرد من قبيلة الجوازي وحدها وكان بينهم عددا ضخما من أطفال ونساء القبيلة، وجائت تلك المذبحة البشعة بشهر رمضان، وهي المذبحة التى كتب عنها الدكتور الإيطالي باولو ديلا تشلا الذي الطبيب المرافق لعائلة القرمانلي.

وبعد ما تعرضت له قبيلة الجوازي على يد العثمانيون تم التهجير القسري لابناء القبيلة فمنهم من ذهب للجزائر ومنهم من ذهب للمغرب ولكن كانت الاغلبية العظمى من أبناء القبيلة أتجهت نحو مصر ومكثت هناك وبالتحديد بمحافظة المنيا بصعيد مصر، حتى أن انصهرت بداخل المجتمع المصري.

 

وفى هذا الصدد صرح المستشار القانوني الاسبق للجيش الوطني الليبي رمزي الرميح بأن ليبيا قدمت الكثير من دماء أبنائها الابرار دفاعا عن الحرية والكرامة بكافة حروب التحرير الوطني على مدار تاريخها، وها هى الان تدفع فاتورة باهظة الثمن بسبب تدخل دول أجنبية فى شأنها الداخلي وتورط الاخرى فى دعم المليشيات الارهابية بليبيا بالسلاح ويأتى فى مقدمتها تركيا التى أذاقت الليبيين المر بمختلف العهود والازمنة حسب تعبيره، كما أضاف الرميح بأن أبناء ليبيا لان يقفو الى هذا الحد وسيبحثو مقاضاة تركيا بسبب ترك ليبيا فريسة لروما بعد التوقيع على معاهدة لوزان.

جدير بالذكر أن أبناء قبيلة الجوازي بمصر أجتمعو بمنتصف أبريل الماضي لبحث آلية القيام بمقاضاة الدولة التركية لمسئوليتها عن المذابح التى تعرضت لها القبيلة أمام محكمة العدل الدولية بلاهاى.

فأن كان أغلبنا يعلم بمذابح العثمانيون ضد الارمن عام 1915م والتى راح ضحيتها ما يقرب من مليون ونصف أرميني كان للنساء والاطفال المحصلة الاكبر منهم، بعد سلسلة من القتل المنهجي ومسيرات التهجير القسري فى ظروف غاية الصعوبة، وهى المذبحة التى تطارد الاتراك على مر العصور، فيبدو أن بالغد القريب سنسمع كثيرا عن مذبحة اخرى للعثمانيون أيضا الا وهي مذبحة الجوازي.

كاتب صحفي| مصر

(491)

الأقسام: آراء