وزراء حكومة هادي مجرد ضيوف في عدن!

احتج مسلحون من “المقاومة الجنوبية” على حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بسبب احتفالها بذكرى ثورة 26 سبتمبر ضد نظام حكم الأئمة.

ويعدُّ هذا الاحتجاج أقوى مؤشر إلى طبيعة التحديات التي تواجه تحويل مدينة عدن إلى عاصمة لكل اليمنيين.

وجاءت هذه الخطوة بعد أيام على قرار الرئيس هادي نقل البنك المركزي إلى عدن، وعودة معظم الوزراء إلى المدينة، باعتبارها عاصمة مؤقتة للدولة، بسبب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء. غير أن النزعة الانفصالية المتنامية في الجنوب لا تشير إلى إمكان نجاح هذا القرار لهذه الأسباب ولأسباب تقنية أخرى، مثل: وجود معظم الكادر الوظيفي والإداري في صنعاء، ووجود شبكة المعلومات الرئيسة هناك؛ وهي التي تتحكم بأعمال الفروع كافة في مختلف المحافظات.

وباستثناء القدرة على توفير السيولة النقدية عن طريق طباعة أوراق نقدية جديدة لمواجهة أزمة السيولة وإمكانية إرسال الأموال إلى الخارج وتحويلها إلى الداخل، فإن القدرات التقنية لفرع البنك المركزي في عدن لا تمكِّنه من أداء المهمات الأساسية للبنك. وستكون رواتب المدنيين والعسكريين والمتقاعدين للشهر الجاري أبلغ اختبار لهذه القدرات.

ولأن المشكلة لا تقتصر على الجوانب التقنية، بل تمتد إلى المشكلة السياسية؛ حيث لا تزال فصائل ما يعرف بـ”المقاومة الجنوبية” ومعها “قوات الحزام الأمني”، والتي تسيطر على محافظات عدن ولحج والضالع وأبين، ترفض دخول المنحدرين من الشمال إلى عدن إلا من كان لديه وظيفة لدى إحدى الشركات أو المنظمات الدولية، فإن بعض الوزراء ومعهم الفريق علي محسن الاحمر فضلوا الذهاب إلى محافظة مأرب في وسط البلاد للعمل من هناك تجنبا للكراهية التي يواجهونها في الجنوب.

وفي أول اختبار لقدرة الحكومة على جعل المدينة عاصمة لكل المواطنين بعد حملات الترحيل القسرية التي طالت المنحدرين من الشمال، واجهت “المقاومة الجنوبية” احتفال الحكومة بمناسبة الذكرى السنوية لإطاحة نظام حكم الأئمة بالاحتجاج والتحدي رغم أن الفعالية أقيمت في قاعة مغلقة في أحد الفنادق، وسبقتها موجة ترحيل جديدة، قال ناشطون إنها استهدفت العشرات من المنحدرين من محافظات الشمال.

وقد أوضحت “المقاومة الجنوبية” موقفها مما قامت به السلطات، وأعربت عن سعادتها باحتضانها

الحكومة اليمنية في عدن، لكنها ذكَّرت رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر ووزراءه بضرورة احترام ما قالت إنه واجب الضيافة في العاصمة المؤقتة.

ونقل عن المتحدث الرسمي باسم “المقاومة الجنوبية” علي شايف الحريري القول إن “كرم سكان عدن دفعهم لاحتضان أعضاء الحكومة اليمنية مؤقتاً، باعتبار ذلك واجباً إنسانياً وأخلاقياً حتى يتمكنوا من الانتقال إلى صنعاء بعد تحريرها”.

وحذر المتحدث الحكومة مما اسماه “عدم اختبار صبرنا”، لأن هذا ما يخطط له العدو، على حد تعبيره. وقال: “إننا لم نقدم خيرة الرجال شهداء لنكرس احتلالا شمالياً آخر للجنوب تحت أي مسمى”.

وكشف الحريري عن تنسيق وثيق بين “المقاومة الجنوبية” والتحالف العربي بقيادة السعودية؛ مؤكدا أنهم “شركاء إلى جانب التحالف العربي في محاربة التمدد الإيراني في اليمن، لكننا لم نلتزم لأي جهة بغير هذا”. في إشارة إلى رفض دول التحالف العربي انفصال الجنوب وتمسكها بوحدة اليمن ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، التي تنص على قيام دولة اتحادية متعددة الأقاليم، ومطالبتها الانفصاليين بالعدول عن هذه المطالب.

محمد الأحمد| روسيا اليوم

(170)

الأقسام: الاخبار,المراسل العالمي