تأتي عملية الإنزال الأميركية في البيضاء، وسط اليمن، ضمن استراتيجية واشنطن الجديدة في تفعيل الدور الإماراتي، الذي بدا أكثر استجابة ورشاقة في الانسجام مع المصالح الأميركية. وظهر في الشهور الأخيرة أن أبو ظبي تتقدم على ما سواها من دول الخليج، وأنها أكثر التصاقاً بواشنطن، كذلك أظهرت الولايات المتحدة مؤشرات على انقلاب سياستها في مقاربة العلاقة مع «جماعة الإخوان المسلمين» نحو العداء والميل إلى وضعهم على لائحة الإرهاب الأميركية، الأمر الذي يتوافق مع سياسة الإمارات التي ترى «الإخوان» عدواً تاريخياً وتعمل على استئصالهم.
مضى قرابة العامين الآن على شن القوات السعودية حملة قصف وحشية ومدمرة على الشعب اليمني. دُمرت المدارس والمستشفيات والمنازل في عمليات القصف التي أودت بحياة 10 آلاف شخص وتسببت في خلق كارثة إنسانية في واحدة من أفقر البلدان في المنطقة.
كشف البيت الأبيض عن جانبٍ هام جرى الاتفاق عليه خلال الاتصال الذي تم، أمس الأحد، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، والذي تضمن أن تقوم السعودية بتمويل عملية إيجاد مناطق آمنة للمدنيين في سوريا، التي أعلن ترامب نيته بتنفيذها قبل وبعد تسلمه السلطة.
تقود الإمارات ضمن التحالف السعودي معارك الساحل الغربي، بعقلية متوترة، انعكست على تنفيذها لتهديداتها بقصف المقاتلين على الأرض في حال تراجعهم عن التقدم نحو مديرية المخا والسيطرة عليها والذي تكرر اليوم في المعارك التي شهدتها منطقة الخضراء وخلف عشرات القتلى بينهم عناصر من الجنجويد السوداني