العلاقات المصرية السعودية تصل إلى مرحلة الطلاق!

خاص|المراسل نت:

تشهد العلاقات المصرية السعودية تراجعا ملحوظا نظرا لوجود عدة قضايا تفرض على البلدين اتخاذ مواقف مختلفة او تفرض على كل بلد الوقوف في الاتجاه المضاد للآخر وخصوصا سوريا.

ولاحظ كثير من المراقبين والمحللين ان تدهور العلاقات المصرية السعودية يتواصل ويمر بعدة محطات فاصلة تجعل من المسافة الفاصلة بين نظامي البلدين تتسع بشكل منتظم.

في هذا السياق كتب رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم الالكترونية مقالا تناول فيه اعتراف مصر بوجود تباين في المواقف مع السعودية.

وأشار عبدالباري عطوان رئيس تحرير الصحيفة إلى ما قاله وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي تحدث لوسائل اعلامية مصرية كشف فيها وجود “تباين في الرؤى بين بلاده والسعودية بشأن سورية خصوصا حول ضرورة تغيير نظام الحكم او القيادة السورية، حيث أكد ان مصر تعارض تغيير الحكم، ولا تتبنى النهج السعودي في هذا الإطار”.

جاء ذلك الاعتراف عقب خطاب للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الأمم المتحدة والذي تناوله عطوان في مقاله باعتباره كشفا عن محطة جديدة لتدهور العلاقة بين القاهرة والرياض لأنه تمسك بالرئيس السوري بشار الاسد.

مقال الكاتب عبدالباري عطوان رأى ان “شهر العسل السعودي المصري لم يدم أكثر من ثلاثة أشهر على الاكثر، بدأت بعدها إجراءات “طلاق شبه بائن”، انعكس في مجموعة من الخطوات المصرية الصادمة للسعودية”.

ولخص عطوان تلك الخطوات على النحو التالي:

“الأولى: المشاركة المصرية المكثفة في مؤتمر غروزني الذي انعقد قبل شهر في العاصمة الشيشانية، تحت عنوان “من هم اهل السنة والجماعة”، حيث شاركت في هذا المؤتمر الذي اعتبر “الوهابية” خارج هذا التعريف، أربعة من اهم المرجعيات الإسلامية المصرية وهم، شيخ الازهر، الدكتور احمد الطيب، ومفتي مصر الشيخ شوقي علام، ومستشار الرئيس للشؤون الإسلامية أسامة الازهري، والمفتي السابق الدكتور علي جمعة

الثانية: التصريحات المؤيدة والداعمة للرئيس السوري بشار الأسد التي وردت في خطاب الرئيس السيسي الذي ادلى به في الأمم المتحدة، واكد فيها ان لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل سورية، وتلك التوضيحية التي ادلى بها سامح شكري، وزير خارجية مصر لاحقا لصحف مصرية، واقر فيها تباين الرؤى بين بلاده والسعودية بشأن سورية خصوصا حول ضرورة تغيير نظام الحكم او القيادة السورية، حيث أكد ان مصر تعارض تغيير الحكم، ولا تتبنى النهج السعودي في هذا الإطار.

الثالثة: عدم حدوث أي لقاء بين الرئيس المصري والأمير محمد بن نايف، ولي العهد السعودي، اثناء تواجد الاثنين في الأمم المتحدة على رأس وفدي بلادهما، والشيء نفسه يقال عن وزيري خارجية البلدين باستثناء مشاركتهما في اجتماع مجموعة دعم سورية.

الرابعة: وهي الأهم في نظرنا، أي اللقاء الذي اجراه السيد شكري مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم أمس، وبحث معه ملفات عديدة من بينها الملف السوري، وهذا اللقاء وحده يكفي لإصابة نظيره السعودي عادل الجبير، وربما من هم اعلى منه، بأزمة قلبية، ولا نستبعد ان تتحول هذه الازمة الى جلطة، في حال صدقت التكهنات حول لقاء شكري ونظيره السوري وليد المعلم الموجود حاليا في نيويورك.”

كما رأى عطوان في مقاله ان “السلطات المصرية تركت مسافة كبيرة بين موقفها وحليفها السعودي (السابق) في التعاطي مع الشأن السوري لأنها تدرك جيدا ان البديل عن نظام الرئيس الأسد هو حركة الاخوان المسلمين، او الفوضى الدموية على غرار العراق وليبيا واليمن، الامر الذي يشكل تهديدا لأمن مصر واستقرارها، ونظام الحكم فيها”.

بالمقابل يرى عطوان أن “القيادة السعودية أخطأت التقدير عندما اعتقدت ان هذه المساعدات ستجعل من نظيرتها المصرية “صديقا” مطيعا، وتابعا، ينفذ كل مخططاتها، ويخوض كل حروبها، ويتبنى كل مواقفها ضد إيران والحكومة السورية، ويقاطع كل اعدائها على غرار ما فعلته وتفعله معظم الحكومات الخليجية الأخرى، الامر الذي يعكس “سوء تقدير” في الحسابات، علاوة على عدم فهم الذهنية المصرية، والتاريخ الحافل بالمطبات والصدامات بين البلدين، في معظم عصوره”

(1069)

الأقسام: المراسل العالمي