تقرير خاص| معركة صرواح: كيف سقط أكثر من 180 مسلحاً من قوات هادي ولماذا فشلوا؟

خاص|المراسل نت:

الحديث عن معركة استمرت لساعات ويسقط فيها نحو 180 قتيلا وجريحا في صفوف أحد أطراف المعركة، هو رقم يتناسب مع تكتيك وأسلوب الحروب في الحرب العالمية الأولى أو الثانية، حيث كان يدفع بآلاف المقاتلين إلى خطوط التماس ويتم حصد رؤوس المئات من الجنود. لكن الحديث عن هذا الرقم في عام 2016 يبدو صادماً، ولكنه حدث بالفعل أمس الاثنين في صرواح بمأرب، بل إن هذا الرقم يخص قتلى قوات هادي والإصلاح المسنودين بأحدث الطائرات الأمريكية، ليس هذا وحسب، فنسبة القادة العسكريين الذين قتلوا في المعركة كبيرة جدا، ولكن المفاجأة الأكبر من كل ذلك أن هذه الخسائر البشرية المهولة كانت نتاج هجوم لم يفلح في تحقيق الهدف!

 

ما الذي حدث؟

نشرت وسائل إعلامية (بينها المراسل نت) نقلا عن باحث ومؤلف عماني خبرا يفيد بوجود تحرك في سلطنة عمان التي يفترض بحسب المصدر ان تستقبل وفود من الامارات والسعودية واليمن والكويت لإعلان وقف الحرب على اليمن، وهنا ظن حزب الإصلاح أن هناك مفاجأة غير سارة ستحدث فكان لابد من إحداث خرق كبير في صرواح بمأرب وإنجاز عسكري يجعل السعودية تعيد حساباتها في إنهاء الحرب والرجوع لخيار الاستمرار، خصوصا أن الهدف كان قطع طريق صنعاء مع صرواح.

 

تم حشد المئات من المسلحين من قوات هادي وحزب الإصلاح، ووقع الاختيار على أجدر القيادات العسكرية لقيادة معركة من هذا النوع. وعند فجر الاثنين تحركت المدرعات والدبابات وبدأ الزحف الأكبر من نوعه باتجاه “وادي نوع” باتجاه محطة حسن بن راشد جنوبي صرواح وكان الهدف هو اجتياز الوادي إلى الطريق الاسفلتي والذي أن حدث سيكون إنجازا كبيرا، فجبهة صرواح بالنسبة للجيش اليمني والحوثيين ستكون مخنوقة، لأنه سيقطع الطريق الأهم والواصل بين صنعاء وصرواح.

في “وادي نوع” كانت الأرض فيما يبدو تعرف مقاتلي الجيش اليمني والحوثيين وتشعر بالنفور تجاه قوات هادي والإصلاح، بحسب ما أفضت نتيجة المعركة. هناك في الوادي الذي سيحفر اسمه في تاريخ المعارك كانت قوات الجيش اليمني والحوثيين تدرك خطورة الأمر وفي ذات الوقت وجدت أن هناك فرصة كبيرة لإحداث ضربة كبيرة في صفوف المهاجمين ربما تغير الموازين، فالمهاجمين بالمئات، ومواقع التمركز مناسبة لحصد الكثير منهم وهذا ما حدث بالفعل. النتيجة أكثر من 180 قتيلا وجريحا ومن نجا وجد نفسه مجبرا على التراجع إلى “الحمة السوداء”.

 

حرب الأخبار:

 

فيما كانت رحى المعركة تدور كان هناك ثلاثة أنواع للتغطية الإعلامية، الأولى تابعة للتحالف السعودي تقول إن الهجوم يحقق نجاحا متواصلا، والثانية تابعة للمعسكر المناهض للتحالف وتقول إن القوات اليمنية تواصل صد الهجوم، والثالثة كانت منقسمة بين الاثنين وهي الأخبار التي كانت تعلن عن أسماء القتلى، فجانب يستبشر بسقوط “الشهداء” كمؤشر على نجاح الهجوم، وجانب يستبشر بسقوط “القتلى” كمؤشر على فشل الهجوم.

 

أزيز الرصاص وعدّاد الموت:

عند مساء أمس الاثنين نفى مصدر قبلي لـ المراسل نت بشكل قطعي أن تكون قوات هادي والإصلاح قد سيطرت على طريق صنعاء مع صرواح مؤكدا أن المعركة انحصرت في “وادي نوع” الذي شهد تسلل قوات هادي قبل ان تتعرض لكمين كبير أسقط العشرات من القتلى والجرحى بينهم قيادات. وبعد ذلك بدأت مصادر إعلامية موالية للتحالف تقر بأن الهجوم فشل.

مع اشتداد المعركة بدأت تتوافر المعلومات وترد الأسماء عن القتلى، وكلما زاد وابل النيران كلما ارتفع عداد القتلى. في البداية يرد خبر مقتل العقيد الركن عبده علي محمد بدير قائد كتيبة رعد الشمال باللواء 55، ثم يأتي صاحب إصبع التهديد وهو القائد العسكري فارس الشبواني وهو قائد قوات الاحتياط التابعة لقوات هادي والذي ظهر في قناة الجزيرة رافعا اصبعه مهددا الجيش اليمني والحوثيين، وفي المعركة قتل الرجل غير أن الجزيرة لم تورد خبر مقتله كما اهتمت بتهديداته قبل ذلك.

تستمر المعركة ويتم الإعلان عن خبر مقتل القيادي فارس صالح حسين الوهبي وبعدها بوقت قصير سقط الرائد عبدالحميد دحان. وظهر أن قائمة القتلى ستطول جدا عندما وصل خبر مقتل القيادي القبلي محسن حويلان العبيدي ثم قيادي قبلي أخرى يقتل في المعركة وهو منصور صالح الناتي.

رغم ان فضائيات التحالف كانت تكابر وهي تعلن في نشراتها خبر سيطرة قوات هادي والإصلاح على طريق صنعاء مع صرواح غير أن التفاؤل بدأ يتراجع بالنسبة لأنصار التحالف من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وفي ذلك الوقت يصل خبر مقتل قائد احدى السرايا وهو نصر عبدالله الحريبي، ومع مقتله بدأ الكثير يتساءلون: أي معركة تلك التي يقتل فيها كل القادة العسكريين ثم يقال أن الهجوم حقق هدفه؟

 

على نفس الوتيرة التي كانت تصل فيها أخبار مقتل القادة العسكريين كان هناك جانب مماثل بل وأكثر عددا فيما يخص أخبار سقوط إصابات في صفوف القادة العسكريين، أما القتلى والجرحى من الجنود والمسلحين فتجاوز الـ180 قتيلا وجريحا.

 

 

ماذا عن قتلى الجيش اليمني والحوثيين؟

لم يعتمد المحررون في موقع المراسل نت في هذا التقرير على الإعلام التابع للجيش اليمن والحوثيين في رصد أسماء وأعداد قتلى قوات هادي والإصلاح، بل على وسائل الإعلام التابعة للتحالف وحكومة هادي وحزب الإصلاح وأنصارهم جميعا من النشطاء والإعلاميين في مواقع التواصل الاجتماعي.

على الناحية الأخرى خسر الجيش اليمني والحوثيون عدد من القتلى في معركة صرواح وكذلك سقط أكثر من 12 جريحاً، غير أن العدد القليل لخسائرهم يعود لأسلوبهم في المعارك الذي لا يعتمد على المجاميع الكبيرة بسبب تواجد الطيران التابع للتحالف أولاً، وكذلك إدارتهم للحرب بأسلوب حرب العصابات وليس حروب الجيوش النظامية الأمر الذي يقلل دائما من خسائرهم حيث يمكن القول أن نسبة المقاتلين بين قوات هادي والإصلاح من جهة وقوات الجيش اليمني والحوثيين من جهة أخرى تصل إلى 1:20 تقريبا أي أن كل مقاتل من الجيش والحوثيين في مختلف الجبهات يقابله 20 مقاتلا من قوات هادي والإصلاح.

 

جانب من قتلى قوات هادي والإصلاح:

 

العقيد الركن عبده علي محمد بدير قائد كتيبة رعد الشمال باللواء 55.

فارس حمد جابر الشبواني : قائد قوات الاحتياط

القيادي الرائد عبدالحميد أحمد بن صالح دحان الجهمي.

سليمان فيصل محمد مسعد مدبر

ناصر صالح أحمد العيال

سلطان أحمد ناجي الشدادي

محسن بن علي حويلان العبيدي

ذياب الهبيلي الصيادي

بلال الصوفي

خالد عبدالمنعم الصوفي

غصان محمد شيبان الاجدعي

حسين أحمد صالح دهبيل الجهمي

 

الإصابات في صفوف قوات هادي والإصلاح:

القيادي ناصر بن علي ربيع الجهمي

الشيخ ناصر حزيم الجهمي

صادق سعيد دركم المرادي

علي حزام سعيد دركم المرادي

ناصر سعيد دركم المرادي

محمد سعيد الأقرع

ماهر منصور صالح حزيم الجهمي

صالح بن حسين حداب

محمد صالح سعيد القانصي

محسن أبو ربزه العبيدي

ناجي حسن الحجازي الجهمي

ناصر شبرين

حسين هماس المرادي

تنويه: يمنع إعادة نشر التقرير أو اقتباس أجزاء منه دون الإشارة لـ المراسل نت

(1088)

الأقسام: الاخبار,المراسل العسكري,اهم الاخبار,تقارير المراسل

Tags: ,,,,