مصر تخرج عن طوع السعودية بتصويتها لصالح قرار روسي في مجلس الأمن بشأن سوريا

نيويورك| المراسل نت:

فشل مجلس الأمن الدولي أمس السبت في تبني أي من القرارين المتضادين المقدمين من روسيا وفرنسا في الجلسات الطارئة للمجلس بشأن الوضع في حلب السورية.

وفيما استخدمت روسيا حق الفيتو لابطال مشروع القرار الفرنسي الذي ايدته بريطانيا والولايات المتحدة والسعودية وقطر والدول التي تتخذ موقفا معاديا من الحكومة السورية، فقد قامت روسيا بتقديم مشروع قرار آخر ولاقى معارضة من الولايات المتحدة والدول التي أيدت قرار فرنسا غير أن اللافت في الأمر كان تصويت مندوب مصر لصالح قرار روسيا الامر الذي أوقع القاهرة محط هجوم سعودي وقطري.

وإلى جانب مصر أيدت كل من الصين وفنزويلا مشروع القرار الروسي.

وفور انتهاء جلسة مجلس الأمن قال المندوب السعودي عبدالله المعلمي انه “كان من المؤلم ان يكون المؤقف السنغالي والماليزي أقرب للموقف العربي من موقف مندوب مصر”.

وتواجه مصر هجوما متواصلا من الاعلام والكتاب السعوديين والقطريين حيث وضعت قناة الجزيرة استفتاء في صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي يتساءل عما اذا كان الجمهور يعتقد أن مصر باتت تغرد خارج السرب العربي؟

مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة عمرو عبد اللطيف قال إن” مصر صوتت لصالح المشروعين الروسي والفرنسي، وانتقد ما بات يمثله مجلس الأمن، الذي “أصبحت المشاورات في إطاره تكرارا وتسجيلا لمواقف تقليدية وحوارا للطرشان”.

أما مندوبة دولة قطر لدى الأمم المتحدة علياء آل ثاني فوصفت الموقف المصري بالمؤسف.

ويأتي الموقف المصري ضمن سلسة مواقف اتخذتها القاهرة مؤخرا توضح ان القيادة المصرية تأخذ طريقها بعيدا عن السعودية ونحو التقارب مع مصر وسوريا باعتبار الاخيرة تمثل عمقا استراتيجية وسياسيا للقاهرة.

وعند كل موقف مصري يزعج القاهرة يصف المحللون السياسيون بأن العلاقة السعودية المصرية وصلت إلى مرحلة الطلاق.

وقال الكاتب العربي عبدالباري عطوان رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم اللندنية ان  “الدعم المصري للقرار الروسي يؤكد مدى تدهور العلاقات المصرية السعودية، ويضيف تأكيدا جديدا في هذا المضمار، فمن الواضح ان السلطات المصرية بدأت تخرج بشكل متسارع من المعسكر الخليجي السعودي، وتقترب اكثر من المعسكر الايراني الروسي السوري”.

ولفت عطوان إلى أنه “بعد اللقاء الذي تم بين السيد سامح شكري، وزير الخارجية المصري، ومحمد جواد ظريف، نظيره الايراني، في نيويورك على هامش اجتماعات الامم المتحدة، بادرت الحكومة المصرية الى ارسال قائم بالاعمال جديد الى سفارتها في ايران التي تمثلها السفارة السويسرية، وهناك انباء شبه مؤكدة ان اعادة فتح السفارة المصرية في طهران بات مسألة وقت”

(1729)

الأقسام: المراسل العالمي