بن حبتور يكتب:من وحي حوار الاخوة الأعداء في ضيافة الكويت الشقيق

أ٠د. عبدالعزيز صالح بن حبتور

لازلنا جميعاً في حالة إنشداد وترقب وحذر لما تصلنا من أخبار الحوار السياسي بين اليمنيين من دولة الكويت الشقيقة ، ولا زالت أعصابنا مشدودة لاستقبال بصيص أمل لنجاحه وان كانت صغيرة تقذف بها أمواج الأثير القادمة من مرابض المتحاورين في اروقة حوار الأخوة الأعداء ، ويبتهل كل المواطنون اليمنيون لله القدير بان ييسر للمتحاورون سُبل النجاح لإنقاذ ماتبقى من أمل في التطلع للسلام والأمن في اليمن ، لان جميع المواطنيين قد إستُنزفوا بتجريف إمكاناتهم المادية والصحية والنفسية وخلافها ، ولم يبدء التجريف لكل إمكاناتهم منذ بدء العدوان على اليمن في 26مارس 2015م ، بل يتعداه الى بدء التمرد على الشرعية الدستورية والنظام مُنذ شهر فبراير 2011م وحينما أعلنت الدوائر السوداء في بعض دول ( الأشقاء ) المترفة بالمال المسموم لتمويل ذلك التمرد بسخاء والصرف عليه بكرمٍ حاتمي ( يقدر بعض الخبراء الماليين بانهم صرفوا مليارات الدولارات لهذه المؤامره وبالذات الأشقاء من إمارة قطر ) ، وخرج البسطاء والفقراء بقيادة أحزاب ( اللقاء المشترك ) من الاخونجيين والقومجيين وبقايا الإشتراكيين والناصريين و البعثيين والحراكيين “السلميين ” وغيرهم ) يرددون بصوت مجلجل ( الشعب يريد إسقاط النظام ) ، وبطبيعة الحال سارت الأمور باتجاه سقوط النظام وجرت تسويات سياسية متتالية وتم الانقلاب عليها فيما بعد الى ان وصلنا الى يوم العدوان ٠
كنت أسأل نفسي ؟ اين هم هؤلاء القادة والمنظرين الآن ؟ الذين ساقوا البسطاء للخروج للشوارع والساحات في تمردٍ جماعي غير مسبوق وأغلقوا الطُرقات وأحتلوا المرافق والمنشآت الحكومية وتطاولوا على المؤسسات الحامية للدولة الشرعية الدستورية والشعب ، وهي الجيش والأمن ٠
* اين هم الان تحديداً ؟ وأكرر السؤال المستفز والذي صَدمني به عدد من الأصدقاء المثقّفين من اليمنيين والعرب وحتى الأجانب ٠
يقولون لي بلغة مُستفزه بان القائد السياسي والعسكري المحترم عادة مايقف مع مواطنيهم في السلم او الحرب ، وبالذات في ازمنة الحروب والكوارث اي كان مستواها التي بسببها يتضرر المواطن البسيط الذي ينتظر العون والمساعدة من قيادته ٠
* اين هم المسؤلون ؟ الذين يتحدثون بلغة هادئة ورصينة وجهورية أحياناً مع جموع المواطنيين في زمن السلم ، حول قضايا الإنتماء الوطني ، والانتماء الديني والأخلاقي ، وقداسة الدفاع عن الأوطان وغيرها من المفردات التي كنا نستمع اليها عبر المنابر الإعلامية والجوامع والمساجد ، ومنصات القاعات الفارهة في المؤسسات التي كانوا يديرون شؤون البلاد منها ٠
* اين صدقية هذه الأقوال وأحترام هؤلاء للمفردات والنصوص الدينية والثقافية التي رددوها لسنوات طويلة خلت ؟
* كيف سيفهم وسيسامح التلميذ والطالب الذي يردد صباح كل يوم جديد النشيد الوطني العظيم ،
رددي أيتها الدنيا نشيدي ٠٠٠٠٠٠٠ لن ترى الدنيا على أرضي وصيا
، ويكتشف فجأة بان أحزاب يمنية ( كبيره ) وشخصيات وطنية كانت تملئ وسائل الإعلام صخباً وضجيجاً وان رجال دين مشهورين مجلببين بثياب رجال دين ترمز للقداسة والعفة ، فجأة يقراء بان هؤلاء هم من جلب الأعداء التقليديين لليمن ، وهم من طلب بإصرار من مجلس الأمن الدولي بوضع اليمن تحت عقوبات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة إمعاناً وفجوراً من أحزاب ( اللقاء المشترك وتوابعها ) بالخصومة مع الوطن اليمني العظيم الذي إحتضنهم وحولهم من أناس مغمورين الى رموز مشهورة ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان يا هؤلاء ؟!!!٠
* كيف سينظر اليهم المواطن البسيط وهو يشاهدهم يومياً من على القنوات الفضائية المُخْتَلِفةِ وهم يكررون المطالبة باستمرار العدوان وقصف الطيران لمدنه وقراه وكل منجزاته المادية التي أنجزها لعقود من الزمان ؟ ٠
انها مفارقة مُحزنة ومُخجلة لهؤلاء “المسؤولين من درجة VIP ” وهم قسمان :
القسم الأول :
إكتفى بالهجرة الصامته الناعمة الى الخارج ، مكتفياً بالإنزواء وربما التأمل ، في واحدة من مدن الدنيا الواسعة ، وهؤلاء يعدوا محترمين قياساً بالآخرين ٠
القسم الثاني :
وهم المتبجحون في زمن السلم بمطالبة المواطنين البسطاء بالتحلي بروح اليقظة تجاه الوطن ومصالح المواطنين وبالتربية الوطنية الصادقة ، وفي ذات الوقت وفي زمن الشدائد ، يهاجرون كأسراب الغربان الى العواصم الدافئة والمٰترفة كالإستانه ، الرياض ، ابوظبي ، الدوحه ، القاهره ، المنامه ، كوالا لمبور ، عمّان ، بيروت وحتى في عاصمة الضباب لندن ، ” والمُصلب منهم ” طلب حق اللجؤ الإنساني او السياسي ، والبعض من هؤلاء المُتخمين يتطاولون على الوطن ويطالبون بإستمرار العدوان لقتل مواطنيهم البسطاء والفقراء ويبررون للعدوان جرائمهم الوحشية ضد مواطنيهم دون واعز من ضمير او رادع أخلاقي وانساني وديني٠
إذاً لماذا الإستغراب والدهشة من تشبث جُل المواطنيين اليمنيين بالقيادات الوطنية التي بقيت على الارض اليمنية مع مواطنيها ولم تهرب ودافعت عن تربة الوطن العزيزة ، ولماذا الإستغراب حينما تم إستقبال الوفد الوطني بقيادة الاستاذ / عارف عوض الزوكا الامين العام للمؤتمر الشعبي العام والأستاذ / محمد عبدالسلام الناطق الرسمي لأنصار الله بمطار الكويت باحترام كبير ،ولقائهم بأمير الكويت الشقيق الشيخ / صباح الجابر الأحمد الصباح ، والأشد غرابة هو من إنزعاج بعض بقايا التيار القومي واليساري من إهتمام سفراء الدول الخمس العظمى وألمانيا لدى اليمن من لقآتهم وأهتماماتهم بالوفد الوطني المكون من المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وانصار الله وحلفائهم ٠
لهذا نقدم نصيحة مُخلصة لمن يفهم فحسب ، بان المعادلات السياسية اليمنية قد تبدلت الآن ، والعالم لا يحترم إلا القوة السياسية والعسكرية التي تقف مع شعبها وتدافع عن حقها المشروع والطبيعي في العيش بحرية وكرامة وشموخ ، ولهذا خرج الملايين من اليمنيين في شوارع صنعاء وبقية المدن اليمنية يصدحون بملئ حناجرهم بالروح بالدم نفديك يا يمن ، نفديك يا صنعاء ، نفديك ياعدن ، ويقفون تحت راية وطنية خفاقة ، راية المقاومة الوطنية الصُلبة يقودها الزعيم / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية الأسبق ورئيس المؤتمر الشعبي العام وحلفائه ، والسيد / عبدالملك بدر الدين الحوثي الزعيم الروحي والمُلهم لأنصار الله وحلفائهم ٠
إدعوا معي جميعاً ان الله يهدي جميع الأطراف لطريق السلام الذي يحفظ لليمني كرامته وعزته ومستقبل إجياله ، والصلح خير٠
﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾

(144)

الأقسام: آراء,الاخبار